مصطفى ل قناة الحوار :2010 اخر الاعوام الصعبة في اليمن
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
السبت 09 يناير-كانون الثاني 2010 06:56 م

أعرب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)- رئيس التحرير، نصر طه مصطفى، عن ثقته في أن يكون ‏العام الجاري آخر الأعوام الصعبة في اليمن. ‏
‏وقال مصطفى في حوار أجرته معه قناة "الحوار" ضمن برنامج "أضواء على الأحداث": "إذا خرج مؤتمر ‏لندن بنتائج جيدة في دعم الاقتصاد والأمن في اليمن، فأنا أثق بأن العام 2010 سيكون آخر الأعوام الصعبة".‏
وفيما يلي نص الحوار.‏
‏* استاذ نصر، أرحب بك في أضواء على ‏الأحداث. بداية عن إغلاق السفارة الأميركية ‏والسفارة البريطانية أيضا لأبوابهما في صنعاء ‏اليوم وهناك أنباء عن إغلاق السفارة الفرنسية ‏أيضا ما هي دلالات هذا التطور من الناحية ‏الأمنية أولا؟
‏- هي إجراءات احترازية وهي ليست المرة ‏الأولى التي يتم فيها مثل هذا الإجراء يعني سبق ‏خلال السنوات التسع الماضية أو العشر الماضية ‏أن تم اتخاذ مثل هذا الإجراء عدة مرات يعني ‏أكثر من مرة، بل وصل الأمر أحيانا في سنوات ‏سابقة إلى أن رحلت السفارة الأميركية معظم ‏موظفيها إلى الولايات المتحدة ثم عادوا بعد فترة، ‏كان هناك قلق بسبب هذا الإجراء أنا أعتقده إجراء ‏احتياطيا احترازيا لا أقل ولا أكثر ويتم بالتعاون ‏مع الأجهزة الأمنية اليمنية التي تشرف بالكامل ‏على حماية هذه السفارة.‏
‏* طيب ألا يدل هذا على أن الاشتباكات مع ‏‏"القاعدة" قد تتطور داخل العاصمة اليمنية بما ‏يشكل أيضا تهديدا لصنعاء؟‏
‏- لا، لا، ليس لهذا علاقة، هي إجراءات احتياطية ‏خشية أن التهاون من الناحية الأمنية قد يؤدي إلى ‏حدوث شيء من هذا القبيل تتذكر أنه في العام ‏الماضي العام قبل الماضي في 2008 كانت عملية ‏بالقرب من السفارة الأميركية عملها تنظيم القاعدة ‏في تقريبا في سبتمبر 2008 وفشلت، صحيح أنه ‏قتل نتيجتها كل منفذي العملية وبعض المواطنين ‏الذين لا ذنب لهم لكنها لم تؤثر بأي شكل من ‏الأشكال على السفارة.‏
‏* لماذا؟ لأنه أحد مساعدي الرئيس الأميركي ‏باراك أوباما نقل عنه أن الولايات المتحدة ‏الاميركية قوله إن الولايات المتحدة الأميركية لديها ‏مؤشرات على أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم ‏في صنعاء وخاصة بعد تصاعد المواجهة بين ‏‏"القاعدة" والغرب من خلال العملية التفجيرية ‏الفاشلة للنيجيري قبل أيام؟
‏- أنا أعتقد أن تنظيم القاعدة سيظل يخطط ‏لاستهداف السفارات الأميركية في العالم كله في ‏أي مكان يستطيع أن يصل إليه، يعني ليس في ‏اليمن فقط لو استطاع أن يضرب السفارة ‏الأميركية في أي بلد عربي آخر لفعلها، وبالتالي ‏ليس في ذلك جديد، الإجراءات الأمنية حول ‏السفارة الأميركية في صنعاء موجودة ولم تتغير ‏منذ عدة سنوات الإجراءات الأمنية الاحترازية هي ‏قائمة في كل الظروف أصلا.‏
