معركة الفلوجة .. هزيمة أمريكا فى العراق
بقلم/ الجزيرة
نشر منذ: 17 سنة و يومين
الجمعة 02 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 09:13 م

طرح في أسواق بيروت والقاهرة وعواصم ومدن عربية أخري كتاب جديد للأعلامي أحمد منصور منتج ومقدم البرامج في قناة الجزيرة الفضائية تحت عنوان " معركة الفلوجة .. هزيمة أمريكا فى العراق " ، والكتاب يروي بشكل مثير وبمعلومات ووثائق تنشر لأول مرة مهمة أحمد منصور وفريق قناة الجزيرة أثناء تغطية معركة الفلوجة الأولي في العراق في شهر إبريل من العام 2004 ، كما يحتوي علي تفاصيل مثيرة من مئات المراجع والمصادر العربية والغربية عن الأحتلال الأمريكي للعراق منذ بدايته وحتى منتصف العام 2007 ليخلص في النهاية إلي أن أمريكا تعيش مرحلة الهزيمة فى العراق منذ إبريل من العام 200 4 .

والجدير بالذكر أن أحمد منصور كان قد تعرض لانتقادات واسعة من قبل الأدارة الأمريكية ومسئولين بارزين فيها بسبب تغطيته معركة الفلوجة حيث كان علي رأس فريق قناة الجزيرة الذي كان الفريق التليفزيوني الوحيد الذي تمكن من دخول المدينة ، حيث تناوله بالنقد كل من الناطق العسكري الأمريكي فى العراق آنذاك نائب قائد القوات الأمريكية الجنرال مارك كيميت واتهمه بترويج الأكاذيب كما تناوله بالنقد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية آنذاك بنفس التهم

والجدير بالذكر أن أحمد منصور كان قد تعرض لانتقادات واسعة من قبل الأدارة الأمريكية ومسئولين بارزين فيها بسبب تغطيته معركة الفلوجة حيث كان علي رأس فريق قناة الجزيرة الذي كان الفريق التليفزيوني الوحيد الذي تمكن من دخول المدينة ، حيث تناوله بالنقد كل من الناطق العسكري الأمريكي فى العراق آنذاك نائب قائد القوات الأمريكية الجنرال مارك كيميت واتهمه بترويج الأكاذيب كما تناوله بالنقد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية آنذاك بنفس التهم .

إلا أحمد منصور أكد في حينها أنه كان يبث جانبا من الحقيقة مقرونا با لصورا والمعلومات والحقائق ولعل هذا ما يحاول تقديمه والـتأكيد عليه في كتابه الجديد الذي يقول فى مقدمته أنه أمضي ثلاث سنوات في إعداده وتوثيقه حيث اعتمد في إعداده علي شهادته وشهادة كثير من شهود العيان الآخرين كما اعتمد علي مئات المصادر الغربية ، وعشرات المقابلات التى أجراها هو خلال السنوات الماضية مع كثير ممن لهم علاقة بالأحداث هناك ، وأكد في مقدمة الكتاب علي أن الكتاب يمثل وجهة نظره الشخصية دون أدني مسئولية علي قناة الجزيرة .

يقع الكتاب الذي تنشره دار الكتاب العربي فى بيروت وتصدر طبعة مصرية خاصة له عن الدار المصرية اللبنانية وينتظر أن ينشر باللغتين الأنجليزية والفرنسية خلال العام القادم في 448 صفحة من القطع الكبير ويتكون من مقدمة وعشرة فصول اعتمد الكاتب خلالها الكتابة بأسلوب القصة المدعمة بالمعلومات والوثائق بأسلوب مثير وجذاب يتحدث فيه كشاهد عيان عن معركة الفلوجة الأولي بكل تفصيلاتها ويكشف كثيرا من التفاصيل والأسرار التى تروي لأول مرة سواء عن مهمة فريق الجزيرة والمخاطر التى تعرضوا له ، أو عن أحداث المعركة وكيف كانت فعلا معركة فاصلة أدت إلي بداية هزيمة القوات الأمريكية ، وبدء العد التنازلي لبقائها فى العراق .

يتحدث أحمد منصور في الفصل الأول عن العراق قبل معركة الفلوجة ، ويقدم بالمعلومات والأرقام تفصيلات عن جوانب الحياة الأساسية فى العراق بعد عام من الأحتلال ، من خلال تفكيك الدولة ومقدراتها وانتشار البطالة والفقر والفوضي في كافة مناحي الحياة وكيف أدت هذه الأوضاع إلي بداية صناعة الكراهية فى نفوس العراقيين لقوات الأحتلال .

