حسين حازب في مواجهة إلتزامات الجوف
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 16 يوماً
الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2008 08:50 ص


 
حسين حازب محافظ محافظة الجوف، لم يمض على تعيينه ربما أقل من شهرين ـ حسب قوله ـ يعد حالياً صورة شاملة عن المحافظة بمشاكلها وهمومها واحتياجاتها.. 

وقال في حديث لصحيفة «الجمهورية» : لا أريد الاستباق في طرح الوعود والمبالغة في الحديث عن المشاريع التنموية، في وقت نحن بأمس الحاجة إلى العمل الجاد والأداء الفاعل لما من شأنه تنمية البنية التحتية في المحافظة, 143كيلو متراً مسافة تفصل محافظة الجوف عن العاصمة صنعاء الواقعة إلى الشمال الشرقي منها..

يقطع الزائر الرحلة إليها مسافة تقدر بنحو ثلاث ساعات..يكتنف الرحلة بعض المخاوف لكثرة المطبات فيها من منطقة مفرق الجوف وحتى مدينة الحزم عاصمة المحافظة.

فعدد سكانها يتجاوزون «460 ألف نسمة» يعتمدون في حياتهم المعيشية على الزراعة والرعي.. خلال أقل من سنتين فقط تعاقب على قيادة هذه المحافظة ثلاثة محافظين ورحلوا عنها وبقيت الجوف هي الجوف كما هي عليه قبل شهر تقريباً أسندت مهمة قيادة هذه المحافظة إلى الشخصية البارزة الأخ حسين حازب والذي كان يشغل سابقاً مديراً عاماً لمكتب التربية والتعليم بمحافظة صنعاء. المحافظ حازب خلال لقائه مع الجمهورية كان شفافاً ولكنه كان أيضاً متحفظاً بقدر الشفافية نظراً لعدم معرفته الكثير عن محافظة الجوف بحسب قوله...رغم هذا كله إلا أن هناك الكثير من التحديات بانتظاره فهل سيكون الورقة الرابحة للقيادة السياسية في إدارة هذه المحافظة الحوار التالي يوضح الكثير من القضايا والمواضيع:

الجوف أرض واعدة بالخيرات

كيف وجدتم الجوف المحافظة والإنسان؟ وماهي أبرز أولوياتكم خلال المرحلة المقبلة؟

في الحقيقة لقد وجدت الجوف أرضاً طيبة..أرضاً معطاءة..أرضاً واعدة بالخيرات، ووجدت إنسانها إنساناً طيباً..وطنياً..غيوراً..إنساناً تواقاً للتنمية والهدوء والراحة والطمأنينة والاستقرار وقابلاً لأن يتعامل مع المستجدات ومع التنمية..لقد وجدت إنسان الجوف عكس ما يقال عنه.. كما أنه أيضاً مما يؤسف له أنه تكونت ثقافة مغلوطة لدى الناس «لدى ابن الجوف ولدى غيره» بأن هذا هو الجوف وهذه هي اشكالياته.. والحقيقة أن الإنسان عندما يدخل في أعماق إنسان الجوف يجده شيئاً آخر وأنا بصراحة متفائل جداً بإنسان الجوف فهو السند الأول لي كمحافظ في تحريك عجلة التنمية وفي مواجهة بعض الاشكالات والصعوبات الموجودة.

تحريك عجلة التنمية

وأضاف: طبعاً من أولوياتنا التي سنعمل على تحقيقها خلال المرحلة القادمة العمل على تحريك ماهو موجود وإعادة الروح إليه من مشاريع التنمية والتي ستجعل الجوف تتحول إلى ورشة عمل في عموم مناطق المحافظة فهناك الكثير من المشاريع الحيوية والهامة معتمدة ومقرة وموقعة عقودها«بعضها منذ أربع سنوات وبعضها منذ ثلاث سنوات وأخرى منذ خمس سنوات» فإذا تحركت هذه المشاريع فإن العملية ستكون إيجابية..كما أنني أجد أن أي عمل وأي تنمية وأي نشاط في أي محافظة من الأهمية بمكان أن تكون أداتها أداة فاعلة...وهذا مالاحظته هنا في الجوف فالجهاز الإداري والمكتب التنفيذي بحاجة ماسة إلى تفعيل وتنشيط وهذا التنشيط لا يعتمد فقط على أنك تغير أو تفكر في تغيير الإنسان فلابد أن توفر لهذا الإنسان المقومات اللازمة كي يكون إدارياً فاعلاً.. فقد لاحظت أن محافظة الجوف بمحافظها ومكتبها التنفيذي وكافة أجهزتها يتواجدون في مبنى واحد فقط كسكن وأماكن إقامة وعمل وهذا من المعيبات والمعيقات للعمل وهو ما سنفكر فيه في أول أعمالنا القادمة.

