فؤاد الحميري : شباب وشابات اليمن يتطلعون إلى مستقبل أفضل رغم التحديات والمعوقات
بقلم/ جريدة مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 6 أيام
الإثنين 02 سبتمبر-أيلول 2013 12:10 م
حاوره/ فضل المنهوري:
* تصدرت حوادث عدة المشهد السياسي يوم أمس.. كيف تقرأ المشهد بعد حادثة استهداف موكب رئيس الوزراء محمد باسندوة، وحادثة مقتل 6 أشخاص في حوث شمال عمران، وكذلك استهداف وزير الإعلام خلال الأيام الماضية؟
هذه عبارة عن متفرقات.. تستطيع أن تضيف إليها العديد من الحوادث طيلة الفترة الماضية، وربما الفترة القادمة هي أعراض وليست أمراض، المرض الحقيقي هو ضعف الدولة وهذه أعراضها، الانفلات الأمني والجماعات المسلحة عرض، الوضع المعيشي الصعب المتردي عرض، التخريب للكهرباء والعقود عرض، هذه كلها أعراض لمرض وحيد ورئيس هو ضعف الدولة، هذا يدعونا إلى موقف حقيقي كيمنيين بشكل عام ومؤتمر حوار وطني بشكل خاص إلى أن نعمل جاهدين على إنجاح هذا المؤتمر، لأن هذا المؤتمر عليه يعول في إرساء قواعد الدولة القوية في تكريم الإنسان، القوية في الحفاظ على الوطن والمواطن، وليست القوية في الغطرسة والظلم والاستبداد، ما حصل ويحصل هو دعوة أن ننبذ الخلافات الجزئية ونتجه بهذا الوطن إلى استمرارنا في المرحلة الانتقالية بكل إشكالياتها، واستمرار هذه القلاقل يعني استمرار هذا الوضع المتردي، الذي يسقط اليوم هو المواطن، واستمرار نزيف المواطن هو في النهاية نزيف للوطن.
* بصفتك إحدى القيادات الشبابية.. ما تقييمك لمخرجات المؤتمر الوطني العام للشباب؟
مؤتمر الشباب بشكل عام، نقطة فارقة، وأنا أحيّي هذا الجهد المبذول، ومع أي جهود لتمكين الشباب، ولتوصيل صوتهم بشكل يليق بهم وبسمعتهم وبمكانتهم التي أوجدتها الثورة ومكانتهم التي وصلوا إليها، قد يكون هناك نوع من القصور، وهي دعوة للجميع لمن حضره ولمن لم يحضره لبداية قوية لإخراج صوت الشباب بشكل موحد اليوم، الجميع يعتقد أنه كان ينبغي أن يكونوا معًا، ولذلك انعقاد المؤتمر هي بداية للقاءات أكثر ورؤية أكثر واحدية من قِبل الشباب، وأعتقد أن هذا الأمر سيحصل خلال الفترة القادمة من خلال سماعي لفرقاء الشباب، وأتمنى أن لا يكون هناك كلمة "فرقاء" للشباب.
* سمعنا اتهامات من البعض بسيطرة مكون الإصلاح على مؤتمر الشباب.. هل هذا صحيح؟
طالما الفعل كبير الاتهامات لابد أن تأخذ مداها، هناك جهد غير عادي، الاتهامات مطروحة، اعطني عملًا كبيرًا لا تدور حوله الاتهامات، الاتهامات طبيعية وموجودة، الاتهامات مدى مصداقيتها، أعتقد أن انعقاد المؤتمر أظهر وجود تنوع حقيقي، كان البعض يقول: إن هناك مكونات غير موجودة، في أول يوم من انعقاد المؤتمر، بل في الحفل الافتتاحي ظهر هذا المكون، الذي قيل إنه غير موجود، وظهر بقوة وقدّم شعارات لا يمكن لمن يدعي البعض أنهم مستأثرِون بالمؤتمر أن يقولوها، وبالتالي التنوع موجود.
* استفسار.. من هو هذا المكون؟
مكون الحراك الجنوبي.. شعار "ثورة ثورة يا جنوب" رفع بشكل عام، وهذه كانت رسالة للكثيرين، ينبغي أن ينظروا لها بإيجابية، الذي حصل أنه إعلان مكون الحراك كان موجودًا، كما أن هذا الشعار رفع في الحفل الافتتاحي لمؤتمر الحوار الوطني داخل دار الرئاسة، وكان مفهومًا فهمًا إيجابيًّا أنه دليل على وجود الجميع.. وبالتالي الذي يقول إن هناك مكونًا استأثر، أعتقد أنه لا يمكن لمكون أيٍّ كان أن يستأثر بشيء مهما كان بعد ثورة فبراير 2011، هذا الكلام غير دقيق.. هناك لا شك مفاوضات طويلة استمرت أكثر من سنة حتى ينعقد هذا المؤتمر، من أجل كيفية التمثيل لأنه من خلال معرفتي بما دار من الفترات الماضية لم يكن هناك مكون رافض بأن يكون جزءًا من مؤتمر الشباب أبدًا، الإشكالية كانت في نسبة التمثيل، الجميع يعتقد أنه يستحق تمثيلًا أكثر مما هو عليه الحال، ولو الأمر بأيدي الكل لكان الجميع ممثلًا بكل عدده ليس بحجمه، بل بكل عدده، لكن في النهاية لابد أن يكون هناك عدد محدود، هذا العدد المحدود لابد أن يكون متنوعًا ويشمل أكبر قدر ممكن، يشمل الكل أو على الأقل الجل، وأعتقد هذا الذي حصل مع قصور ينبغي أن يعترف به الجميع.