‏* الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اتفقتا على ‏تمويل وحدة عسكرية متخصصة لمكافحة الإرهاب ‏في اليمن حسب مسؤولين في الإدارة الأميركية ‏كيف تنظر لهذا الإجراء الذي ترى الولايات ‏المتحدة الأميركية أن الهدف منه هو إيقاف نشاط ‏‏"القاعدة" في اليمن ومنع "القاعدة" في الصومال من ‏أن تصل إلى أو أن ترسل مناصرين ومؤيدين لها ‏إلى الأراضي اليمنية؟
‏- أعتقد أنه هذا ما كنا نرجوه منذ فترة ليست ‏بقليلة والحكومة اليمنية رحبت بأي دعم في هذا ‏المجال يعني وأنا أعتقد أن مثل هذا القرار قد جاء ‏متأخرا، فعلا اليمن بحاجة إلى دعم للأجهزة ‏الأمنية لقوات مكافحة الإرهاب التي أنشأها بحيث ‏يكون لديه إمكانيات أفضل عتادا، وعدد أكبر من ‏الأفراد المتمرسين على مكافحة الإرهاب هذا كله ‏يحتاج إلى إنفاق ويحتاج إلى دعم مالي كبير فإذا ‏قررت الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة ‏وبريطانيا دعم مثل هذا الأمر هذا شيء مرحب به ‏بالتأكيد.‏

‏* ولكن البعض يرى فيه مدخلا للتدخل الغربي في ‏الشؤون اليمنية أليست القوات اليمنية الحكومية ‏تخوض أكثر من جبهة؟ للأسف الآن في اليمن ‏جبهة مع الحوثيين وجبهة مفتوحة منذ شهور مع ‏‏"القاعدة" فهل هو فعلا بحاجة لهذا الدعم الأمني؟
‏- المواجهة مع "القاعدة" تتم بشكل أساسي عبر ‏الأجهزة الأمنية والأجهزة الأمنية بحاجة إلى هذا ‏الدعم. أما التمرد الحوثي فالجيش القوات المسلحة ‏هي التي تتكفل بالتعامل معه الأجهزة الأمنية فعلا ‏تحتاج إلى دعم ولن يتحدث أحد الولايات المتحدة ‏أو بريطانيا أو أي من الدول الكبرى الأوربية عن ‏تدخل في الشأن اليمني هم يتحدثون عن دعم لليمن ‏عن دعم لقدراته الأمنية عن دعم حتى لأوضاعها ‏الاقتصادية والتنموية لانتشاله من الوضع ‏الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه.‏

‏* رئيس الوزراء البريطاني قال في هذا السياق إن ‏اليمن أقصد جوردون براون يمكن أن يكون ‏الحاضنة حاضنة للإرهاب وقد يكون ملاذا آمنا ‏وبذلك فإن اليمن حسب تعبيره يشكل تهديدا للأمن ‏الإقليمي والدولي كيف تنظر لهذه التصريحات؟
‏- هذا الأمر ممكن أن يكون في حال أن انصرفت ‏الدول عن تقديم أي دعم لليمن على المدى البعيد، ‏اليمن حتى الآن اليمن قادرة الحقيقة قادرة على ‏التعامل مع هذه الأطراف كلها سواء المتمردين في ‏صعدة أو تنظيم القاعدة الذي يتمترس في أماكن ‏محددة في اليمن وهو مرصود أمنيا بشكل ممتاز ‏وجيد جدا وعناصره معروفة؛ لكن التعامل معه ‏يحتاج إلى كفاءة أكثر إلى قدرات أكبر وهذا ما ‏نأمله من الدعم الأميركي والأوربي المتوقع عبر ‏مؤتمر لندن القادم.‏

