مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
مأرب برس – خاص
رن الهاتف الجوال الخاص بي... ففهمت من ذبذبت رناته انه من إحدى طالبتي تستعجلني حتى لأتأخر عن موعد المحاضرة التي أمضت زمن في الترتيب لها هي وطلاب الاتحاد في الجامعة... أجبتها مسرعه بأني في الطريق إليكم لحظات وسأكون بينكم ...
أحسست بصوتها بمزج غريب بين الشوق وألوم على تأخيري عليها..! وأنا إحدى من لمست معناتها في إقناع الطلاب والطالبات في الحضور لما يخص محاضرتنا اليوم ضمن سلسلة محاضرات توعوية يقدمها شباب الاتحاد في الجامعة .
أغمضت عيني ليس هربا من الضجيج وزحمة المواصلات، ولكن للحظات استجمع بها قواي.. فاليوم سيكون مميزا بالنسبة لي ويجب علي أن أكون محايدة فيما أضعه فيما بخص المراءة بين ثقافة تجمع الطرفين من وجهة نظري هي الثقافة الذكوريه فالرجل يحمل ثقافة ذكورية ربته عليها أمه وناصرته في هذه الثقافة بتفاوت أخته وزوجته..!! فكيف لي أن ارسم ملامح الحوار الذي سيدور بيني وبينهم ...؟
درجت إلى القاعة وهالني الحضور فالعدد اليوم كبير..! ويكاد يكون متوازن من حيث النوع سواء كان طالبات أو طلاب ، أخذت نفساَ عميقاَ وتلفظت باسم الجلالة استهلالا لما نحن مقدمين عليه وحييت الحضور بأفضل تحيه ألا.. وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لأستمتع بالرد الجماعي الذي يعزز لدي إننا مازلنا تحت راية وحدة الصف والنوع في المدرج الجامعي أرتعش صوتي قليلا في بداية الأمر ولكني تمالكت نفسي وبداء الحديث :
عندما يقترب شهر مارس أقع بحيرة كبرى..! فلدي يوميين مهمين مع دخول فصل الربيع المثمر وكل يوم أجمل من الأخر.... ولكني استغرب من التناقض الذي يحل في اليوميين أو الاحتفاليتين..! كيف تخرج الأصوات في يوم الثامن من مارس.. حامله أشياء عن المراءة من خلال الكتابات والمطالب ،وكأنني أقراء عن كائن لأنتمي إليه..! ولا يربطني به رابط ..! أو أفسره بتفسير أخر هو بأنني نسيت أنني أمراءه..!! وهذا اليوم يذكرني بأني من النساء..!! وأن النساء موجودات ف يمُن علي العالم بيوم..!! بعد أن ادر جني ضمن فئة المعاقين.. فيستلزم توفير بعض الاحتياجات الخاصة ..!! وغفلوا أن المراءة مخلوق شأنها شأن الرجل مهما كانت الاختلافات الفيسلوجيه فهما مخلوقان يكملان بعضهما لاغنى لطرف عن الأخر.. وفي حال رجوح كفه على الأخرى سيحصل اختلال في مسيرة الشعوب..! ويصبح لدينا مشكله في استمرارية الحياة .
أما موضوع الحقوق والوجبات فهي مسألة وزعها ديننا الإسلامي بالعدل، وكرم الإنسان من دون تميز بين نوعه... ذكر أو أنثى... إلا بما فضل الله يعظهم على بعض، من حيث الخصوصية الفيسلوجيه. وكرم النساء أي تكريم وأورد لهن سورة في كتابه الكريم هي من اقوي السور.. من حيث الأحكام والقواعد التي تكفل حقوق النساء.. وتضمن توازن المجتمع.
ولكن نحن أمام رجل أستحوذ على كل الحقوق..! تحت قبعة لم يدرك انه ارتداها ولم يدري من البسه إياها..!! وهي الجهل الحقوقي، والوعي بمااتت به شريعة السماء... وأكدت عليه قوانين الأرض، فأصبح على المراءة أن تطالب بحقوقها من الرجل وكأنها تطالبه بأحد ممتلكاته..!! فاستغل الرجل هذا الجهل الحقوقي وأصبح يعقد المسألة.. ويربطها بالمجتمع، والسلطة، والدين..!! وأعود وأقول لكم فما من شريعة من شرائع السماء ،ولا قانوناَ من قوانين الأرض أنصف المراءة بالشكل اللائق بها وأعطاها حقوقها كما يجب مثل ديننا الإسلامي .
