المليشيات تعتقل صحفي في صنعاء نشر مقالاً أغضب زعيمها..ماذا شاهد في ميدان السبعين ؟ توكل كرمان تقود معركه شرشة دفاعا عن غزة امام القمة العالمية 19 للحائزين على جائزة نوبل موسكو تحذر الغرب من عواقب كارثية أشهر الجامعات في جمهورية المكسيك تكرم الناشطة الدولية توكل كرمان محافظ تعز يكشف عن فعاليات ثقافية ووطنية متنوعة لمواجهة الإمامة ورفض مشروعها المحافظات المتوقع ان تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الساعات القادمة دولة عظمى تعلن عزمها افتتاح سفارتها في جنوب اليمن مفاجئات جديد بشأن أجهزة اللاسلكي التي انفجرت بحزب الله في لبنان صنعاء.. الحوثيون يختطفون الكاتب المياحي ويقتادونه لجهة مجهولة واشنطن تكشف عن مساع روسيا لتسليح مليشيا الحوثي وتصف الوضع بـ ''المقلق للغاية''
عصابة الحوثي في اليمن تعرف أن اليمنيين –بلا استثناء ولا حدود- يرفضون الاحتلال الإسرائيلي، ويقفون ضد عدوان الآلة العسكرية الإسرائيلية على أهالي غزة، مع ذلك تصر هذه العصابة العنصرية على وصف ملايين اليمنيين الرافضين لها باليهود والصهاينة.. لكن لماذا هذا الإصرار؟ وما أهدافه؟ ومتى بدأ استخدام وصف "يهودي" ضد اليمنيين؟! هل هو متعلق بالحرب الأخيرة في غزة؟ هذا ما سأجيب عنه بإيجاز في هذه الأسطر.
بعد سيطرة الحوثي على صنعاء وبعض المحافظات وأثناء ما شعرت هذه العصابة أنها ملكت القوة القادرة على إخضاع رقاب اليمنيين لها، ظهر القيادي الحوثي ومالك قناة الهوية التلفزيونية محمد العماد في بث مباشر ليشتم اليمنيين الرافضين لعصابته، ومما قاله في سياق السخرية والذم: إن القبائل الحميرية مجرد يهود. قال: أقسم بالله لم نعد نعرف من نناقش.. لا ساستهم رجال.. مشائخهم لم يعودوا رجال.. شبابهم الإعلاميين لم يعودوا رجال". ثم يواصل "لكن فعلًا، هم يقولون بأنهم حميريين يهود.. ما هو الفرق بينهم وبين اليهود؟ هم حميريون فعلا. اذهبوا لمشاهدة أجدادهم في إسرائيل... سيصلون إلى تل أبيب.. يذهبون عند أصولهم". إلى أن يقول: "شغلتونا حميريين حميريين، لكن فعلا أنتم حميريين العرق.. عرق يهود ليس فيكم شرف، ولا فيكم كرامة، ولا فيكم عزة (...) حميريين جالس العرق بيدق، الذين جالسين تدخلوهم من أيام عفاش (علي عبدالله صالح رحمه الله) عرق اليهود". الفيديو منشور في مواقع التواصل الاجتماعي.
إن وصف اليمنيين باليهود والصهاينة حدث قبل أحداث غزة ونتيجة رفض اليمنيين لسطو الحوثيين على مؤسسات الدولة في صنعاء. لكن لم تكن هذه هي البداية، فهذا السلوك امتداد لثقافة وفكر متوارث؛ لأن من يقرأ كتب التاريخ سيجد أن عملية وصف اليمنيين باليهود أقدم من ذلك بكثير، والشواهد كثيرة.
ففي العام 1848 كانت إب تعاني جراء حكم الأئمة العنصري (أجداد الحوثيين)، وهذا ما تسبب في إشعال ثورة يمنية بقيادة القائد العالم الفقيه اليمني سعيد بن صالح ياسين العنسي الذي جمع المظلومين والفقراء وسار بهم محررًا العديد من الأراضي اليمنية. ولكي يبرر محمد بن المتوكل حربه ضد ثورة المناطق الوسطى في اليمن، أطلق على الثائر الفقيه سعيد ياسين اسم "سعيد اليهودي"، وكل من أيدوه يهود بطبيعة الحال..!
كل من كان يقف ضد الحكم الإمامي الذي يحصر حكم اليمنيين في البطنين وفق خرافة الولاية العنصرية يعدُّ في نظرهم يهوديًّا أو كما يقال اليوم (صهيونيا) بهدف تبرير استهدافه والقضاء عليه.
وعندما يصف الحوثيون أحرار اليمن بأنهم يهود وصهاينة اليوم، فإنهم يسيرون على نهج مرجعهم الديني الثاني من حيث الأهمية وهو عبدالله بن حمزة الذي افترى على رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- حديثًا مكذوبًا ليعزز فكرته المزعومة، حيث ادعى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: "من حاربني في المرة الأولى، وحارب أهل بيتي في المرة الثانية، كان من شيعة الدجال". ثم قال عبدالله بن حمزة مفسرًا هذا الحديث المكذوب: "وشيعة الدجال هم اليهود". (مجموع مكاتبات الإمام عبدالله بن حمزة 561-614هـ، تحقيق عبدالسلام عباس الوجيه، ص350).
إذن، عندما يصف الحوثيون أحرار اليمن باليهود والصهاينة، فالأمر لا يتعلق بأحدث غزة وفلسطين إجمالًا، بل وصف يهودي صهيوني يطلق على كل يمني يرفض تأييد حكم هذه السلالة العنصرية اليوم، وهي أوصاف يطلقونها لتشويه صورة وسمعة من توجه إليه، وإسكات من يناصره، والتبرير لكل جريمة يرتكبونها.
وعندما يصرخ الحوثيين "ال ل ع نة ع ل ى الي ه و د"، فإنما يقصدون اللعنة على كل يمني جمهوري يرفض حكم الإمامة ومشروع الخميني في شبه الجزيرة العربية، ويعلنون بذلك إباحة دمه وماله ومصادرة حقوقه وممتلكاته.