‏* طيب هذا المؤتمر الذي أشرت إليه الذي ‏طرحته أيضا الإدارة البريطانية من أجل عقد ‏مؤتمر دولي للإرهاب حول مكافحة الإرهاب ‏يكون في اليمن تبعات هذا المؤتمر، الآن توضع ‏على اليمن شروط قد تجعله مرهونا بإرادة الغرب ‏في حربه مع الإرهاب إذا ما أراد الغرب أن يدير ‏هذه الدفة؟
‏- لا، هذا ليس واردا، لسبب بسيط: نحن من كنا ‏نقول لهم: نعاني من الإرهاب، نحن يهددنا ‏الإرهاب منذ وقت طويل... لكنهم كانوا يتعاملون ‏معنا بكثير من البرود يعني وعدم التجاوب، ومنذ ‏حادثة المدمرة "كول" عام 2000 التفتوا إلى أهمية ‏دعم اليمن في هذا المجال نحن بحاجة إلى هذا ‏الدعم لأنه الإرهاب هو يضر بمصالحنا ‏الاقتصادية يؤدي إلى إخافة المستثمرين يؤدي إلى ‏إقلاق المواطنين يعني نحن المتضررين من ‏الإرهاب وليست الولايات المتحدة ولا بريطانيا ولا ‏أي أحد فنحن نريد نحن أن نحد من حجم هذه ‏الظاهرة حتى تستقر الأوضاع بشكل أفضل.‏

‏* ولكن كيف سيكون الانعكاس ميدانيا على ‏الأرض أنت تعلم أن الضربات التي وجهتها قوى ‏التحالف في أفغانستان هي قلما حسب كثير من ‏المحللين يصيب "القاعدة" أو تصيب طالبان دون ‏أن تؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين ‏الاستهدافات التي سمتها الحكومة اليمنية بالاستباقية ‏لمقاتلي "القاعدة " هناك أنباء عن أن كثيرا من الذين ‏سقطوا كانوا من المدنيين فألا يخشى أن يؤدي هذا ‏التنسيق أولا إلى مزيد من سقوط المدنيين في هذه ‏الاستهدافات حسب التجارب غير المنظمة للقوات ‏الأميركية والبريطانية في المواجهة مع " القاعدة" ‏ومع طالبان؟
‏- أولا ليس هناك ما يؤكد موضوع سقوط كثير ‏من المدنيين هذا أمر الأمر الثاني يجب أن ندرك ‏أن هناك بعضا لا أريد أن أقول قبائل لكن هناك ‏أطراف أقرب هي للمدنية لكنها تقوم بإيواء ‏عناصر "القاعدة" وقد وجهت اللجنة الأمنية العليا ‏في اليمن تحذيرات لهؤلاء بان عليهم أن يتبرؤوا ‏من " القاعدة" وأن يكفوا عن إيواء عناصر "القاعدة" ‏هذا شيء، أما المقارنة بأفغانستان فهذا موضوع ‏آخر، الولايات المتحدة تواجه طالبان في أفغانستان ‏ثم هي تواجه "القاعدة" ومشكلتها بشكل أساس مع ‏نظام طالبان الذي كان يحتضن "القاعدة" وقوات ‏طالبان هي التي اليوم تواجه الولايات المتحدة في ‏أفغانستان وطالبان تحتمي بنسبة كبيرة من الشعب ‏الأفغاني الذي تنتمي إليه من الناحية القبلية عناصر ‏‏"القاعدة" ليست منتمية لقبيلة معينة في اليمن هي ‏مشتتة من هنا ومن هنا لكنها تجد في بعض ‏المناطق حماية وكما وجدت مؤخرا في المناطق ‏التي يسيطر عليها بعض مناطق يديرها بعض ‏الانفصاليين في محافظة أبين.‏

‏* هذه الحماية القبلية والغطاء القبلي الذي يمنحه ‏بعض شيوخ القبائل في اليمن لمقاتلي "القاعدة" ألا ‏تخشى الدولة أن تدخل في مواجهة مع هذه القبائل ‏إذا استمرت في هذه المواجهة العسكرية مع ‏‏"القاعدة" بعد أن تصبح مواجهة ربما تكون شاملة ‏وكبيرة إذا دخلت قوى أجنبية أميركية أو ‏بريطانية؟
