آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

بركان القهر في صدور اليمنيين
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: 3 ساعات
الجمعة 31 يناير-كانون الثاني 2025 08:22 م
 

التاريخ مليء بشعوب تعرضت للقهر من قبل أنظمتها الحاكمة، حيث استخدمت القوة لقمعها وإخضاعها. واليوم، يعيش اليمنيون قهرًا مزدوجًا، أحدهما يأتي من بطش المليشيات الإيرانية الحوثية التي تحتل أجزاء واسعة من البلاد، والآخر أشد وأقسى، يأتي من الخذلان الذي تمارسه الشرعية ونخبها السياسية والعسكرية. فكيف لشعب يعاني الاحتلال والخذلان معًا أن يتحمل كل هذا الظلم؟

 

يزداد قهر اليمنيين حين يجدون أنفسهم يدفعون ضريبة فشل قيادات الشرعية بكل مكوناتها. فعلى المستوى العسكري، لا يمكن لعقل أن يستوعب كيف تمتلك الشرعية قوة عسكرية ضخمة قادتها اعضاء في مجلس القيادة قادرة على سحق مليشيات الحوثيين، لكنها تبقى عاجزة عن الحسم. كيف يمكن لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذين هم أنفسهم قادة مكونات عسكرية، أن يفشلوا في توحيد قوتهم مع الجيش الوطني؟

 

•• التناقض القاتل: قوة قادرة على الحسم لكنها مشلولة بالإرادة

 

كل الوقائع تثبت أن قوات الجيش الوطني والمقاومة والمكونات العسكرية التابعة لمجلس القيادة، لو توحدت، لشكّلت قوة ضاربة تفوق الحوثي أضعافًا مضاعفة في العدد و العتاد ويفوقون المليشيات في الخبرة القتالية التي تمتلكها هذه القوات، لكن مايحول دون تحقيق ذلك هو انعدام الإرادة السياسية ووحدة الصف . فيما مليشيات الحوثيين يحشدون كل طاقاتهم للسيطرة والبقاء، بينما قيادات الشرعية تعيش حالة من التشرذم والخلافات الغير مبررة سوى انها رغبة أطرافا خارجية وكأنها لا تدرك أن الوقت ليس في صالحها، وأن كل يوم يمر يزيد الشعب قهرًا وألمًا.

 

كيف يشعر المواطن اليمني حين يرى أن قادته العسكريين، الذين يملكون الجيوش والسلاح والتأييد الشعبي، لا يستطيعون اتخاذ قرار واحد لإنهاء الاحتلال الإيراني؟ كيف يمكن لعقل أن يستوعب أن هؤلاء القادة يفضلون المناصب والمصالح الشخصية على تحرير وطنهم؟ 

 

•• الخذلان العسكري = المزيد من الجوع والدمار

 

هذا التخاذل لم يعد مجرد أزمة سياسية، بل أصبح كارثة إنسانية يعيشها الشعب في كل تفاصيل حياته. عشر سنوات من العذاب والمعاناة، حتى وصل الحال إلى أن يموت الأطفال جوعًا بينما الشرعية عاجزة عن اتخاذ خطوة حاسمة. هل يُعقل أن يكون الحل لكل هذا القهر قريبًا جدًا وفي متناول اليد لكن اعضاء مجلس القيادة ومكونات الشرعية وتخاذلهم هم من يرفضون التحرك لإنهائه؟

 

لو قرر مجلس القيادة توحيد جهوده، لكان اليوم هناك وطن محرر ومستقر وعاصمة تحتضن كل الشعب دون تفرقة عنصرية وطائفية وعملة موحدة، رواتب تُصرف، كهرباء لا تنقطع، ملايين النازحين يعودون إلى ديارهم، والمختفون قسرًا يلتقون بعائلاتهم. لكن بدلاً من ذلك، يختارون الطريق الأسهل: البقاء في دائرة الخلافات التي يصنعها لهم الآخرين بينما الشعب من المهرة حتى صعدة يدفع الثمن ، 

 

•• مشاهد القهر اليومية… والانفجار القادم

 

يستيقظ المواطن اليمني كل يوم على مشاهد من قهر لا تنتهي. انهيار العملة وارتفاع الأسعار جعل الحياة جحيمًا، لكن لا أحد في الحكومة الشرعية يكترث. انقطاع الكهرباء، انعدام الوقود، توقف الخدمات الأساسية… كلها أزمات تتراكم دون أن يجد المواطن من يتحمل المسؤولية.

 

لكن أكثر ما يزيد القهر تعمقًا في النفوس هو عندما يشاهد اليمني انتصارات الشعوب الأخرى:

 

السوريون يحتفلون بطرد الاحتلال الإيراني، واليمني يتساءل: لماذا لم ننتصر بعد؟

السودانيون يحققون انتصارات متتالية ضد المليشيات، واليمني يصرخ في داخله: أين قيادتنا ؟ اين قادة الجيوش الممثله في مجلس القيادة ؟ لماذا يترك الشعب وحده ؟

وكأن هذا الشعب كُتب عليه أن يكون استثناءً، أن يبقى وحده في معاناته، رغم امتلاك كل أسباب النصر الناجز ورفع كل المعاناة وفي وقت قياسي 

 

•• المصالحة بين أدوات القهر… أقصى درجات الإهانة

 

ومع كل هذه المعاناة، بدلًا من اتخاذ قرار الحسم، يتحدث قادة الشرعية عن "الحوار" و"خرائط الطريق" و"التسويات السياسية"! كيف يمكن للشعب أن يقبل بسلام بين أدوات قهره؟ بين من قهره بالسلاح، ومن قهره بالخذلان؟ كيف يمكن أن يكون الحل في تقاسم النفوذ، بينما الحل الحقيقي واضح وجلي: إرادة عسكرية موحدة تسحق الحوثيين، وتنهي الاحتلال الإيراني إلى الأبد!

 

لكن هؤلاء القادة اختاروا الطريق الأسهل: إطالة أمد المعاناة، وإبقاء الشعب في دائرة القهر، بدلًا من خوض معركة التحرير الحاسمة ،

صناعة التحولات التاريخية تصنعها ارادة قائد يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، يجيد اقتناص فرص المتغيرات الاقليميه والدولية لتحقيق النصر 

 

•• قبل انفجار البركان

 

لقد صبر الشعب اليمني أكثر من أي شعب آخر. صبر حين جاع. صبر حين ظُلِم. صبر حين قُتِل أطفاله، وهُدِمَت منازله،وتم تهجيره وسُرِقت أحلامه. لكنه اليوم لم يعد قادرًا على الصبر فقد ضاق الصبر من صبرة لم يعد في القلوب متسعٌ لمزيد من القهر. لم يعد في العيون قدرةٌ على ذرف دموع أخرى.

 

السحب السوداء فوق رؤوسكم ليست ضبابًا… بل دخان بركان. بركان… بركان… بركان… ينتظر اللحظة التي سينفجر فيها، وعندها لن يكون هناك مهرب لمن خذلوا هذا الشعب!