على الإخوة في الجنوب أن يقبلوا بالاندماج المتماسك
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 28 يوماً
الجمعة 26 أكتوبر-تشرين الأول 2007 08:32 م

مأرب برس – خاص

إذا ما سعى النظام الى إيجاد حل للازمة بجدية واتجه نحو ذلك فان على أبناء المحافظات الجنوبية أن يجذروا ذواتهم في العمق , وأن يكون وجودهم.. حراً فاعلاً.. متحركا باتجاه فكفكة كل ما يجعلهم منزويين في أطر ضيقه , كما يتطلب ذلك الوجود.. وجود"شحطة " أي- قوة- تكبح كل هوى استعلائي يسعى إلى جعلهم مجرد موظفين فقط.

لان هناك مشكلة تتجلى في ميدان الممارسة -فكل من وجد وظيفة منهم، أو منصباً انزوى وصمت ونأى بجانبه ..وظل متمسكاً بها ومفرغاً من محتوى الفعل والتأثير ويمارس ضده الارهاب النفسي والوظيفي .

كما أن عليهم الحركة بتجاه استثمار إمكاناتهم الذاتية و إيجاد" رأس مال" قوي قادر على مناهضة كل ما يسعى إلى تكبيلهم وإخضاعهم , وإيجاد حراك استثماري فاعل مع الاحتفاظ بأراضيهم وعدم بيعها أو التنازل عنها مهما كلف الأمر والسعي باتجاه تركيز الثروة في أيديهم فهم -ألين قلوباً -حين يمتلكون وقادرون على تسييد العدل والحق والمدنية , وتنظيف الحياة العامة من فيروسات العادات القبلية القبيحة التي أنتجت دماراً للأخلاق والقيم والروح بل والتفت على مفاهيم الإسلام والتقدم من خلال الأخذ بها شكلا وتفريغها مضموناً .

 لأني كمراقب أعيش في قلب الحراك الحياتي المعيشي ومن موضع وجودي البسيط أكتشف أن هناك حتى من الإخوة المتدينين أن نزعة العصبية ومنطق الهواجه هو الذي يستحكم حين التطبيق ..ويظهرون بالقيم الأكثر عشائرية وقبلية نابذين دين الله ورائهم ظهرياً .

إنهم لا يستجيبون لصوت العقل ومنطق الحق إلا حين يكون في صفهم وحين لا يكون... فأنهم يحتكمون إلى ثقافة القوة والقرابة والعصبية .

إن على الأخوة في المناطق الجنوبية عقد العزم على إحياء نزعة التحدي وإرادة فرض سيادة العدل وإحياء مضامينه من خلال إمتلاك قدرات الموازنة التي تردع تلك العقلية التي استحكمت عليها عادات الهواجة والاستعلاء التافه.. الذي لايعبر إلا عن مدى انحطاط في التفكير وتخلف في الممارسة حتى لأدنى تفاصيل الحياة .

 الدخول والاختلاط .. لكنه الدخول القوي المتماسك والاختلاط الذي يهدم أفكار التكلس المضادة لمساعي ترشيد الحياة وعقلنتها .

سيكون هناك في ميدان الممارسة "عنف" ويجب أن يقابل "بعنف قوي" متعقل يخضع المنطق الأبله والأرعن إلى منطق الحق والعدل وصوت الضمير ونقله باتجاه الممارسة الباعثة لمعاني المساواة والاختلاف الرشيد الباني .. الممدد لمساحة التآلف والإنسجام الاجتماعي الشامل .

 ان العقلية المتجبرة التي أضحت "صلدة" بفعل تراكم ثقافي "مزمن" وموروث متخلف بحاجة إلى تفتيت ممنهج , العنف الرحيم أحد مناهجه وأدواته لأن العنف الرشيد المضاد أحد خالقات الانسجام على خط المثل والقيم الراقية.. حتى وإن بدت هذه القوة الرحيمة في بداية الأمر ضعيفة إلى أنها تخلق أنصارها من خلال الممارسة وبث روح المقاومة فيهم , لأن الممارسة هي التي تجذب اليها طاقة المتانة والقوة وهي سائرة في درب إشعال قناديل القيم المتجسدة في الواقع .

وحدها التجربة من أوصلتني إلى ذلك وأنا أجاهد في حقل ألغام المتخلفين منهم والمثقفين كي أنسجم معهم وأتمثل الخير ولكني لم أجد خلف واجهة الصورة وبراويزها سوى الدمامة الذاتية التي تسعى إلى الاستحكام والاستفراد والهيمنة وجعل الآخرين مجرد تماثيل وأشكال ونسخ متشابهه لهم لا تصلح إلا للزينة التي تحركها أصابعهم الفجة .

 إن على الإخوة اليمنيين في الجنوب أن يقبلوا بمعمعة الدخول و التحدي الجماعي المتماسك الذي يعمل على توطين مفاهيم العدل التي عجز مصلحو الأخوة في الشمال عن تجسيدها ووجدوا ذواتهم منساقين شعورياً أو لا شعورياً وراء الأعراف والتقاليد الميتة والقاتلة .