‏- هي ليست قبائل بالمعنى المتعارف عليه، هي ‏عبارة عن عشائر محدودة هنا أو هناك ينتمي ‏بعض عناصر "القاعدة" إليها من ناحية وهي ‏محدودة جدا يعني مثلا عندما تأتي إلى محافظة ‏مأرب يتواجد "القاعدة" في مناطق محدودة جدا ‏لكن عناصر "القاعدة" الآن تتوجه للتمركز في ‏محافظة أبين حيث وجدت في بعض القيادات ‏الانفصالية وجدت مظلة جيدة لها لحمايتها ‏والاستظلال به فطبعا نحن ندرك ألا مجال لأي ‏مواجهة... اليمنيون واعون كل القبائل اليمنية ‏مدركة لا يوجد انسجام، القبيلة اليمنية يصعب ‏عليها التعايش مع هذا النوع من المتطرفين، ‏والذين يمارسون العنف والقتل وإراقة الدماء بلا ‏حساب وبدون أي وازع عقائدي.‏

‏* من هذا المنطلق يعني إراقة الدماء من الآن ‏الشعب اليمني ينظر إلى هذا المواجهة المسلحة ‏بأنها أيضا يسقط فيها مقاتلون من "القاعدة" وهم . ‏لكن هم يمنيون يعني ألا يخشى أن تطورات هذا ‏المواجهة تؤدي إلى مزيد من التأييد الشعبي ‏لـ"القاعدة" في اليمن؟‏
‏- لا يوجد، أنا أضمن وأؤكد لك أنه لا يوجد أي ‏تأييد شعبي لـ"القاعدة" في اليمن، اليمني بطبعه لا ‏يستطيع قبول أو التعايش مع التطرف بكل أشكاله ‏ولذلك ظل "القاعدة" محصورا هنا وهناك يصعب ‏عليه استقطاب العناصر، لكن في حال إذا ظلت ‏الأوضاع كما هي عليه دون أي دعم للاقتصاد ‏اليمني دون أي دعم فقد تجد عناصر "القاعدة" في ‏الشباب الذين يعانون من البطالة تجد فيهم مجالا ‏لتغذية تواجدها في اليمن ولذلك نحن ننبه لمثل هذه ‏الأمور، اليمن اليوم لن يستطيع أن يقف لوحده من ‏الناحية الاقتصادية يجب أن يدعمه أشقاؤه ‏وأصدقاؤه ليستطيع أن يقف على قدميه ويستطيع ‏أن يستوعب هذه الأحداث الكبيرة من الشباب ‏العاطلين عن العمل. أما بالنسبة لـ"القاعدة" ‏فالحقيقة هم كما أخبرتك محصورون في أماكن ‏معينة.‏

‏* وهذا ما يثير التساؤل استاذ نصر أن أعدادهم ‏قليلة ومع ذلك الحملة التي تشنها القوات اليمنية ‏الجيش اليمني هي أكبر من حجم المواجهة مع ‏‏"القاعدة" وزير الخارجية اليمني السيد ابوبكر ‏القربي قال إن عدد مقاتلي تنظيم القاعدة قد يصل ‏إلى ثلاثمائة مقاتل يعني هو عدد قليل نسبيا فهل ‏تضخيم هذه المواجهة مع "القاعدة" من قبل الجيش ‏اليمني هو لجلب الانتباه الغربي لمساندة اليمن فيما ‏أشرت إليه أنت اقتصاديا؟
‏- لم يقل أحد إن الجيش اليمني حرك ألوية ‏ووحدات وفرق عسكرية بكاملها للقضاء على.‏
‏* ولكن أرسلت الطائرات لمهاجمتهم؟‏
‏- لكن عبارة عن هجمة بالطائرات في أبين ‏وهجمة بالطائرات في شبوة وعملية أمنية عبر ‏الأجهزة الأمنية في منطقة أرحب التي تقع شمال ‏صنعاء فلم يتحرك الجيش ولم يوجه الجيش أي ‏فرق أو ألوية هي عبارة عن عدد من الطائرات ‏قامت بالقصف على مناطق تواجد القاعدة ثم عادت ‏إلى قواعدها بكل بساطة.‏
