الجرادي ومواقف الإصلاح … قراءة تحليلية
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: 6 ساعات و 43 دقيقة
الخميس 19 سبتمبر-أيلول 2024 06:23 م
 

تحتاج اليمن في اللحظة التاريخية الفارقة التي يمر بها والمخاطر التي تحاط به الى قيادات سياسية ذات وعي واخلاص وطني كبير وايمان لا يتزعزع بعدالة القضية الوطنية واستعداد كبير للتضحية والبسالة في خوض معركة الكرامة الوطنية بابعادها ومستوياتها المختلفة وان تكون ذات مستوى رفيع في الفهم للتاريخ الوطني وادوات ومحددات الصراع التاريخية وادراك للواقع المعاش بكل تعقيداته وتشعباته وزوايا النظر المتعددة وان تملك قدرات عالية وخيالا سياسيا ناقدا وافقا وطنيا واسعا ومنهجية تحليلية واقعية .

 

في ذكرى تاسيس التجمع اليمني للاصلاح تناول الكثير دور وانجازات الإصلاح والتحديات والاخفاقات التي صاحبت مسيرته خلال اكثر من ثلاثة عقود بعمر دولة الوحدة المباركة التي اقترن أنشاؤها بالمسار الديمقراطي التعددي وتم تناول ذلك من زوايا نظر مختلفة واراء متعددة اشاد الكثير بالمناسبة بمحبة صادقة والقليل برؤية غير منصفة وبعيدة عن الحقيقة .

 

 من اكثر تلك الرواء المنهجية والواعية المدركة لطبيعة المرحلة والحريصة على وحدة الصف الجمهوري والمحددة البوصلة الوطنية بشكل دقيق واتجاه مباشر نحو المعركة الوطنية ضد الامامة وضرورة استعادة الدولة هي التي جسدها الصحفي والكاتب السياسي والقائد الحزبي الناجح الاستاذ علي الجرادي

رئيس دائرة الاعلام والثقافة بالتجمع اليمني للإصلاح 

وبقراءة تحليلية وعرض منهجي لتلك التناولات التي تمثل رواء وتوجهات وسياسات الاصلاح يمكن عرضها وفقا للمحاور الآتية :

 

المحور الاول:

الثوابت الوطنية ( النظام الجمهورية والثورة السبتمبرية )

 

تفرد الجرادي في كل مقابلاته بالبدء في تناول الجذر الجامع والاصل الاصيل الذي يتشبث به كل اليمنين والخالد في وجدان الارض والانسان اليمني النظام الجمهوري وثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وربط تاسيس الاصلاح بالجمهورية وجودا وعدما زمان ومكانا واعتباره أداة من أدوات الجمهورية والوحدة والدولة حيث قال :

" أن شهر سبتمبر، شهر ميلاد الثورة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية وميلاد التجمع اليمني للإصلاح، هذا الاقتران المبارك يجسده اليوم الإصلاح كونه حزب الجمهورية والوحدة الوطنية بامتياز، وحاجز صد في وجه الإمامة والكهنوت والعنصرية بنسختها الجديدة الأسوأ، التي يراد لها أن تُفرض على اليمنيين."

" يقف الإصلاح في مقدمة الصفوف مع كل شركائه اليمنين لاستعادة الجمهورية باذن الله سبحانه وتعالى "

 

المحور الثاني:

 

المعركة الوطنية واستعادة ألدولة 

 

1- مركزية استعادة الدولة والنظام الاتحادي .

