البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بتيفاني إبنة الرئيس الأمريكي؟ صراع الأغلبية وقلب الموازين بمجلسي النواب والشيوخ بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية اكتساح جمهوري لمجلسي الشيوخ والنواب.. آخر النتائج في اجتماع استثنائي.. الحكومة الشرعية تناقش خطة انقاذ اقتصادي تمهيدا لإقرارها وتشدد على مواصلة ضبط المتلاعبين بالعملة
كل حضور يأتي ويبرز ، على حساب تغييب دور الاخرين، يبقى مجرد إحتضار مزمن، وغيبوبة دائمة وموت بطيئ .
وكل تواجد يكبر ويتضخم ويتطاول فوق نضالات الأبطال وجراحاتهم يظل في حكم العدم ومصيره الفناء والزوال .
وكل مسؤولية لا تقدر تضحيات الشهداء ولا تعلي من شأنهم ولا تثمن دور الجرحى ولا تعترف لهم بالفضل ميؤس منها ولا يعول عليها كثيرا .
وكما يقول بن عربي : "كل بقاء يكون بعد فناء لا يعول عليه وكل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه"
لا قيمة لوظيفة ولا جدوى لسلطة ولا وجود لدولة ولا حقيقة لشرعية ومعنى لمسؤولية لولا تضحيات الشهداء واجتراحات الجرحى .
تتصاغر كل الالقاب ، وتتقزم كل الصفات، وتحقر كل الوظائف وتضعف كل الرتب أمام صفة الشهيد أو الجريح .
الشهداء شواهدنا الحية على التضحيات وأدلتنا الحقيقة في الحياة ، بهم نهتدي وخلفهم نمضي وعلى طريقتهم نسير .
أما الجرحى فهم عافية الوطن وبصمة النضال وعلامة التضحية وحراس المجد ،جراحههم عطر البطولة ومسكها وألمهم صوت القضية ولسانها .
مهما ترفعت أوجاعهم وألامهم عن البوح إلا أنها تبقى جراحاً فصيحة لا تخطئها الاذان المبصرة ولا تتجاهلها الضمائر المرهفة .
لا يحتاج الجريح الى شهادة سيرة وسلوك وطني ولا إلى وثيقة تؤكد صدق تضحبته والى مكبرات صوت لسماع وجعه .
لا يحتاج الجرحى إلى معارض صور لاثبات بطولتهم واستعراض اطرافهم المبتورة ولا إلى خيام اعتصام للمطالبة بحقوقهم .
لا ينبغي باي حال من الاحوال ان يتحول هؤلاء الابطال إلى مادة لاستدرار الشفقة ولا الى حالة تستدعي التعاطف ولا يجب أن تتحول جراحاتهم العفيفة إلى وسيلة لاستجداء الجيف المعفنة في الحكم .
لا شيء يجرح الجرحى مثل التجاهل وقلة الاهتمام وكثرة الاهمال واستمرار الشعور بالخيبة والخذلان .
اعطوا الجريح حقه قبل أن يجف دمه ويتوقف نزفه وقبل يصمت وجعه وقبل حتى أن يدرك شعوركم بمدى حاجته لكم فتجرحونه مرة اخرى .
الأصل أن ينال الجريح حقه دون أن يطالب به وأن يصغي الجميع لجراحه قبل أن يبوح بها وحتى قبل أن يتوجع منها و هذا ليس بكثير عليه بل يجب ان يتداعى الوطن كله بالسهر والحمى حين يشتكي الجرحى من جراحاتهم .
حتى تكريمهم لا يصح أن يكون نظير ما قدموا ولا مقابل تضحياتهم ذلك ان ما يقدمونه اغلى غاية الجود ولا يقدر بثمن ولا يمكن لاي تكريم ان يكافئهم عليه .
حقوق الجرحى لا تسقط بالتقادم ولا تسقط بالتآخر ولا يجب أن تسقط بأي حال من الاحوال وقضيتهم
غير قابلة للمساومة ولا تخضع للتسويات ولا تمتلك ترف الوقت لخوض النقاشات والزيارات وتشكيل اللجان .
لقد فقد هؤلاء الأبطال أطرافهم وهم يحمون أطراف البلاد وسكبوا دماءهم ليزهر الوطن وخسروا حبيباتهم وهم يحرسون بها أمجاد اليمنيين .
الجريح الذي لم يتردد لحظة واحدة في تقديم روحه في سبيل دينه ووطنه وفدى البلاد ببعضه بكل سخاء وبدون تلكؤ كيف يقابل كل هذا الجود و الإقدام منه بكل هذا الشح والامساك و التباطؤ والتثاقل والتراخي في اسعافه .
لا يجب أن يتوقف وفاؤنا لهم عند حدود دائرة الرعاية الاجتماعية ولا ان ينتهي الاهتمام بهم عند كشوفات الراتب وقوائم الرتب و مذكرات المنح العلاجية .
يجب ان يكون للجرحى والشهداء تمثيل في اعلى هرم في السلطة كأن تخصص لهم حقيبة وزارية تحمل وزارة شؤون الابطال مثلاً ويعين وزيرها منهم ودون ذلك لا معنى لتشكيل اي هيئة او لجان او مؤسسات لرعايتهم .
الجرحى لم يغادروا الميدان بعد و لم يخرجوا عن الخدمة ولم يبرحوا مواقعهم ومتارسهم حتى الان .
وحتى لو خرج بعضهم عن الخدمة نتيجة اصابتهم البالغة لا يعني اخراجهم عن دائرة الخدمات والاهتمام والرعاية .
إنهم يخوضون اليوم حرباً هي الأشد مضاضة والأصعب مواجهة عدوهم فيها هذه المرة ليست المليشيات الحوثية بل قيادة الشرعية مع كل الاسف .
وكم تبدو المفارقة مريرة أن يهزم هؤلاء الجرحى الموت في حين تهزمهم الحياة فليس من الجراح والاصابات وحدها يتالم الابطال فالتجاهل والنكران يفعلان بهم ذلك وأكثر .