‏* إذا التساؤل: هل عدم الانتباه الغربي والعالمي ‏إلى الأزمة أزمة السلطة أو أزمة اليمن في التمرد ‏مع الحوثيين في الشمال هو الذي دفع اليمن إلى ‏تضخيم هذه الجبهة مع القاعدة لأنها مثار انتباه ‏الغربيين على افتراض بأن الحرب التي يشنها ‏الغرب هي الحرب المفترض ضد الإرهاب..؟
‏-لا، لا، بالعكس اليمن يخوض حربا مفتوحة مع ‏القاعدة منذ عام 2000 على الأقل لم يكن من قبل ‏وبالتالي هو ليس من مصلحته أن يضخم هذا ‏الجبهة هي جبهة موجودة بالفعل هي تكمن أحيانا ‏تتحرك أحيانا، لكن الحقيقة انه منذ إعلان تنظيم ‏القاعدة توحيد فروعه في منطقة اليمن وشبه ‏الجزيرة العربية في العام الماضي هو لفت الأنظار ‏وبهذا الإعلان أعلن أنه قرر الدخول في حرب مع ‏اليمن ومع دول الإقليم فاليمن هو معني بمواجهة ‏هذا الأمر سواء اليوم أو غدا.‏
‏* كيف تنظر أيضا إلى خطر ربما يصل عبر ‏البحار من الصومال أحد قيادات حركة الشباب ‏المجاهدين الصومالية هدد قبل أيام بإرسال عناصر ‏من حركته لدعم المجاهدين حسب تعبيره الذين ‏يقاتلون في اليمن؟
‏- مثل هذه التهديدات هي أدعى إلى التعجيل ‏بتقديم الدعم لليمن اليمن يطرح منذ وقت طويل أن ‏خفر السواحل قوات خفر السواحل لديه تحتاج إلى ‏مساندة وإلى دعم وإلى تقوية لأنه ليس فقط ‏لمواجهة عمليات القرصنة التي بدأت وأصبحت ‏ظاهرة منذ العام قبل الماضي لكن أيضا لمواجهة ‏عمليات التسلل والتهريب العناصر الخطيرة إلى ‏الأراضي اليمنية عبر البحار فبالتالي أعتقد أن هذا ‏ما يقوله هؤلاء قد يشكل نوعا من الدعاية ‏الإعلامية لتنظيم القاعدة أكثر منه حقيقة لأن قوات ‏خفر السواحل تقوم بأداء دورها بشكل معقول لكن ‏يجب أن نكون حذرين من أن يتحول مثل هذا ‏الكلام إلى واقع يعني وبالتالي سرعة تقديم الدعم ‏والمساندة للقوات الأمنية اليمنية سيكون كفيل بقطع ‏الطريق أمام تنفيذ مثل هذه التهديدات.‏
‏* هل تم في زيارة رئيس أركان القوات المشتركة ‏الأميركي ديفيد بترايوس في زيارته الأخيرة لليمن ‏هل تم بحث ترتيبات ما لتأمين حراسة الحدود ‏البحرية اليمنية؟
‏- من المؤكد أنه خلال زيارة قائد القوات ‏المركزية الأميركية تم بحث العديد من القضايا ‏وهو جاء بالأساس لينقل رسالة من الرئيس أوباما ‏للرئيس صالح ويؤكد الدعم والمساندة في مواجهة ‏اليمن للقاعدة وبالتأكيد انه تم بحث الكثير من أوجه ‏التعاون الأمني بمختلف أشكاله وهذا ليس بجديد ‏وهي ليست الزيارة الأول على فكرة وسبق أن قام ‏بزيارات متعددة هو وأسلافه من قادة القوات ‏المركزية الأميركية منذ سنوات طويلة.‏
‏* المواجهة مع القاعدة يعني هي لم تبدأ في اليمن ‏كإحدى الدول في المنطقة هناك مواجهة أخرى ‏داخلية بين مقاتلين من القاعدة والسعودية، هل ‏هناك تنسيق بينكم ومن وجهة نظرك وبين ‏السعودية في تجربتها في المواجهة مع القاعدة؟
