آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

تحية إجلال .. إلى أحرار تونس ..!
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
السبت 15 يناير-كانون الثاني 2011 06:39 م

هُنا البراكين هبت من مضاجعها * * تطغي وتكتسح الطاغي وتلتهمُ

هنا العروبة في أبطالها وثبتْ * * هنا الإباءُ .. هنا العلياءُ .. هنا الشممُ

إن القيود التي كانت على قدمي * * صارت سهاماً من السجان تنتقمُ

إن الأنين الذي كنا نردده سراً * * غدا صيحة تُصْغي له الأممُ

والحق يبدأ في آهات مكتئب * * وينتهي بزئير ملؤه النقمُ

لكأني بشعب تونس ، وبكل أحراره اليوم يرددون ويجسدون هذه الصرخات الثائرة لأبو الأحرار الزبيري ، شاعر اليمن الثائر ويطلقونها قنابل في وجه الظلم والظالم ، والسجن والسجان .

فلم يكن لأحد أن يصدق أن شاباً تونسياً واحداً اسمه \\\" محمد البوعزيزي\\\" هومن أشعل فتيل كل هذه الثورة العارمة ، التي عمّت كل أرجاء تونس خلال الثلاثة الأسابيع الماضية ، وذلك حين أقدم على إحراق نفسه وإشعال النار على جسده بعد تعرضه للإهانة من قبل أجهزة القمع التونسية ، ومنعه من مزاولة بيع الخضار\\\" مصدر دخله الوحيد \\\" في إحدى أسواق محافظة بو زيد مسقط رأسه ، لتنتفض بعدها ثورة الغضب وثورة الجياع ، المسحوقين - كباقي شعوب المنطقة العربية - ، والتي هزت العرش تحت أقدام واحد من الطغاة \\\" وما اكثرهم \\\" في عالمنا العربي ، وأجبرته قسراً على الرحيل بعد 23 عاماً من القهر والقمع والإذلال لشعب تونس الأبي والحر، ولكن لا عجب لهذا الشعب الذي تشرّب حتى الثمالة صرخة ملهمه وشاعره \\\" أبوالقاسم الشابي \\\" الشاعر التونسي المعروف حين قال:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة * * فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي * * ولا بد للقيد أن ينكسر

أبارك في الناس أهل الطموح * * ومن يستلذ رُكُوب الخَطرْ

وألعنُ من لا يُماشي الزمان * * ويقنعَ بالعيشِ ، عيش الحجرْ

إن أحفاد \\\" أبو القاسم الشابي \\\" من احرار تونس يسطرون اليوم بدمائهم الزكية ملحمة فجر جديد ، تشرق فيه شمس الحرية المغتالة طوال 23 عاماً في سراديب السجّان المظلمة ، ويُعلِّمون بقية الشعوب العربية \\\" التواقة للحرية \\\" درساً تاريخياً في كيفية \\\" ركل \\\" الطغاة ، وفي فضحهم وتعريتهم ، وأنهم ليس سوى دمى جوفاء تتساقط لمجرد صوت هادر هنا أو هناك تطلقه حناجر مكلومة ساعة الغضب .

كم تراءيت لي صغيراً .. يا \\\" صاحب الفخامة الزائفة \\\" وأنت تتعرى أمام شعبك في خطاباتك الثلاثة قبل الرحيل ، ثم في فرارك كـ \\\" الجرذ \\\" الأجرب هارباً في ظلمة الليل ، تلاحقك لعنات شعبك ، وتطاردك دماء الأحرار من أبناء جلدك .

كم بديت لي صنماً هشاً وأجوفاً بلا حول ولا قوة ، ترعبك صيحات الحناجر المزمجرة التواقة لفجر الحرية ، وهدير الشارع الملتهب الغاضب ، وهكذا هو حال كل طاغية تمادى في التنكيل بشعبه والعبث بمقدراته .

تُرى إلى قبلة توجهت؟! ، وإلى أي سيد من أسيادك قد طلبت اللجوء ؟! ويا تُرى كم قد بلغ حجم ثروتك وعائلتك في بنوك أوروبا والتي ظللت تنهبها من خيرات شعبك ومقدراته طوال فترة سطوتك.

على كل حال .. ليس بوسعي في هذا المقام سوى تقديم شكري وامتناني لفخامتك ، فقد اهديت لنا ولكل شعوب المنطقة العربية نموذجاً ، كم تاقت نفوسنا لرؤيته يتهاوى كجذع نخل خاوية ، وكبيت خرب تصدأت وتآكلت كل أعمدته التي كانت تتراءي للناظر ذهبية ، وهي من الداخل قد نخرتها السوس ، وبرهنت لنا عملياً كم هي \\\" اصنامنا \\\" العربية ، ضعيفة وهشة ، وعارية ومهترئة ، وأنه قد حان الوقت لكل النفوس التواقة لفجر الحرية ، ان تخذو حذو الأحرار من ابناء تونس ، وتشعل جذوة اخرى لثورة عربية تمتد \\\" دون هوادة \\\" من المحيط إلى الخليج .

أخي جاوز الظالمون المدى فحُق الجهاد وحُق الفدى

أنتركهم يغصبون العروبة مجـد الأبوة والسؤددى

وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدى

فجرد حسـامك من غمده فليس لـه بَعْـدُ أن يُغمدا