إصابة قائد بالجيش الإسرائيلي وعشرات القتلى.. ماذا يجري بالضفة الغربية ؟ الجيش الوطني يعلن عن تقدم في جبهات تعز إثر معارك عنيفة 3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024 الجيش الروسي يعلن عن السيطرة والتقدم وهجوم صاروخي عنيف يستهدف خاركيف مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
لن نتعرض لمكانة الرئيس علي عبدالله صالح، ولن نقترب في الحديث من تقييم سنوات حكمه الثماني والعشرين السابقة، ولن نسمح لأنفسنا بالتنبؤ عما سيفعله خلال السنوات السبع القادمة. كل ذلك عمل نتركه للمؤرخين المحايدين. لكن حديثنا اليوم سيتركز على دور أجهزة الإعلام الرسمية، الممولة من دافعي الضرائب اليمنيين باختلاف توجهاتهم، وما أطلقه الكثيرون من التصريحات والأحاديث المقروءة والمسموعة.
وواقع الأمر أن المسألة ما كان يجب لها أن تأخذ هذا الطريق، لولا أن الرئيس علي عبدالله صالح، تورط بإعلان عدم الرغبة في إعادة ترشيح نفسه للمرة السابعة (رغم إصرار الإعلام الرسمي على الحديث عن النصوص الدستورية التي تشير الى مدتين رئاستين مدة كل منهما سبع سنوات). ولنستعد الذاكرة الى اليوم الذي أطلق فيه الرئيس تعهده بطريقة مثيرة، أثارت التعليقات الساخرة، والغير مصدقة لقيام حاكم عربي بالتخلي طواعية عن كرسيه الذي وصل إليه، إما اغتصابا، أو بضربة حظ، أو بمكر ودهاء.
المحبط في ما نقرأه هذه الأيام، هو الإسفاف والابتذال، اللذان بلغا حدا مهينا. فعندما نرى أساتذة إحدى الجامعات يقفون صفا أمام ممرض يقوم بسحب دمهم، ليكتبوا وثيقة بالدم للرئيس لإثنائه عن قراره – الورطة، فذاك أمر يستحق عدم الاحترام من الرئيس نفسه، ويستدعى أن يحتقر الطلبة مدرسيهم. وعندما يتحدث موظف عام عن مقاضاة رئيس الدولة لأنه لم يخضع لرغبته، فذاك أمر يثير الاستغراب، لأن ذات الموظف لم ولن يجرؤ على مقاضاة رئيس الدولة على عبث أقاربه وأصهاره ومقربيه بالمال العام والوظيفة العامة. وعندما يبتذل مثقف لامع، ويطالب بالاحتكام الى الشارع، بعيدا عن المؤسسات الدستورية، فذاك أمر يقود الى هوان شديد للثقافة والعلم. وعندما يقول سياسي في الحزب الحاكم، بأن الرئيس لم يستكمل بناء المؤسسات، لأنه لم يمض عليه أكثر من ستة عشر عاما في الحكم، فذاك كذب فاضح، ونفاق بامتياز. وعندما يذكرنا رئيس حكومة، أقل ما يقال فيه أن وجوده تحقير لهذا الموقع الرفيع، بأن الرئيس ليس ملك نفسه، وإنما ملك الجماهير، فإن ذلك يقع تحت بند الدجل السياسي.
وعندما يهدد بعض من رجال القبائل بأنهم سيقطعون الطرق لكي يتراجع الرئيس عن قراره، فإن ذلك يدخل في إطار التقطع وإقلاق الأمن. وعندما يتنادى البعض للإضراب عن الطعام، فأن ذلك لن يزيد من الفقر والجوع، اللذان ترتسم معالمهما في وجوه أغلب اليمنيين.
المسألة لم تكن تحتاج كل هذا الفعل الممل والمكرر من عصور غابرة، ولا كانت اليمن بحاجة الى هذا النفاق والإنفاق، والعبث وتضييع الوقت فيما لا طائل منه. ولقد أثبتت الأيام الأخيرة مقدار الاستخفاف بالكلمة وقدسيتها، وعدم الجدية في قضايا الوطن والمواطنين. أيام تعطل فيها أعمال الناس، ويُدفعون الى الشوارع كالأنعام، ويُجبرون على الصراخ والعويل، والهتاف والنحيب، هل كنا بحاجة الى ذلك كله؟ ولماذا كل هذا التمثيل؟
والآن وقد أعلن الرئيس استجابته للمظاهرات التي اعدها مخرجون، فإن اليمن مقبلة على المشهد الثاني من فصول الرواية التي لم يكن ليستطيع ابتكارها أعظم رواة المسرح الهزلي. وليتنا وفرنا كل هذا الجهد والمال.
ولابد أن الذين افترشوا ميادان السبعين، انفرجت أساريرهم الآن، ويستطيعون العودة الى ديارهم، بعد أن أدوا الأمانة التي القيت على كاهلهم. وهم لابد مدركين انهم عائدون الى بيوت لا ماء ولا كهرباء فيها. ولكن ذلك كله ليس بأهمية وجود صور مرشحهم الجديد – القديم.
ولابد أن عميد الحكام العرب، سينام قرير العين، بعد أن أفلح في إقناع نائبه بالاستمرار في الحكم، الى أن يقضى الله أمره فينا جميعا.