‏- ما أعرفه الحقيقة أن هناك تنسيقا يمنيا سعوديا ‏ممتازا جدا فيما يتعلق بالعمل ضد القاعدة وتفاهم ‏وتشاورا مستمرا بغض النظر عن أن استفادة هذا ‏الطرف من هذا وهذا من هذا في تجاربه فهذا أمر ‏بالضرورة أن يكون حديثا وأن يكون تبادل ‏الخبرات قائما في هذا المجال فالتنسيق هو يشمل ‏كافة الأمور المتعلقة بكيفية والية مواجهة تنظيم ‏القاعدة.‏
‏* هناك تصريحات لمسؤولين غربيين بأن المشاكل ‏التي يواجهها اليمن في أزماته المتعددة قد تحوله ‏إلى دولة فاشلة ألا تفتح الجبهة هذه الجديدة مع ‏الحوثيين ألا تفتح هذا الباب لأن يتحول اليمن إلى ‏دولة فاشلة فعلا على مصراعيه وربما تؤدي هذه ‏الأزمة إلى أزمة في اليمن؟
‏- مصطلح "الفشل" هذا أصبح للأسف سوطا تجلد ‏به الدول بحسب دول العالم الثالث بحسب المزاج ‏يعني اليمن بعيد عن الفشل كل البعد الدولة ‏المركزية قوية المشكلات الأمنية هي محدودة ‏عندما نتحدث عن مشكلة التمرد في صعدة هي ‏مشكلة محدودة في نطاق جغرافي في مساحة لا ‏تتجاوز عشرة آلاف كيلومتر مربع أما أربعمائة ‏وتسعين ألف كيلومتر مربع بقية مساحة اليمن كلها ‏تعيش بشكل آمن والناس يعيشون حياتهم الطبيعية ‏وبدون أي مشاكل أمنية إلا ما تواجهه كل ‏المجتمعات وكل الدول يعني بشكلها اليومي المتعدد ‏فموضوع تهديد اليمن بأنه سيكون من الدول ‏الفاشلة أعتقد أنه موضوع مبالغ فيه جدا نحن نؤكد ‏أن...‏
‏* هنالك ثلاث جبهات في الشمال وفي الجنوب مع ‏الحراك وجبهة جديدة مع القاعدة...؟
‏- الجبهة الحقيقية الأخطر اليوم القائمة هي جبهة ‏التمرد في صعدة، لأن هذا يواجه دولة بكامل ‏قواها وبنشاط مسلح منظم أما ما يقوم به تنظيم ‏القاعدة فهو عبارة عن نشاط محدود في أماكن ‏محدودة هو خطورته تتمثل في انه يريد أن يتجه ‏لتصدير الإرهاب من اليمن إلى بقية دول العالم أما ‏وجوده في اليمن فهو لا يشكل أي خطر على ‏النظام أو على وجود النظام أو على كيان الدولة ‏يعني إلا في حالة حدوث تجزئة لا سمح الله ولذلك ‏كما قلت هم اتخذوا من الانفصاليين كمظلة لهم ‏على أساس أنهم يعتقدون أنه في حالة حدوث ‏تجزئة أو لا سمح الله في اليمن فسيكون بإمكانهم ‏في تلك اللحظة أن يقيموا إمارة أو دويلة صغيرة ‏تكون مرتكزا لنشاطهم في الجزيرة العربية.‏
‏* إذا مصطلح الفشل قد يكون له تفسيرات كثيرة ‏على كل اليمن الآن في الجبهات المتعددة المفتوحة ‏للأسف مازالت والأزمات العديدة هل سيستطيع ‏النظام اليمني أن يوفق أو يستطيع أن ينسق بين ‏هذه الجبهات وينهي هذه الأزمات أو بعبارة أخرى ‏كيف ستؤثر هذه الجبهة الجديدة على الأزمة ‏الموجودة مع الحراك الجنوبي وعلى الحرب ‏السادسة في صعدة؟