وفي الفصل الثاني يتحدث عن المرتزقة في العراق وكيف فجر حادث الأعتداء الذي وقع في الفلوجة في 31 مارس 2004 علي أربعة منهم يعملون لصالح شركة بلاك ووتر قضية المرتزقة في العراق ، ويقدم تفصيلات ومعلومات مفصلة عن أعداد وجنسيات المرتزقة الذين يعملون مع القوات الأمريكية من خلال معلومات حصل عليها بشكل مباشر أثناء عمله فى العراق أو من خلال مقابلات أجراها مع خبراء أو من خلال مصادر المعلومات المختلفة .

وفي الفصل الثالث " الطريق إلي الفلوجة " يتكلم عن المهمة التى كلف بها علي رأس فريق من قناة الجزيرة لتغطية أحداث الفلوجة بعد حصارها فى 5 إبريل 2004 ، ويروي ملابسات الرحلة من بغداد إلي الفلوجة بشكل مليء بالأثارة والمغامرة والتشويق ويكشف بالتفاصيل لأول مرة كيف تمكن فريق الجزيرة فى النهاية من اختراق الحصار الأمريكي المضروب حول المدينة ودخولها .

أما في الفصل الرابع تحت وابل النيران في الفلوجة فإنه يجعل القاريء يعيش أحداث معركة الفلوجة الأولي بكل تفصيلاتها المثيرة وعواطفها المؤثرة ، وجوانبها الأنسانية المؤلمة ، وكيف نجا أحمد منصور من الموت وهو وزملاؤه مرارا وكيف أغضبت تغطيتهم الأدارة الأمريكية حتى كان أول شرط من قبل القوات الأمريكية لوقف إطلاق النار في الفلوجة هو خروجه مع فريق الجزيرة من المدينة .

في الفصل الرابع " حرب بوش ورجاله علي قناة الجزيرة " ، يتحدث أحمد منصور عن الهجوم الذي شنه عليه الجنرال مارك كيميت نائب قائد القوات الأمريكية في العراق ، ثم الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية بسبب تغطيته لمعركة الفلوجة ، وكيف أن تغطيته مع فريق الجزيرة لمعركة الفلوجة وصلت إلي حد تفكير الرئيس الأمريكي بقصف مقر قناة الجزيرة ومكاتبها أثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فى واشنطن فى 16 إبريل 2004 ، ويكشف في هذا الفصل معلومات كثيرة مثيرة تنشر لأول مرة .

في الفصل الخامس " هزيمة أمريكا بعد معركة الفلوجة " ، يقدم بالدلائل والأرقام و الأحصاءات وتصريحات المسئولين والشهود كيف كانت معركة الفلوجة الأولي هزيمة ماحقة للقوات الأمريكية دفعت بوش إلي اتخاذ القرار بتدمير الفلوجة علي رؤوس من فيها وهذا ما وقع فى نوفمبر من العام 2004 .

في الفصل السادس " معركة الفلوجة الثانية .. تدمير الفلوجة " يروي قصة المعركة الثانية التى وقعت في شهر نوفمبر من العام 2004 من خلال شهود العيان الذين التقي مع كثير منهم أو طلب منهم أن يقدموا شهاداتهم أو ما ورد فى المصادر الأعلامية المختلفة حيث منعت القوات الأمريكية كافة وسائل الأعلام من التغطية إلا الأعلاميين المصاحبين لهم ، وكيف أن مدينة الفلوجة لازالت محاصرة منذ ثلاث سنوات مع صمت دولي كبير .

في الفصل السابع يتحدث عن جرائم الحرب التى وقعت فى الفلوجة بالتفصيل والأدلة من خلال كثير من المصادر وروايات شهود العيان ويروي قصصا كثيرة لصور هذه الجرائم .

في الفصل الثامن يتحدث عن الهزيمة السياسية والأستراتيجية التى وقعت للولايات المتحدة لاسيما بعد معركة الفلوجة وذلك من خلال تصريحات كثير من المسئولين أو الخبراء والسياسيين الأمريكيين وغيرهم وكذلك من خلال معطيات الواقع علي أرض العراق .

  وفي الفصل التاسع يتحدث عن الهزيمة العسكرية للقوات الأمريكية بكل دلالاتها ومؤشراتها ، موثقة بالأرقام والمعلومات وتصريحات القادة العسكريين والجنود ومصادر المعلومات الأمريكية والغربية ، وكيف أن إعلان الهزيمة و الأنسحاب من العراق فى النهاية ليس سوي مسألة وقت .

أما الفصل العاشر فيقدم فيه قراءة لمستقبل العراق والمنطقة بعد هزيمة الولايات المتحدة ، من خلال آراء كثير من الخبراء والمحللين والمخططين الأستراتيجيين .

الكتاب يعتبر إضافة مميزة لأحداث حرب العراق سواء من حيث الزاوية التى تناول منها الموضوع وهي معركة الفلوجة أو المعالجة القصصية المليئة بالمعلومات والأثارة ، وينتظر أن يثير الكتاب جدلا كبيرا لاسيما فى ظل التعقيدات التى تعيشها القوات الأمريكية في العراق الآن والضغوط التى تمارس علي إدارة بوش لسحبها .