وخلال الثغرات التي مرت بنا في الفترات السابقة من تاريخنا ،سقطت المراءة في الوطن العربي والإسلامي ومنها وطننا تحت مسمى الدين الذي يحمل الصفة الذكوريه...!! فأصبح لازما على النساء في المقابل فقدان الكثير من حق الأنوثة وما أقصده هنا في موضوع" أنوثتها "هو مشاركتها في شتى شؤون الحياة فهي، جزء لايتجزاء من البنية الاجتماعية.. التي تضمها مشاكل وهموم اقتصاديه، وسياسيه،وتاريخنا حافل بسيرة النساء الاقتصاديات والسياسيات.
ولكن دخولنا في منعطف خطير وهي مرحلة الغفوة مما نتج عن ذلك إقصاء المراءة..!! عن كافة الميادين والمجالات مما أدى إلى إرباك المجتمعات.. فحدث الخلل الفادح الذي اوجب على المراءة الخروج للنضال من أجل أن تنال حقوقها فكان الخيار الوحيد أمامها أن تنتزع الحق في المشاركة السياسية .
فبدون المشاركة السياسية ،وبدون إشراك المراءة ي معالجة مشاكل المجتمع ألاقتصاديه، والسياسية، والاجتماعية، فلن يتحقق التوازن التي من أجلها نحافظ على أول الحقوق وهو الحق في الحياة، والبقاء، لبناء مجتمع حضاري قائم على المساواة بين الرجل والمراءة وفي ضل عدم التساوي والتكافؤ سيضل التوازن غائب .
قطع حديثي صوت جلبه من القاعة وارتفعت الأصوات وأصر الطلبة على المداخلة، كانت فرصة لذود باستراحة كلامية، وبداية عصف ذهني فكان الحديث للأحد الطلاب الشباب :
تريدين ياستاذه المراءة أن تدخل في السياسة كيف..؟ والأحزاب لاتشجع مشاركة المراءة سياسيا ...؟ولا تؤهلها...؟ بحيث تصبح سياسيه واعية، ويحتكرها فقط للعدد والكم، وليس للكيف ....!!؟
تبسمت لذلك الشاب الذي يحمل في طيات صوت واعي لما نحن نرزح تحته.
وأعطيته مرتئيته صحيحاَ ويراه غيري غير صحيح ...!! المشاركة بني لاتأتي بالمفهوم التقليدي لكلمة سياسة.. على إنها تنظيم حزبي، أو ألترام تنظيمي لحزب معين ،بقدر مايعني مشاركة المراءة الفعالة من تلقاء نفسها، ومن إحساسها المفعم بالمسؤولية كإنسانه، تجاه مجتمع هي الأساس في تكوينه وتركيبه.
وانطلاقاَ من إيمانها بأنها تستطيع أن تقف على نفس الأرض أمام الرجل.. في المكان الذي تجد نفسها كفء لها في المناصب الحكومية، وتشكيل السلطة الحاكمة، وبدون أن تكون محسوبة على اسم ذكوري..! وعلى أن لايكون وجودها ضمن صورة جميله داخل أطار فتعطي رأيها المناسب في الفرصة المناسبة وتكون كلمتها مسموعة ...!!.
وتدخل طالب أخر مما أثلج صدري هذا الحوار الخارج من أعماق الشباب فتفضل بقوله ياستاذه هذه شفافية غير موجودة، عندنا نحن العرب.. فالناس هناك في الطرف الأخر يعملون بديمراقطيه شفافة، فبرلماناتهم وكراسي، دولتهم" لاجنس لها، أو لون" فالمراءة تخلف الرجل والعكس يحدث فليست السياسة حكراَ على أحد كما يوجد عندنا في عالمنا العربي..! ومنه وطننا الغالي..! فلا توجد تعاقب على صناعة القرار بين الرجل، والرجل فلا رئيس، ولا مدير يمكن أن يعقبه شخص إلا بعد أن يرحل بقضاء وقدر...!! أو يتم انتزاع الحق منه انتزاع...! فالنزعة ياستاذه دكتاتوريه بين الرجال..! فما بالك وأنتِ تقحمين النساء في هذه المعادلة الخاسرة ...قطعا للنساء...!!