وجه المحافظة.

وأردف بالقول: كما أنه من الأمور الهامة والقضايا المحورية في إطار خطة عملنا القادمةأنه لابد أن يكون لهذه المحافظة وجه حضاري يتمثل بالعاصمة والبنية التحتية لها.. ولكن للأسف المشروع المعني بسفلتة شوارع المدينة مازال متعثراً أو متوقفاً..والحقيقة أن هذا المشروع حينما يتحرك أعتقد أنه سوف يعطي فرصة لإيجاد حركة عمرانية وتنموية تتمثل في البناء السكني والبناء التجاري والحركة التجارية..هذه الأشياء وغيرها هي ما سأركز عليها ولكنني لا أريد حالياً الإكثار من الوعود والأفكار في وقت نحن بأمس الحاجة للعمل..ولكنني لاحظت أن الأمور التي ذكرتها سابقاً هي من الأمور الهامة ومن الأشياء الضرورية التي تفرض نفسها على الواقع وعلى أي إنسان يريد أن يشتغل وأنا أرى أن أي إنسان يريد أن يعمل عليه تحريك الموجود أولاً من المشاريع التنموية وذلك من خلال إيجاد وجه حضاري للمحافظة يتمثل في البنية البشرية والبنى التحتية وستجد أن الناس معك.. والحقيقة لا يلام الناس إذا تعاملوا مع المحافظة بهذا الشكل حيال اللامبالاة في التعامل فعلى سبيل المثال كيف تريد من مدير عام مع جهازه الإداري أن يعمل في شقة في المجمع الحكومي ويسكن ويأكل مع موظفيه في نفس الشقة فأعتقد حتى أن آدميته تتعرض للإهانة والإذلال.

الهاجس الأمني عملية مشتركة

ويضيف محافظ الجوف:من الأشياء الهامة التي سنأخذها في عين الاعتبار الجانب الأمني فكما تلاحظ أن الناس هنا دائماً يتحدثون عن الهاجس الأمني..والأمن في الجوف عملية مشتركة بين الناس جميعاً وبين الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في المحافظة ووجهاء المحافظة فلابد أن يكون الجميع شركاء في أمن واستقرار محافظة الجوف وإيجاد الإمكانيات اللازمة لتطوير الأداء الأمني في المحافظة..ويكفيني أن أشير إلى أنه مما يؤسف له أنه لاتوجد في محافظة الجوف سيارة إسعاف ولاتوجد سيارة إطفاء أيضاً.

وضع التربية المأساوي

السيدالمحافظ في المقام الأول وقبل كل شيء أنت رجل تربوي وكما تعرفون أن التعليم في الجوف متدهورةجداً وفي وضع لا تحسد عليه..فما هي توجهاتكم في هذا الجانب؟

قلت لك في بداية الحديث إن أي عملية تنموية والتنمية كلمة شاملة «تنمية إنسان ـ تنمية مشاريع..الخ» بحاجة إلى جهاز إداري فاعل ومن أهم هذه الأجهزة التربية والتعليم فهي لها علاقة في أن تصلح نفسها وتصلح الآخرين..وهذا ما سنعمل عليه خلال المرحلة القادمة.

