رسائل إلى الزنداني وعلي محسن وآل الأحمر
بقلم/ وليد سلطان الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 9 أيام
الأحد 04 سبتمبر-أيلول 2011 11:40 م

منذ انطلاق الثورة الشبابية اليمنية أوائل فبراير من العام الحالي تداعت فئات الشعب للالتحاق بركب الثورة. حيث خلقت لهم أملًا جديدًا بمستقبل مشرق يمكنهم من تدارك ما يمكن تداركه من أزمات النظام الحالي وممارساته. ولكن هناك الكثير ممن يشكك بنوايا بعض الملتحقين بركب الثورة ومسارها. فنرى اتهامات تظهر للبعض هنا وهناك ونجد أناسًا لم ينخرطوا مع ركب الثوار وما زالوا مترددين ولم يعترفوا او يدعموا الثورة بسبب وجود مثل هؤلاء الملتحقين.

إن ما يجب على الجميع معرفته انه يجب تقديم المصلحة العامة العليا على اي مصلحة اخرى ومن مصلحتنا وجود كل شخص وانضمام كل شخص الى ركب الثورة؛ لأننا إذا نبذناهم لن يجدوا لهم ملجأ آخر سوى العودة والالتحاق بالنظام وسيكونون أشد شراسة في الدفاع والذود عنه.

ولكن هل يعني هذا أن الثورة تجب ما قبلها؟

قطعًا لا. الثورة قامت لإعادة المظالم لأهلها وإحقاق الحق والعدالة والمواطنة المتساوية بالمجتمع وإقامة دولة مدنية لديها فصل بين السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) وخاصة السلطة القضائية حتى يكون الكل تحت طائلة القانون وتتم محاكمة كل من أجرم بحق اليمن أرضًا وشعبًا.

رسالتي اليوم لبعض الشخصيات التي التحقت بركب الثورة أقول لهم وبكل صراحة ثورية أنه بسبب انضمامكم للثورة وجد الكثير ممن يشككون بثورتنا الشبابية ورفضوا الانضمام اليها بدواع مختلفة. منهم على سبيل المثال لا الحصر شباب من الحراك الجنوبي, وآخرون ممن التحقوا بالنظام وهم يعلمون أنه فاسد ولكن بسبب وجود هذه الشخصيات فضلوا النظام الحالي عليها, وآخرون من فئات الشعب وقفوا على الحياد خوفا من وجود هذه الشخصيات وغيرهم.

سأذكر بعض الشخصيات بالاسم, وأستسمحهم عذرًا بذكر أسمائهم ولم أذكرهم لأغراض شخصية ولكن المصلحة العليا للبلد في الوقت الراهن تقتضي هذا.

الأخ/ على محسن الأحمر – قائد الفرقة الأولى مدرع

أولا: أحب أن اشكر الأخ على محسن على موقفة الرائع والذي سيسطره التاريخ بحروف من ذهب إلى جانب من ساندوا الثورة وحموها وذادوا عنها في أحلك الأوقات, وقد عانى الأمرين من أجل حماية الثورة بعد انشقاقه عن النظام. ولكن هناك العديد من الاتهامات لشخص علي محسن الأحمر في كثير من الملفات والقضايا مثل: المجزرة التي ارتكبت بالناصرين في نهاية السبعينات, وفي حرب 94 عندما أطلق عليه اسم «علي كاتيوشا», وأيضا في حرب صعدة, وبعض الاتهامات التي تتهمه بنهب الاراضي.

ولقد سمعنا على عبدالله صالح دائما يقول: نهابو الأراضي التحقوا بالثورة وهو يعمم على أشخاص كثر انضموا للثورة.

طلبي من الأخ الفاضل على محسن الاحمر أن يستمر بحماية الثورة كما يفعل وله جزيل الشكر, ولكننا نريده أن يصدر بيانا واضحا من مكتبه أنه بعد نجاح الثورة إن شاء الله مستعد للتقدم لأي تحقيق ولن يكون محميا او فوق القانون.

إذا فعل هذا سيطمئن العديد من الأشخاص الذين لم ينضموا للثورة بسبب انضمامه لها.

الأخوة / أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمة الله عليه

تحية احترام لأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الذين ساروا على خطاه بالتصدي للظلم ولولا وقوفهم مع ثورة الشعب ما كانوا استهدفوا من قبل النظام ودك بيت الشيخ المرحوم. لن ينسى لكم الشعب مواقفكم البطولية كما عهدناكم دائما. ولكن ليست كل فئات الشعب تنظر لكم بنفس النظرة وأقولها بكل صراحة ولم اكن لاقولها لولا ان المصلحة الوطنية تقتضي هذا.

الاخ صادق الاحمر انت اعترفت بعظمة لسانك في تصريح لقناة الجزيرة انكم خضتم الحرب على اهلنا في صعدة وكان مغررًا بكم من قبل النظام واعتذرت عن ذلك ولكن هل مجرد الاعتذار كاف؟ وهل اعتذرت لإخواننا باليمن الجنوبي الحبيب عن حرب صيف 94؟ هذا إن كنتم آل الأحمر دفعتم بالقبائل وزجيتم بهم للقتال فعلا كما يتهمكم البعض.

