آخر الاخبار

فلسطين: الاحتلال يرتكب انتهاكات مفضية إلى الموت بحق المعتقلين ...بلا قيود ترصد جرائم إسرائيل بحق المعتقلين سفارة اليمن في قطر تدشن موقعها الإلكتروني الجديد .. نافذة حديثة تلبي احتياجات المقيمين والزوار وتسهم في توفير الخدمات القنصلية خدمة إلكترونية جديدة لحجاج اليمن تطلقها وزارة الأوقاف ..لتفعيل نشاطها الرقمي ومواجهة الروابط الوهمية وزارة الاوقاف تدشن في عدن المسابقة القرآنية ويخوضها 41 حافظاً وحافظة في فروع القراءات السبع والتلاوة،والتجويد وحفظ المصحف والاذن عدن ستغرق في الظلام.. حلف قبائل حضرموت يعلن منع خروج النفط الخام من المحافظة رئيس هيئة العمليات العسكرية بوزارة الدفاع يصل جبهات تعز إب تحتفل في مأرب بالعرس الجماعي الأول لـِ 36 عريسا وعروسا من أبناء المحافظة توافق أمريكي يمني على إغلاق كافة القنوات الفضائية التابعة للحوثيين وإغلاق كافة منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تعلن النفير وتؤكد جاهزية رجالها لدعم الشرعية في معركة استعادة الدولة (فيديو+صور) أسوأ قيمة للعملة اليمنية على الإطلاق.. أسعار الصرف اليوم في عدن وصنعاء

الجوع يعصف بثورة الشباب والاحزاب
بقلم/ عبد الرحمن تقيان
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و 4 أيام
الأحد 15 يناير-كانون الثاني 2012 01:07 ص

لم يكن أحد يصدق أن صفعة نمطية على وجه الجائع البوعزيزي ستقلب أنظمة سياسية كاملة لعدة دول طال رعب شعوبها من حكامهم لعقود ولم يأبهوا لآلة القتل أمامهم. لم يصدق أحد ذلك رغم أن جياع فرنسا فعلوها قبل بضعة قرون وثاروا على مليكهم ولم يراعوا قدسية الكنيسة وجهنم الحمراء التي امتلك بابواتها أحكام الحشر فيها، ويحيلوا النظام الاجتماعي الإقطاعي إلى مجرد ذكرى بائسة، ولتحذوا كل دول أوروبا حذوهم ويبقى ذلك عبرة قائمة وقصة تحكى حتى اليوم.

وفي اليمن أكثر بلدان الأرض فقراً وأميةً، يحتمل شعبها أن لا ينتظر كثيراً ويقلب الطاولة على الجميع في مبادرة منه لإعلامهم أن قضيته، التي تم باسمها "إحداث التغيير" الذي بغوه، لم يمسها أي تغيير.

تحت مظلة قرار الأمم المتحدة 2014، لعل مبادرة الخليج وآليتها المزمنة قد أرستا حلولاً ناجعة للاختلالات السياسية والأمنية عبر رسم خارطة مزمنة بينت كل الاجراءات التي تضمن انتقالاً بطيئاً للسلطة لم يكن يستحق انتقال السلطة من يد الى يد أخرى كل تلك الفترة بكل ما حملته من معاناة لكل الناس، لا سيما وأنها الآن قد انتقلت بنفس الشروط المعلنة في وقت مبكر من بدء الاعتصامات.

لقد مر ما يقارب العام على أحداث كلفت الوطن أكثر من 2000 شهيد من الطرفين وإمكانات دولة، لكن تأثيراتها عرضت حياة 25 مليون مواطن للضعف والضرر بشكل مباشر في تعليمه وصحته ورزقه ونسيجه الاجتماعي.

على كل حال، توقفت التنمية تماماً لمدة عام، تفاقمت خلالها الأوضاع الاجتماعية وزادت التحديات المحيطة بها، وها هو تقرير التنمية البشرية لعام 2011 يضع بلادنا في المرتبة 154 انحداراً من المرتبة 133 في العام الذي سبقه وهذه كارثة بكل المقاييس، ويعلم الله كم ارتفعت نسبة 32% اليوم وهي نسبة الأمن الغذائي السابقة كواحدة من أرفع النسب في العالم.

كان أحد أسوأ مخرجات المبادرة هو إهمال الهم التنموي وتركت التنمية في هامش الحظ والثانوية. وكم يعلم الجميع أن هذا العام يمر دون أن يحمل ميزانية عامة يرافق ذلك ما حملته الأنباء الصحفية عن احتمال عدم احتواء الميزانية بند البرنامج الاستثماري الذي ينفق على مشاريع التنمية بعد حرمان الميزانية والفقراء من ذلك البند للعامين 2011و2012 على التوالي، يضاف إلى ذلك عدم وجود أي وعود رسمية من الممولين بدعم التنمية للفترة المقبلة، هذا إن تم الوفاء بها.

يتفاءل الجميع بالتوصل الى حكومة الوفاق التي ستستمر عامين وربع عام آخر، والتي يهددها احتمالات التسبب بأزمات وعدم ثقة، والانشغال في الأولويات السياسية والأمنية الكثيرة، وتوفير الخدمات الرئيسة الى المدن أولاً، هذا إن لم تُشغل في ثورات فرعية أخرى وحملات إيقاع وتشويه وغيرها. أعني أن الحكومة ستطلب أن يطول صبر المجتمع أيضاً الى ما بعد العامين والربع حتى يتحقق الاستقرار العام لتبدأ الحكومة الجديدة بالكاد تلتفت نحو التنمية.

ينبغي على الحكومة الجديدة بطرفيها والاحزاب والإعلام والنخب المثقفة أن يقدروا صبر ملايين الجوعى وعدم الانغماس أكثر في المهاترات السياسية، وفيما يزيد الاحتقانات، لاسيما ان المبادرة قد رسمت كل شيء وكلفت من يراقب أدائها.

وهنا أحذر كافة اللاعبين أنه وكما كان لصبر الشباب والاحزاب حدود تجاه النظام فإن لبطن الجائع قدراً محدوداً من الصبر، خاصةً أنه عرف طريقه خلال الظروف الحالية، غير أن ذلك الجائع حينها قد لا يدرك قيم السلمية ولن يقف أمام التسويات السياسية.

Ataqi2003@yahoo.com