 

 قضايا الوطن في النظرية السياسية للإصلاح مقدمة على مصالحه الحزبية وحاجته التنظيمية لانها اساس تكوينة وجوهر نظامه الاساسي وبرنامجه السياسي في طليعة القوى الوطنية التي تناضل لاستعادة الدولة

وضمن الأهداف الاستراتيجية للإصلاح في المرحلة الراهنة هي مركزية أستعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي التعددي وفقا لما تراضى عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهي أستراتيجية واضحة ومحددة المعالم وقضية نضالية قدم من اجلها الاصلاح تضحيات جسام وهو ماطرحه الجرادي باسلوب سياسي راقي وبلغة سلسلة واضحة المعاني والدلالات حيث أكد أن :

 

 "المستقبل ملك لأبناء الشعب اليمني، وأنه رغم حالة الضعف والتغول الخارجي، سيتعافى اليمن ويخرج من محنته إلى بر الأمان ويقود أبناؤه سفينتهم بقرارهم الوطني المستقل، وفق كرامتهم الوطنية ومصلحتهم الوطنية، مهما حاولت إيران أن تجعل من اليمن منصة إطلاق لتنفيذ أهدافها وإقلاق المنطقة، ومحاولة أن يكون اليمن فوهة بندقية."

 

ودعا رئيس إعلامية الإصلاح، الشعب اليمني إلى الاستمرار في العمل وعدم اليأس، والعمل على تجاوز مرحلة الإعاقة ومرحلة الضعف بمزيد من الأمل والعمل وحتى الرقابة والمحاسبة دون التوقف أبداً عن العمل من أجل الهدف الذي يسعى إليه الجميع وتم قطع شوط كبير فيه. 

يؤكد أن:

" القضايا العادلة لا يتجاوزها الزمن وان مطلب اسقاط المليشيات ومطلب مركزية ألدولة القانونية والشرعية اليمنية ومؤسساتها ومطلب القاء السلاح مطالب ثابته "

  

2- خطورة المليشيات الحوثية على اليمن 

عنما خاض الاصلاح بكل قوته المعركة ضد الكهنوت تحول الى مشروع وطني مقاوم وكتلة شعبية فادية بهوية يمنية خالصة معتزة بذاتها وكرامتها الوطنية شكلت اهم روافع المشروع الوطني الجامع

  

 ضمن مسيرته السياسية وفي كل ادبياته وبرامجه حدد الاصلاح بوضوح ودون اي مواربة وجوب مواجهة اخطار ، عودة الإمامة ومخلفاتها ووقف ضد كل دعوات الاستعلاء والخروج على ثوابت وقيم ودستور الجمهورية واهمها المساواة الحقوق والحريات والواجبات لكل ابناء ألشعب

وعن طبيعة العدو وأهدافه التدميرية وارتهانه للقوى الخارجية 

يصف الجرادي الحوثي بانه بندق بيد ايران مستعرضا ما قامت به المليشيات من جرائم بحق الشعب ومشيدا بصمود وتضحيات ألشعب اليمني وما حققه من انتصارات في معركته الوطنية مع المليشيات الطائفية وسنورد هنا مقتطفات من اقوال رئيس إعلامية الإصلاح نصا :

 

" اشاد الجرادي بصمود الشعب اليمني طيلة هذه السنوات العشر من الانقلاب والحرب الحوثية، مشيراً إلى أن الشعب في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي يطالب بتحريره.

وأوضح أن المليشيا الحوثية تنظر للمجتمع اليمني على أنه مجتمع مغاير، لا ترى فيه صورتها لذلك تعمل على سحقه وتغييره. واستعرض الجرادي ما يعانيه اليمنيون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية، التي تذيق اليمنيين العذاب والقهر والاستبداد، وتنظر لهم كرعايا، مضيفاً: "ومع ذلك أن أكثر من 80% من الأرض اليمنية تحت سيطرة الشرعية اليمنية، ومع ذلك الجميع متفق على أن الحوثي خطر وجودي في هذه اللحظة".