* ينتظر اليمنيون مخرجات الحوار الوطني.. إلى أين توصل مؤتمر الحوار؟
مخرجات المرحلة الأولى معروفة للجميع، وهي مخرجات جيدة، ومخرجات المرحلة الثانية - أيضًا - شبه مكتملة لدى كثير من الفرق، وخاصة فريق الحكم الرشيد، لكن فقط ما يؤخرنا الآن هو موقف الإخوة في الحراك، فالجميع ينتظر عودتهم لنكون شركاء في المخرجات النهائية، وهم كما وصلنا اليوم سيعودون قريبًا.
* أهم معوقات الحوار؟
لا توجد معوقات حقيقة، هناك تفاهم وانسجام كبير، المعوقات أو ما يمكن أن تُعتبر معوقات هي في سياقها الطبيعي، نحن في مؤتمر سياسي بحجم الوطن، بحجم هذه اللحظة التاريخية.. وبالتالي لا ينبغي أن ننسى هذا السياق، وكل ما يمكن أن نراه من معوقات هذه الفترة هو في ظل هذا الوضع الاستثنائي يعتبر طبيعيًّا جدًّا وفي إطار المقبول، هناك شد وجذب، هناك كثير من النقاشات الساخنة لكن الوطن يستحق، وبالتالي أعتقد أنه حتى ما يمكن أن يراه البعض معوقًا هو يعني بالمجمل طريق تحدٍّ لتجاوزه فما وجدت التحديات إلا لتجاوزها.
* في حال لم يعُدْ مكون الحراك.. هل سيستمر مؤتمر الحوار من وجهة نظرك؟
متفائل جدًّا بأنهم سيعودون، الجميع حريص على إنجاح مؤتمر الحوار، وهذا ما لمسناه من خلال الفترة الماضية، الفترة الماضية لم تكن فترة سهلة كانت فترة صعبة جداً، خضنا فيها حوارات شاقة، لكن لمسنا أن الجميع حريص على إنجاح مؤتمر الحوار، ولذلك بهذا الحرص سيقوم الجميع على إخراج هذا المؤتمر بشكل لائق، وأنا شبه متأكد من ذلك.
* وأنت في فريق الحكم الرشيد.. أهم مخرجات الفريق؟
بشكل مجمل، الحكم الرشيد مصطلح دولي، مصطلح عالمي، لديه محدد المعايير، يأتي فريق الحكم الرشيد في الحوار ليرسخ هذه المعايير في هذا المؤتمر، وليرسخه في الدستور القادم من خلال مجموعة من القرارات المطلوب تضمينها في الدستور والقانون، وأيضًا تقديمها كتوصيات للقضايا العاجلة، مخرجات الحكم الرشيد تدور حول هذه القضية، وهي متعددة، نذكر بعضًا منها كسيادة القانون، وكيف يصبح القانون مفعلًا للجميع، وكذلك في أسس السياسة الخارجية، وكيف ينبغي أن تنتقل اليمن نقلة حقيقية في السياسة الخارجية، هذه السياسة التي - للأسف الشديد - طيلة الفترة الماضية أذلّت المواطن اليمني في الداخل والخارج، وقدمت اليمن في أسوأ صورها، وأفقدت اليمن الكثير من مصداقيتها.. نحن اليوم معنيون بإعادة تقييم الأسس إن كان هناك أسس في الماضي، أو بناء أسس جديدة لسياسة ناضجة قوية تجعل من اليمن مكونًا رئيسًا في المنطقة والعالم، وتحترم نفسها ليحترمها الآخرون، أيضًا هناك مكافحة الفساد ربما الجزء الأكبر الذي نالته مواد المخرجات كان لفريق الحكم الرشيد طيلة الفترة الماضية في هذا الباب صولات وجولات ربما من خلال الإعلام اطّلع الكثير على مواقف كثيرة اتخذها فريق الحكم الرشيد ربما بعضها خارج سياق عمله في الفريق في كشف بعض مواطن الفساد.
* هل رُفعت قرارات إلى لجنة التوفيق من قبل الحكم الرشيد؟
هناك قرارات أعتقد أن الاختلافات كانت جوهرية، لكن في النهاية المؤتمر السياسي هذا طبيعته، في بعض الأحيان تختلف على أمور قد لا تحمل ذلك الاختلاف الحقيقي فقط لموقف آني أو لظرف معين كمؤتمر سياسي له ظرفه الخاص، ونحن نتعامل معه على هذا الأساس، أستطيع أن أقول بكل وضوح: لا يوجد في فريق الحكم الرشيد اختلافات حول مسائل جوهرية لسبب وجيه جداً هو لأن الحكم الرشيد مبدأ وقيم إنسانية عالمية معروفة، لم يعد هناك اختلاف كبير عليها، نحن نختلف فقط عندما نحاول أن نفصل بعض المجملات أو ندخل في الجزئيات ونتجاوز الكليات.