ضجت القاعة وكان أخيرا صوتا للمراءة بعدان بادرت إحدى الطالبات وطلبت الحديث بقولها :
أستاذتي المراءة في الوطن العربي عامه، وفي وطننا الغالي بشكل خاص تريد الإيمان بها.. تريد احترامها... تريد أن تحس بآدميتها.. أستعجب عليكِ أستاذتي..! كيف تريدينا منا أن نفرض أنفسنا في وسط مجتمع ذكوري يتكلم باسم المراءة ويشجع انخراطها في جميع مجالات الحياة حتى يصلوا إلى أبواب منازلهم فيخفون تلك الشعارات والتصريحات تحت عقب الباب...!! ويعودوا يحملونها في اليوم التالي معهم....!! هذا هو الرجل الذي يمثل لنا الأب، والأخ، والزوج، والابن، يعيش ازدواجيةغريبه... فهم يؤمنون بحقوق المراءة إكراما لعيون نساء غير نسائهم، وإكراما لعيون المصلحة التي يحققونها من وراء رفع شعارات من شعاراتهم تلك تحت ألوية أحزبهم، وهيئاتهم... أما نحن تحت أي صفه كنا نحملها ...؟ كنا أمهات، أو أخوات، أو بنات، أو زوجات، فيفضلوننا ......." مغمضين " " قطة عمياء " ...!!!تفتقر إلى ابسط الحقوق وعلى رأسها القراءة والكتابة، حتى لانمييز بين حقوقنا وواجباتنا ,ولا نتمكن من معرفة أبسط الحقوق ...فنناقش، ونرفض، ونعارض، ونقف موقف الضد.
وأخيرا ياستاذه حتى لانسمعهم كلمة " لا"...!!!
ضجت القاعة بين مؤيد، ومعارض.. لم أقلق منهم قدر قلقي من الذين تسربوا دون أن يواصلوا معنا حتى النهاية.
عدت للحديث حتى ينتبه الجميع لي وبصوت مرتفع بدأت القول لذا نحن هنا اليوم مع إطلالة شهر الربيع.. نحتفل بيوم المراءة العالمي.. فهل يكفي هذا اليوم لنتدارس به مشاكلنا، ويذكرنا بأننا نساء، وانه يجب المطالبة بحقوقنا...؟ وهل حقي يتفق مع مطالب المراءة العالمية...!؟
وبشكل أخر لو سئلنا أنفسنا ....ماذا يعني لنا الثامن من مارس هل هو الغوص بمشاكلنا، أو التحيز لمبادئ، وقوانين، وإسقاطات القائمين على مثل هذا اليوم..؟ هل نعرف ماهو السياق الاجتماعي والتاريخي لولادة هذا اليوم ...!؟
أعرف انه يجب أن لا نتقوقع على أنفسنا.. ونحن أول من صدق بعقيدة ترفع العالمية كإحدى أركانها.. فلا بد أن تتفاعل، "ونأثر ونتأثر" تحت شعار الآية الكريمة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
ولكن هذا لايعني أن نرتجم في أحظان الاخرين دون وعي، فلن نعبد ما يعبدون و لا هم لما نعبد مؤمنون لهم دينهم و لنا بين الأديان دين...!! .
وبينما نحن نتخبط تحت هذا الاحتفال يدخل علينا عيد الأم من شهر مارس فيحتفل الجميع "بعيد الأم" وتظل الأيام الفاصلة بين الاحتفاليتين تسأل هل هي كفيله بأن تضبط الثوابت التي كفلها لنا ديننا العالمي لتحس المراءة بالأمان والاستقرار...؟ فتحتفل بأمومتها أمام ماتحتاجه فعلا من نصفها الأخر وهو الرجل أن يعيش معها الأمس، واليوم، والغد، وان يرفق بالقوارير التي تودعنا في الصباح الباكر بدعائها، وحنانها ...فلا ننصفها...!!
ونقابل حظنها الدافئ بالطعن...!!
ونقطع الأصابع التي تمسح علينا بعد أن تضع قبلاتها على جباهنا ..!!
لماذا لانقول لهن "يد بيد"..!!
لماذا لانفك خجلنا الدكتاتوري ونتعلم كيف نقول لها سامحينا.. وشاركينا ...واسمعينا صوتك...!!
وأثمري أيتها الغالية علينا .
لماذا نتجاهل أنها هي من تنهضنا من كبوتنا.. وإنها هي من تخرجنا من عقدنا..!!
فهي الطبيبة، والممرضة، والجراحة التي تستأصل كل أورامنا، وهي صامته صابرة..!!
ونقول لها أثمري أيتها الغالية.
لماذا لانكف عن رمى الحجارة في بئرها وتلوينه.. بأيام، واحتفالات وتحالفات ،أو بالأصح نرميها في حضن الإسقاطات وكأنها نسيا منسيا ...!!
هيا إخوتي وأخواتي، طلابي وطالبتي، أبنائي وبناتي، لنرفع سورة "النساء" شعاراَ لنا... ونعتذر لكل تاء التأنيث، ونون النسوة... وتنقذونا من النوم طوال العام لنستفيق في يومي الثامن من مارس وعيد الأم.