|
مما يسر الخاطر ويدخل البهجة إلى القلب هو هذه الثمار اليانعة لثورتنا المدهشة التي نراها يوما بعد يوم فتكاد تتزاحم الصحف ومواقع النشر الألكترونية هذه الأيام في نشر ما نراه تنوّراً لدى كل شرائح المجتمع، وانتشار ثقافة عدم القبول بالباطل والظلم بأي شكل كان ومن أي شخص كان.
إن هذا الوعي الذي انتشر ماهو إلا نتيجة طبيعية لثورة الشباب العظيمة التي ماطالت إلا لترسخ مفاهيمها وأهدافها لدى كل فئات الشعب فلم يقتصر هاجس التغيير لدى جموع الشباب الذين قاموا بهذه الثورة ومن ثم التف حولهم الشعب قاطبة وإنما امتد ليطرق وجدان كل يمني دون التمييز لأي فكر يحمل أو أدلوجية يعتنق فهناك قناعة عامة ترسخت لدى هذا الشعب الحر بأن لافساد بعد اليوم ولاوصاية بعد الثورة.
ولعل ما تشهده مؤسسات الدولة من تطهير لرموز الفساد ماهو إلا دليل قاطع بأن رسالة الشباب الذين سقطوا شهداء قد وصلت فلا مكان لمستغل منصبه بيننا ورياح التغيير في جميع مرافق وقطاعات الدولة ظرورة لابد منها فلايستقيم الظل والعود أعوج، بل مايثير الاعجاب هي تلك الشجاعة التي تحلى بها هؤلاء وهم يقفون صفا واحدا ضد عتاولة الظلم والإفساد وما إسقاط العميد الشاطر إلا تأصيلا لهذا المبدأ النبيل.
هلا فبراير:
الواحد والعشرون من فبراير للعام القادم 2012 سيكون منعطفا جديدا في مفاصل تاريخ اليمن الحديث، فبناء على المبادرة الخليجية التي فرضت على الشعب بقرار دولي سيتولى الفريق عبدربه منصور هادي رئاسة البلاد \"مالم تحصل مفاجئآت\" وعندها سيستلزم منا كثوار في الساحات تعامل من نوع آخر مع هذا الوضع الجديد القديم، فيجب علينا أن نكون حريصين كل الحرص على حماية ثورتنا من أي مسكنات آنية قد تأتي في ظل حكومة باسندوة أو بعد رئاسة هادي ولنكن يداً واحدة في الحفاظ على مكاسب الثورة التي قد تحققت والسعي جاهدين بكل الوسائل المتاحة لنا في تحقيق باقي أهدافنا التي خرجنا من أجلها.
تنويه:
كنا ومازلنا نسمع في وسائل الاعلام الرسمية عندما يلتقي زعيمان عربيان أو يجريا اتصالا بينهما بأنه \"تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك\" وكأنها آية قرآنية تردد ومثل هذا سمعناه وسنسمعه سواء من دولة رئيس الوزراء أو الرئيس القادم لكن مع تغيير في النص: \"ستعمل الحكومة جاهدة على تلبية مطالب الشباب للتغيير\" في سعيا منهم إلى فضّ الساحات وإلغاء دور الشباب في قيادة عملية التغيير في البلد.
لكنا كشباب آمن بمبادئه التي خرج من أجلها وامتلك زمام المبادرة من أجل نقل اليمن من دولة تحكمها أسرة الى دولة حديثة يسودها النظام والقانون والمواطنة المتساوية لن تنطلي علينا مثل هذه المصطلحات التقليدية والتي –عادة- تكون غير مصحوبة بأفعال على الارض، فثقوا تماما أخوتي بأنه بالنسبة لهم كسياسيين بعد انتخاب هادي سيعتقدون أن مهمتهم قد انتهت وسيخلدون الى نوم عميق يتأصل خلاله حكم الفرد ويستشري الفساد في كل هياكل الدولة مالم نكن يقضين وبأيدينا البدائل الناجعة للنهوض بالوضع إلى ماهو أحسن، فمن وجهة نظري ككاتب أن دور الشعارات الثورية الصاخبة قد انتهى وبدأ دور العمل والتخطيط للمرحلة القادمة.
الرياضة الثورية:
لايختلف اثنان بأن طول المدة لأي عمل ما يترتب عليها كثير من الأخطاء وينتاب أصحابه الملل، لذا لابد بأن يكون هناك تجديد في العمل الثوري، وتنويع في الأداء، فالساحات بحاجة الى إعادة دراسة سواء من ناحية المكان، المساحة، أو حتى الأنشطة، لكن الأصرار على البقاء فيها أمر لامناص منه.
فنون المرحلة القادمة:
الأستعداد لما قد لايحدث والتعامل مع ما حدث..
عوداً لذي بدء ومرحلة مابعد فبراير فمما يجب التنبه له:
- الأمر الخطير وهو عودة المواجهة وكأن شيئا لم يتغير وهنا اتباع النظام الياباني كانبان KANPAN القائم على أساس تحفيز الازمة والبقاء في حالة تأهب لأي طارئ.
- جعل الفعل الثوري الحاسم في الحسبان حتى لا ننخذع ببريق الوعود والتصريحات.
- أرى تشكيل حكومة ظل تتولى مراقبة أداء كل وزارة ويتم رفع تقارير دورية لشباب الساحات حول نشاط كل وزير وبيان مواضع الخلل والاخفاق.
- لايمنع تنشيط المجلس الوطني والعمل على إعادة هيكلته مالم فيتم تفعيل المجلس الرئاسي الثوري الذي أُعلن مسبقا.
لكن الاهم من هذا وذاك هو تبني التخطيط كمطلب أساسي مهم في عملية إدارة المرحلة القادمة يقول د. محمد رشاد الحملاوي \"رحمه الله\": \"أفعالنا ما هي إلا رد فعل وشتّان ما بين رد الفعل العشوائي ورد الفعل المُـخطط له\" ويستطرد قائلاً \"إن لم يكن لدينا خطط لمواجهة الأزمات فإن الأزمات سوف تنهي نفسها بالطريقة التي تريدها هي لا بالطريقة التي نريدها نحن\".
abdarrab@yahoo.com
في الجمعة 30 ديسمبر-كانون الأول 2011 07:46:52 م