آخر الاخبار

الجوف..رد حازم من قوات الشرعية على محاولة تسلل فاشلة للمليشيات وهذا ما تركته الاخيرة ورائها مخابرات الحوثي تعتقل مسؤولاً تربوياً وتقتاده الى جهة مجهولة بينهم نحو 40 صحفيًا وكاتبًا.. منظمة تتحدث عن موجة اعتقالات حوثية عشوائية تستهدف المدنيين في مناطق الميليشيات المليشيات تدشن حملات تجنيد إجبارية للطلاب والكادر التربوي في صنعاء دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر معارك طاحنة والجبهات الأوكرانية تتساقط..و روسيا تحرر بلدة أوغليدار الهامة استراتيجيا

أهلنا الحضـارم
بقلم/ دكتور/راكان عبدالكريم حبيب
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 23 إبريل-نيسان 2008 09:20 م

عندما عرضت قناة العربية الفيلم الوثائقي عن (الحضارمة) سألت نفسي : ماهي القيمةالمضافة التي قدمها البرنامج إلى الخطاب الذي تسعى معظم ألوان الطيف في مجتمعنا إلى تأصيله والتعبير عنه لكي يرسخ أبعاد مفهوم الاعتراف بالتنوع الاجتماعي.

للأسف الشديد، يدخل معظم الباحثين عن الحضارم من باب واحد وهو التجارة. ويلخصون الح كاية في كلمتين (صاحب الدكان الذي أصبح تاجراً) ونسي معظمهم أن هناك أبواباً كثيرة يمكن الدخول منها إليهم . ومن أهمها الجيرة ،الحارة ، التزاوج والتعليم ومن خلالها نستكشف عوامل تكوين النسيج وعوامل إستمراره.

ولمعرفة ذلك، فإن كل ما يحتاجه المرء منا هو إسترجاع شريط حياته ليرى كيف أنه كان جزءاً من محيط تعددت ألوانه.. وأسهم كل لون بدوره ثقافياً واجتماعياً ووجدانياً في تكوين ملامح شخصيتنا.

لعله من المناسب القول أن المشهد الاول لإمتزاج هذه الألوان كان في مدينة جدة منذ مئات السنين باعتبارها المحطة التي استقبلت الهجرات الأولى ومن ثم إنطلاقها إلى مكة المكرمة وبقية المناطق. وحتى لا أعيد بعض الإضاءات التي جاءت في هذا الفيلم الوثائقي، أستطيع أن أنقل بكل إطمئنان من البيئة التي نشأت فيها إضاءات جديدة وهي ليست تجربة فردية بقدر ماهي لمسات إنسانية أحسبها مشتركة بين لكل من عاش معي في ذلك المشهد. وهي بدون شك تبين ملامح الخطاب الحضاري الذي كنا نتعامل به. فلم يكن بيننا شئ إسمه الآخر. وليس بيننا مصطلح إسمه (هُم) ولا آخر إسمه (نحن).

* كان يحد منزلنا ثلاثة بيوت كبيرة وهي: بيت العمودي وباخشوين وباناجه.

* كان عمدة الحي (شيخ حارة الشام) هو الشيخ عمر باخريبة وخلفه الشيخ عمر باعيسى.

* تحتفظ ذاكرتي بأسماء ثلاثة رؤساء لبلدية جدة وهم عمر باناجة ، السيد عبدالله الجفري ووهيب بن زقر

* أغلب المدرسين في المرحلة الابتدائية في مدرسة الفلاح هم من أساتذتنا الحضارمة.

* أحدى أهم الحارات التي شكلت الذاكرة الشعبية لمعظم الأجيال القديمة هي(حارة السيد العيدروس).

* لم تفرق يوماً بين هوية زملاءنا في المدرسة وأصحابنا في الحي. لكن يمكنني القول اليوم أن أصحابنا كانوا أيضاً حضارمة.

* أول ما حفظت ذاكرتنا من أسماء الفنانين هم عمر باعشن ورياض علي والعم عرفة المميز بفنون الإيقاع

* لم نفرق يوماً أن قسم من أهلنا كانوا قد تزاوجوا مع الحضارمة لذلك لم نضع لأنفسنا حدوداً فاصلة معهم فهم أرحامنا.

لاشك أن هذه العوامل وغيرها كثير قد لعبت دوراً مهماً في تشكيل جزءاً كبيراً من الذاكرة الشعبية ومن نسيجنا الاجتماعي ، فإنها أدت بدون شك إلى تماذج الميول والوجدان والإنتماء فهذا أهلاوي وذاك اتحادي وهذا يبني رباطاً وآخر يتبرع لبناء مركز لأمراض السرطان وآخرون يتبرعون لجامعة الملك عبدالعزيز عندما كانت أهلية.

لكن علينا أن نعترف بان أجيالاً جديدة قد جاءت في غير الظروف التي ألفها الناس عندما كانت الحياة بسيطة. ولكي تزدهر ألوان هذا النسيج علينا أن نوسع قاعدة التفاعل والتعامل في التزاوج والتعليم وفرص العمل. وهو أمر لابد من التوسع فيه ليشمل جميع ألوان الطيف لأن هدفنا هو تعزيز الإنتماء للوطن من خلال الإعتراف بالتعدد والتنوع وترسيخ مفهوم التسامح والقبول