وعن العملية السياسية ومفاوضات السلام المتعثرة، استبعد الجرادي إمكانية الوصول إلى سلام مع تلك المليشيا، مؤكداً أن الحوثي لن يرض بالسلام ما لم يتم كسره عسكرياً حتى يخضع للسلام، حتى لا تبقى مليشيا الحوثي تهديدا ليس لليمن فقط ولكن للجيران أيضاً. وأوضح أن الحوثي يرى في السلام تكتيك حربي وباب من أبواب تحصيل الأموال ومحاولة تحييد التحالف العربي لأنه يتوهم أنه ممكن يستفرد ببقية القوى والجغرافيا اليمنية وهو وهم وقد جربه خلال السنوات الماضية.

وعن ادعاء مليشيا الحوثي نصرة القضية الفلسطينية وغزة، قال رئيس إعلامية الإصلاح، إن "المليشيا تستخدم فلسطين وغزة كممسحة تمسح بها دماء اليمنيين الذين قتلتهم". ولفت إلى أن عمليات المليشيا في البحر الأحمر وخليج عدن وتهديدها للملاحة الدولية بحجة محاربة المصالح الإسرائيلية، قد أضرت باقتصاد اليمن وأثرت على معيشة اليمنيين وأقواتهم

 

المحور الثالث : 

دور ومكانة الإصلاح ومواقفه الوطنية 

قدم الجرادي رؤية فلسفية ونضالية لدور ومكانة الإصلاح مشيدا بتضحيات الحزب في المعركة الوطنية حيث قال :

 

" أن الإصلاح يمثل العقلية الوطنية التي تنفع للسلام والاستقرار والبناء وللعمل الوطني، لافتا إلى أن العقليات المازومة سواء كانت جغرافية أو سلالية أو عرقية لا تنفع أن تبني الأوطان."

  

" الاصلاح حزب الجمهورية وحزب الوحدة الوطنية بامتياز 

اذ يتواجد هذا الحزب من المهرة الى صعدة ومن الشرق الى الغرب وبين كل فئات المجتمع اليمني بما يجسده من حالة موضوعية كوحدة موضوعية على كامل التراب الوطني وتجاوز كافة الدعوات العنصرية والسلالية والمذهبية ودعوات التفتيت ويعتبر بحق بحجم هذا البلد من هذا المنظور يعتبر من اهم الاحزاب والروافع الوطنية والسياسية في هذه اللحظة محتفظا بتماسكه كحزب واحد وموحد رغم الاستهداف الذي طاله"

 

الاصلاح لا يزال وسيظل باذن الله سبحانه وتعالى هو الرقم الاهم والفاعل في الساحة اليمنية ونحن نحتفل بالحزب بإعتباره اداة من ادوات الجمهورية والوحدة "

 

المحور الرابع ؛

المنظومة السياسية الوطنية 

يرى الجرادي اهمية الحفاظ على المنظومة السياسية والاحزاب وان البديل سيكون البندقية والقوة العسكرية وكل تشكيلات ما قبل الدولة الطائفية والعنصريه والمناطقية وان بديلها الافضل والمناسب والامن هو الحياة السياسية والتعددية السياسية وان الاحتفاء بالاحزاب هو احتفاء بالسياسة 

1- القضية الجنوبية 

وبشأن القضية الجنوبية، فقد اعتبرها الجرادي مفتاح حل أساسي للقضية اليمنية برمتها، موضحاً أن كل القوى السياسية تتفهمها، وهناك حوارات تجري من أجلها، والمجلس الانتقالي اليوم موجود وممثل في مجلس الرئاسة والحكومة وبقية مؤسسات الدولة اليمنية.

وقال الجرادي: "الفوضى لا تنتج وحدة ولا انفصالا، لن تكون هناك وحدة ولا انفصال من دون وجود دولة، لا بد من النضال من أجل استعادة الدولة، وفي ظل الجمهورية اليمنية لا شيء يمنع إجراء نقاش وحوار سياسي جديد لمناقشة هذه القضية، لكن الأهم الآن هو استعادة الدولة، وأي مشروع تقسيم الآن سيتوالد، وإذا تحولنا إلى مناطق ضعيفة من السهل التهامنا من قبل الغير".