* هل تتوقع حدوث تأثيرات وارتدادات على المشهد اليمني من الأحداث في مصر والانقلاب العسكري؟
بشكل عام هناك أبعاد إنسانية لها تأثيرات التي لابد أن تكون، لكن إذا سألتني عن التأثيرات السياسية أعتقد أن هذا الأمر مستبعد لأكثر من سبب، وعلى رأس هذه الأسباب: أننا في اليمن – بحمد الله - تجاوزنا المشكل الذي أوصل الفرقاء في مصر إلى ما وصلوا إليه.. نحن في اليمن - بحمد الله - على طاولة واحدة وتحت سقف واحد ونحن في اليمن منذ فترة لا بأس بها قد اجتمعنا على رؤى مشتركة واجتمع الفرقاء على رؤى مشتركة، واستطاع اليمنيون أن يبدعوا قواسم للقاء والاجتماع مبكرًا.. وبالتالي أعتقد أن الارتدادات ربما لم تكن سلبية على اليمن، بل ربما تكون اليمن قادرة أن تخلق ارتدادات إيجابية لمصر إذا كان هناك نية لدى الفرقاء في مصر، وكانت هناك مبادرة لدى الجميع هنا في اليمن يمكن أن يكون الحالة الحوارية التوافقية اليمنية ارتدادًا إيجابيًّا على الحالة المصرية، أتمنى أن يكون هناك جهد في هذا الاتجاه.
* رسائل تود إيصالها عبر صحيفة "مأرب برس"؟
أولًا.. لمؤسستي الرئاسة والحكومة: لابد من عمل حقيقي على الأرض يساعد مؤتمر الحوار الوطني على إنجاح مخرجاته، مؤسستا الرئاسة والحكومة هما المؤسستان التنفيذيتان المعنيتان أولًا وأخيرًا في إيجاد ضمانات على الأرض الآن، قبل مخرجات الحوار لتسهيل إنجاح مؤتمر الحوار.. وبالتالي كل تقصير من قبل هاتين المؤسستين في دورتهما التنفيذي من تسكين وتهدئة للوضع القائم وتخفيف من حالة الاحتقان السياسي، من محاصرة حالة الانفلات الأمني، من حصار هذه الأعراض ولو بقدر معيّن، كل تقصير في هذا الباب معناه إطالة هذه المرحلة، ومعنى إطالة هذه المرحلة دخول البلد في دوامة قد لا تخرج منها إلا بضريبة كبيرة جداً.
الأمر الثاني: أدعو إخواني وزملائي في مؤتمر الحوار الوطني إلى استشعار المسؤولية الوطنية والتاريخية على عواتقهم، هذه مسؤولية جداً جسيمة، الشعب يتحمل الكثير والكثير، وهو يأمل في نجاح هذا المؤتمر، وأن هذا المؤتمر - بعد فضل الله عز وجل - سيخرج بما يرفع عن كاهله هذه المعاناة.. وبالتالي ينبغي أن نكون عند ثقة هذا الشعب وعند حسن ظنه، لا أعتقد أن الشعب يمكن أن يحتمل أكثر من ذلك، هو آملٌ فينا فإذا يئس منا فسوف يبلغ السيل الزبى، لكن أعتقد - بإذن الله - أننا لن نصل إلى السيئ وأننا قد تجاوزنا الأسوأ، وأننا في خط وفي طريق إجباري إلى القادم الأفضل.
أما رسالتي للقوى السياسية.. بمختلف أطيافها: فالقوى السياسية تتحمل عبئًا كبيرًا في اليمن، وهي فاعلة جداً، ولها تأثير حقيقي في الساحة وتتحمل جزءًا كبيرًا جداً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية في إعادة استقرار هذا الوطن وإعادة بناء هذا البلد، نحن آمنا – جميعًا - بالتغيير، اليوم المشهد السياسي قائم على التغيير، لم يعد هناك من يتحدث عن مقاومة التغيير، الشعار أصبح واحدًا، وهذا منطلق رائع الدخول والاجتماع في طاولة واحدة، هذا إعلان أننا أصبحنا في سفينة واحدة وفي خط واحد.. إذًا لم يعد هناك مجال للخلافات على المبادئ والقيم، ولا ينبغي أن نرفع هذه الشعارات ثم نخالفها ببعض الممارسات التي تؤخر هذه النقلة التاريخية وتؤخر هذا التحول الوطني.. أعتقد أن الجميع مسؤول، والجميع معني، والجميع مدعو إلى رفع الوطن عاليًا، والتجاوز للإشكاليات الجزئية، والترفع عن المشاريع الصغيرة، والنظر إلى اليمن بسعته وبكل أبنائه ومكوناته وتنوعه واتجاهاته.