الأخ حميد الأحمر سأكون صريحا معك إلى أبعد حد لأقول أنك من أكبر الدوافع التي جعلتني اكتب هذه المقالة وقد حاولت الاتصال بك ولم أتمكن لأطلب منك ومن إخوانك الذين ضربوا أروع الامثلة في البطولة والاخلاص للوطن ان تلتزموا بما قاله أخوكم صادق الأحمر انكم لم ولن تسعوا لأي منصب او مركز حتى في المجلس الذي سيشكل (وقد شكل) وكنتم جميعا أعضاء فيه فشكك البعض بمصداقية اقوالكم. وانت قلت بلقاء صحفي ان الشعب سيقبض على علي عبدالله صالح وسيحاكمه, فهل ستقبل ان تساءلوا او تحاكموا بعد نجاح الثورة؟ اذا كان جوابك نعم فأرجو ان تعلنوا ذلك واضحًا جليًا للجميع لتطمئن الأنفس.

أتمنى ان تستمروا بدعمكم المتواصل للثورة كما انتم ولكن بدون ان تحتكروها فقد قال الاخ صادق بن حسين الاحمر (الثورة ثورتكم ولن يسرقها احد منكم) فأرجو ألا توجهوا الساحات ولكن ادعموها معنويا. وجودكم معنا يعطينا زخما معنويا, ولكن ظهور الاخ حميد في بعض المقابلات وإدلائه بتصريحات نارية وكأنه الممسك بلجام الثورة هو ما شوّه ثورتنا والكثير بعد تصريحاته تركوا الثورة كما ان هناك من يقول لولا حميد لانضممنا للثورة.

وأخيرا أرجو من أولاد الشيخ الأحمر أن يعلنوا أنهم بعد نجاح الثورة على استعداد لأي مساءلة قانونية في اي قضية وأننا لن نضطر لخوض معركة مع قبيلة حاشد في حالة ما إذا أردنا التحقيق مع اي عضو من افراد العائلة الكريمة.

الشيخ عبد المجيد الزنداني

الشيخ عبدالمجيد الزنداني علم من اعلام علماء الدين سواء على الصعيد المحلي او العربي او الإسلامي له اسهامات شتى في العديد من المجالات ولكن كثر الكلام عن انه في حرب صيف 94 اصدر فتوى بتكفير إخواننا باليمن الجنوبي ورغم انه ظهر في احدى المقابلات التلفزيونية وأنكر هذه التهمة وشرح ابعاد التهمة, ولكن يجب أن يبرئ القضاء ساحته وهذه البراءة ستسجل له في التاريخ لتكون سيرته ناصعة البياض ونستطيع الدفاع عنه. وأما إذا كان مذنبًا فلتأخذ العدالة مجراها, فكل ما أتمناه من الشيخ عبدالمجيد الزنداني أن يعلن أنه مستعد لأي مساءلة او تحقيق حول فتواه المزعومة حتى يوصد هذا الباب للأبد ويرتاح إخواننا في الجنوب وهذا أقل ما يقدم لهم. وطبعا ليس فقط الشيخ عبدالمجيد ولكن الشيخ عبدالوهاب الديلمي يجب ان تبرأ ساحته من القضاء أيضًا. فأرجو من سماحة الشيخ أن يعلن انه مستعد للمساءلة والتحقيق في هذه القضية بعد نجاح الثورة. كذلك على هيئة كبار علماء اليمن ان تصدر بيانا تتبرأ فيه من تلك الفتوى المزعومة وتوضح ابعاد ما قيل عن تلك الفتوى وأنهم مستعدون ان يقدموا اي شيخ للتحقيق او المساءلة في هذه القضية بعد نجاح الثورة.

أريد ان اشكر كل من ساهم بالثورة الشبابية اليمنية للتغيير ولكن نريد ان نثبت للداخل قبل الخارج أن هذه الثورة ليست تصفية حسابات بين على محسن وعلى عبدالله صالح وليست تصفية حسابات بين حميد الأحمر واحمد على عبدالله صالح. نريد أن نثبت انه ليس كل من لحق بركب الثورة جب ماضية خصوصا من تعلق ماضية بدماء الشعب اليمني.

إخواني الواقفين على الحياد وإخواني المشككين بمصداقية الثورة اقول لكم لا يوجد احد فوق القانون مهما كان وبعد الثورة القانون سيطبق على الكبير والصغير على الجنوبي والشمالي على الرجل والمرأة بالتساوي والعدل سنكون متساوين بالمواطنة وامام القضاء ان شاء الله, ولهذا قمن بالثورة ولن نضطر لخوض ثورة اخرى ضد من اشتركوا بالثورة الحالية. ولذا نطالبهم اليوم بإصدار هذه البيانات والتصريحات وانهم مستعدون للتحقيق معهم حتى لا نضطر للثورة من جديد.

ملحوظة: خوف الكثير من الناس من وجودكم بالثورة هو ما يمنعهم من الالتحاق بها. أعلنوا أنكم مستعدون للمساءلة وسيلحق بركب الثورة الكثير ممن وقفوا على الحياد او شككوا في مصداقيتها وهذا سيساعدنا بالحسم الثوري الذي نطمح له.