 

مؤسسات الشرعية

وحول إنجازات وإخفاقات مؤسسات الشرعية والتحديات أمامها، أشار الجرادي إلى أن

" أوجه القصور وبعض الأخطاء في بعض أعمال وممارسات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، غالباً ما تقابل أيضاً بتضخيم إعلامي غير مناسب، على حساب النجاحات والإنجازات الملموسة التي لا تحظى بنفس الاهتمام."

وشدد على ثلاث خطوات يمكن أن تسهم في تحسين وتطوير قدرات مؤسسات الشرعية هي: عودة مجلس القيادة ومؤسسات الدولة إلى الداخل، والبحث عن موارد وتنميتها، والاهتمام بالجيش والأمن وتوحيد القوات مع الاهتمام بمستوى معيشتهم ومعيشة المواطنين. 

  

التكتل الوطني 

 

 يقدم الإصلاح المشتركات الوطنية ، ويوسع من دائرة الحوار مع شركاء الوطن المؤمنين بالنظام الجمهوري والدولة الاتحادية وينسى وزنه واستحقاقاته لصالح خلق توافق وطني وتشكيل كتلك وطنية تاريخية لاستعادة الدولة .حيث اكد إن :

أمام اليمنيين اليوم عدو وجودي وخطر حقيقي يهدد الجمهورية، وعلى الأحزاب التي تؤمن بالجمهورية والعمل الوطني والسياسي أن تعمل من أجل تخليص اليمن من هذا الخطر. �ولفت الجرادي إلى أنه لا بد من النضال من أجل استعادة الدولة والجمهورية، وأن بقاء الحوثي خطر يهدد كل شبر في الجمهورية اليمنية في الشمال والجنوب.

وشدد على ضرورة أن تتجاوز كل الأحزاب والقوى الوطنية الماضي بكل آلامه وجراحه، وأن يكون الماضي بالنسبة لها عبارة عن درس وعبرة، تستفيد بأن الشقوق التي حصلت في الصف الوطني هي التي تسلل منها أعداء الجمهورية. �

 

المحور الخامس :

التحالفات الإستراتيجية اليمنية 

 

وعن العلاقة مع المملكة العربية السعودية، أوضح الجرادي

" أن الإصلاح هو الحزب الوحيد الذي نص في برنامجه السياسي على علاقة إيجابية مع المملكة، وكان رئيس الإصلاح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رحمه الله عليه، على علاقة مميزة بالمملكة العربية السعودية، مضيفاً: "نحن أيضاً نعتقد أن لدينا علاقة تحالف مميزة معها الآن.. نحن حلفاء".

ولفت الجرادي إلى الروابط المتينة التي تربط اليمن بالمملكة، قائلاً: "نحن لا نبحث عن بدائل، فالجغرافيا لها منطقها وهناك روابط الجوار والثقافة والامتداد والتداخل، أنا لا يمكن أن أستورد جيراني كما أن المملكة أيضاً لا تستطيع أن تستورد جيرانها".

واستطرد: "نحن مع علاقة مميزة بالمملكة ونسعى أيضاً إلى تطويرها أكثر وكذلك مع بقية أشقائنا في الجزيرة العربية والخليج وبقية الدول العربية والصديقة، ونريد أن نُمتّن هذه العلاقات بما يخدم بلادنا ومؤسساتها وجمهورنا واستقرارنا".

 

وختاما فان ما يميز الإصلاح انه خزان بشري للكفاءات ومدرسة وطنية للنضال 

ويعد الاستاذ الجرادي من افضل وانزه الكوادر القيادية للإصلاح والذي يملك قدرة تحليلية وسياسية كبيرة واستاذ متمرس ومدرسة صحفية واعلامية متفوقة وقادرة على توجيه الرأي العام وصناعة التحالفات الوطنية الناجحة.

حفظ الله اليمن .