توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن
قُتل سام المعلمي! الفنان المسرحي الشاب, وشعرت أن الحياة في هذه البلاد أصبحت فصلا طويلا من تراجيديا الموت أو من مسرح اللامعقول! وعندما يموت البطل أو يتم اغتياله حقيقة ًلا مجازاً فإنك تنتبه وتفرك عينيك متسائلا: هل ذلك حقيقي؟!.. بعد أن اختلط عليك الواقع بالخيال والمسرح بالحياة, والمعقول باللامعقول!
عندما رنّ هاتفي في وقت مبكّر من صباح الجمعة الماضي تساءلتُ: من تُراهُ يتصل في هذا الوقت النائم من رمضان!.. وصعقني الصوتُ الباكي للفنان حسين الظفري وهو ينعي إليّ مقتل زميله الفنان المسرحي الشاب سام المعلمي رئيس جمهورية دعمامستان! المسرحية الضاحكة التي كتبها الشاعر المبدع محمد القعود, وشاهدتُ عرضها الأول قبل أشهر في جامعة صنعاء. قُتل الفنان الموهوب, والشاب الضاحك فجر الجمعة على أبواب صنعاء إثر تقطعٍ آثمٍ مجرم!
في العرض المسرحي قبل أشهر, لم يكفّ الجمهور عن الضحك لحظة واحدة.. وكان سام مايسترو هذا الضحك الساخر أو هذه السخرية الضاحكة, فهو موهبة حقيقية يضجّ بها المسرح ويشتعل لها الجمهور, كما أن حيويته تترع مكان وزمان العرض حركة ًوصوتاً وحضوراً. ومثل جواهر مدفونة بدأت تتلألأ وتبرق العشرات بل والمئات من الأسماء لفنانين شباب وسط صخب السياسيين وغبار صراعاتهم وأتربة معاركهم.. فنانون شباب يرسمون البسمة, ويصنعون الضحكة, في أجواء عامة مشحونة بالغضب, مضروبة بالظلام, مشتعلةٍ بالصراع والتربص, والتهديد والوعيد.. إنهم يضحكون.. حتى لا ينفجروا بالبكاء! حسب تعبير كازانتزاكي.
جمهورية دعمامستان! عنوانٌ يلخّص أيامنا التي نعيشها الآن! ولم أجد تعبيرا ملخّصا وبليغا عن اليمن في أحواله الراهنة من لا مبالاة الدولة, وعدم الشعور بالمسؤولية والغفلة التي تصل حدّ البلاهة أكثر من هذا العنوان!
"الدّعمام" كلمة شعبية تعني مزيجا من الغفلة والتغافل والبلاهة, وسوء النية, وعدم الشعور بالمسؤولية, بل وعدم الإحساس! أليس من الغفلة والبلاهة أن تغضّ الدولة الطرف عن تقطّعِ على أبواب العاصمة وفي قرية صَرِفْ بعد أن ذهَبَ ضحيّته فنانٌ شاب في مقتبل عمره وربيع أيامه؟!.. أين ذهبت وعود المحافظ وتعهداته بمنع التقطع, وعقاب المتقطعين! أليس من الغفلة والبلاهة أن الدولة لم تقبض على قاتل الشابين أمان, والخطيب حتى هذه اللحظة؟! أليس من الغفلة والبلاهة ألّا تعاقب الدولة أحداً ممّن ينغّصون حياتنا بضرب الكهرباء كل يوم؟!
أليس من الغفلة والبلاهة أن تغضّ الدولة الطرف عن مجرمي تفجير أنابيب النفط طوال سنوات!.. وكأنّ عنوان المرحلة.. سبحان من خلق الدّعمام!
هل من المسؤولية أن يناقش مؤتمّر الحوار قضايا مثل التصحّر, وسفينة الصحراء.. الجمل! وقضايا الثأر, وربما القطط الضالّة!.. ويغضّ الطرف عن الانفلات الأمني المقصود! ونهب مؤسسات الدولة المستمر! وقطع الطرق وعدم التحقيق في قضايا قتل الجنود والضباط وهم محسوبون على الدولة وفي خدمتها؟!
أليس من الغفلة والبلاهة أن نتحدث عن تقسيم السلطة والثروة! دون أن يتساءل أحدٌ.. بين مَنْ ومَنْ؟.. أو يناقش أحدٌ.. لماذا القِسمة وعلى أيّ أساس؟!.. هل على الطريقة اللبنانية الطائفية, أم على الطريقة العراقية المريعة؟ هل القسمة بديلة عن المواطنة المتساوية, والقانون فوق الجميع, والمشاركة, والتوزيع, والعدالة, وكل القيم العظيمة التي ناضل الشعب اليمني سبعين عاما من أجلها! . منذ ثورة 1948 على الأقل!
أليس من الغفلة والبلاهة هذا الصمت البليد حول أخطر نتائج مؤتمر الحوار وهي نتائج ستقرّر مصير وطن ومستقبل شعب!.. أين ذهب علماء الإدارة, والاجتماع, والتاريخ, والجغرافيا, والتاريخ السياسي.. كي يُدلوا برأيهم في قنواتنا التلفزيونية التي يقترب عددها من الثلاثين قناة!.. وهي قنواتٌ على كثرتها لا تقول شيئاً!.. وإذا قالت فلن يسمعها أحد! لأن الظلام هو الحاكم الأوحد للبلاد.
أليس من الغفلة والبلاهة أن يتم تدريس أعضاء مؤتمر الحوار وتعليمهم أسس ومعارف القضايا التي يناقشونها! والمطلوب رأيهم فيها!.. وهذه ليست لها سابقة في التاريخ.. إذْ كيف تطلبُ معرفة مَن لا يعرِف! وعلم من لا يعلم!.. لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه!
أخيرا, فإنني أتساءل وباحترام للجميع.. هل يعي اليمنيون ما يريدون ولماذا؟ وإلى أين هم ذاهبون؟.. لقد أكَلَت السموم نصف أرواحهم وعقولهم! وتوشك الهموم أن تأكل النصف الآخر! بينما هم سادرون في عَصَبيتهم وعصبياتهم, لا يلوون على شيء!.. وكأنهم خُلقوا من نارٍ وليسَ من طين كبقية البشر!