‏- أنا أؤكد لك أنه إذا خرج مؤتمر لندن كما نأمل ‏بنتائج جيدة في دعم اقتصاد اليمن ودعم القوات ‏الأمنية في اليمن فأثق أن عام 2010 سيكون آخر ‏الأعوام الصعبة في اليمن سيتمكن اليمن وهو ‏قريب سيتمكن من القضاء على التمرد في صعدة ‏وسيكون بإمكانهم محاصرة وتضييق نشاط تنظيم ‏القاعدة والقضاء عليه مطلقا. أما موضوع الحراك ‏الانفصالي فهو عبارة عن نشاط يعمل خارج ‏الزمن ومضاد للتاريخ ومضاد للعصر فالناس اليوم ‏يتوحدون وهؤلاء يبحثون عن التجزئة والتمزق ‏وهم لا يجدون أي صدى ولا يجدون أي أذن لدى ‏أبناء الشعب اليمني بكافة مناطقه شمالا وجنوبا ‏وشرقا وغربا.‏
‏* هل يعني هذا أن اليمن أو السلطة قد أخذت ‏اتجاها واحدا في حسم هذه الجبهات كلها هكذا ما ‏أفهمه منك بأنه ليست هناك أبواب مفتوحة للحوار ‏على كل تلك الجبهات حتى مع القاعدة؟
‏- السلطة مقدمة على الحوار مع الأحزاب ‏المعارضة التي تمارس عملها بشكل سلمي ‏وتعارض بشكل دستوري في إطار لواء أحزاب ‏اللقاء المشترك وفي هذا الإطار من أراد أن يدخل ‏تنظيم للحوار فعليه أن يترك السلاح أن يترك ‏التمرد أن يلتزم بالشرعية الدستورية ويتفضل ‏يحاور. أما الحوار مع تنظيم القاعدة أعتقد هو غير ‏وارد، لأن هذا التنظيم أصلا لا يؤمن بالحوار لا ‏يؤمن بمشروعية الدولة لا يؤمن بمشروعية الكيان ‏القائم وبالتالي هو نفسه الذي يقطع على نفسه ‏طرق الحوار.‏
‏* لكنك أشرت في بداية الحلقة إلى حوار مع ‏القبائل التي تؤوي القاعدة؟
‏- طبعا هذا النوع من الحوار الاجتماعي ‏والتواصل الاجتماعي القائم في إطار القبائل نفسها ‏اللجنة الأمنية العليا دعت هذه العشائر إلى التوقف ‏عن إيواء أي عناصر متمردة وأعتقد أن هذه ‏العشائر سمعت جيدا وفهمت الرسالة الأخيرة .
‏* هناك تقارير تشير إلى أن خمس المعتقلين في ‏جوانتانامو في المعتقل الأميركي هم من اليمنيين ‏يعني واحد من كل خمسة من المعتقلين يمني ‏وكانت الحكومة الأميركية قد درست موضوع أن ‏يبقى هؤلاء ولا يرسلون إلى اليمن نتيجة الوضع ‏الأمني في اليمن هل تعتقد بأن الولايات المتحدة ‏الأميركية سترسل المعتقلين بعد إغلاق معتقل ‏جوانتانامو إلى اليمن خاصة أن هناك مؤشرات ‏إلى أنها فعلا سترسلهم على الرغم من أن اليمن ‏حسب محللين غربيين أصبحت بالنسبة للولايات ‏المتحدة الأميركية على الأقل جبهة جديدة للحرب ‏مع القاعدة؟
‏- أنا أؤكد لك أن هناك تفاهما جيدا بين الحكومة ‏اليمنية والإدارة الأميركية في كثير من القضايا ‏وأصبح تقريبا محسوما أن في حال أن الولايات ‏المتحدة لن تسلم هؤلاء المعتقلين في هذه الفترة ‏القريبة فهي ستحتفظ بهم لديها حتى تتوفر ظروف ‏أفضل في اليمن إنما اليمن مصر على استعادة ‏أبنائه من المعتقلين في جوانتانامو وهو كفيل ‏بإعادة تأهيلهم اجتماعيا وفكريا وسياسيا.‏
‏* هل هناك برنامج فعلا؟
‏- نعم، نعم، وسبق تنفيذ مثل هذه البرامج لناس ‏موجودين أصلا في اليمن وأصبحوا جزءا من ‏المجتمع وعناصر صالحة في المجتمع.‏
قناة الحوار