وفي الحقيقة أنني لاحظت أن العملية التربوية في الجوف في وضع لاتحسد عليه وأنا هنا لا ألوم أبناء المحافظة في هذا التدهور الحاصل..بل أحمل المسئولية فيما حصل ويحصل في التربية والتعليم جميع الوزارات المعنية وفي المقدمة التربية والتعليم والمالية والخدمة المدنية لأنهم شركاء في الفساد والأخطاء التي حصلت في التربية والتعليم وحملوها القائمين على العملية التربوية في محافظة الجوف فعلى سبيل المثال كان التوظيف في محافظة الجوف يخطط له في تلك الوزارات من أجل توظيف أناس كي يتم نقلهم إلى محافظات أخرى أو ليجلسوا في بيوتهم أي إن أولئك الناس الذين تم توظيفهم لم يتوظفوا من أجل الجوف بل من أجل أخذ الدرجة الوظيفية وبالتالي أدت هذه المشكلة إلى هذا التدهور السيىء الحاصل حالياً..كما أن هناك أخطاء تحملها الآخرون في عملية تحويل الدرجات الوظيفية ذات التخصصات العلمية المطلوبة إلى تخصصات أخرى غير مطلوبة.

صعوبات لكنها ليست مستحيلة

ويرى المحافظ حسين حازب أن هناك صعوبات كثيرة في الجوف وقال: لكنني لا أراها مستحيلة ولا أراها عصية عندما يخلص الإنسان في عمله ولا يكثر من الوعود والأحلام...وفي حقيقة الأمر يجب أن يكون الإنسان واقعياً في طموحاته وتوجهاته..وكما قلت أنا لا أراها مستحيلة ولا عصية وربنا يعين... فهي ليست عصية على الحلول وأنا أستند في رؤيتي هذه إلى قناعتي فيما أعمل به وإلى عون الله سبحانه وتعالى ودعم القيادة السياسية والمعنيين في الوزارات وتعاون وتكاتف الجهاز الإداري والمعنيين في المحافظة وأبناء ووجهاء وشخصيات المحافظة.

وضع مستشفى الحزم لا يسر

وحول وضع الصحة وبالذات مستشفى الحزم العام قال المحافظ:

يا أخي إن الجانب الآخر الذي لاحظت أن فيه إشكالية هو الصحة..فأنا بصراحة صدمت عندما زرت المستشفى العام بمدينة الحزم عاصمة المحافظة حيث وجدت أن الوضع في هذا المرفق لايسر الخاطر ولست أدري أين تذهب إمكانيات هذه المرافق وغيرها وكذلك مايقال عنه إنه يصرف للجوف وما الذي عملته الوزارات والجهات المعنية للمحافظة إلى الآن.. الحقيقة أنا أرى في الجوف مباني موجودة فقط..لكنني لا أرى أي وجود لتفعيل هذه المباني وللناس الذين يعملون فيها..ولهذا فإنه بالإضافة إلى ماسبق وأن طرحته تأتي التربية والتعليم والصحة في قائمة أولوياتنا القادمة.. كما أننا سنعمل على تفعيل مهام المجالس المحلية بإعطائها كافة الصلاحيات لأنني مسئول وأقود محافظة في المقام الأول وبالتالي سأفعل الأجهزة وأعطي الصلاحيات وأمكن الجميع من مهامهم لنعرف مدى قدرتهم على العطاء والعمل قبل أن تقول أخطأت يا فلان وأصبت ياعلان.

المشاريع المتعثرة

وحول قضية المشاريع المتعثرة تحدث المحافظ:

كما قلت في البداية نعمل على تحريك ماهو موجود وحل المشكلة بالكامل وبالتالي أنا أسجل هنا كلمة شكر لمعالي الأخ وزير الاشغال فهو من الوزراء الذين تفاعلوا معنا منذ البداية..ولا شك أن أهم المشاريع التي تحتاج إلى تحريك هي الطرقات وفي مقدمتها« طريق صنعاء ـ أرحب ـ الجوف ـ الحزم ـ رجوزة» و«طريق الجوف ـ البقع» وكافة الطرق الأخرى فهذه الطرق لاتخدم الجوف وحدها وإنما تخدم الناس جميعاً واليمن كله وبالتالي لابد من تحريكها وإعادة الحياة إليها..كما أنه لابد من إعادة المقاول الذي كلف بسفلتة وإنارة شوارع المدينة كي ينجز عمله على أساس أن استكمال هذا المشروع سوف يعطي فرصة للراغبين في الاستثمار السكني والتجاري وسوف يعمل على تحريك التنمية في المحافظة .

الجوف والكهرباء الغازية

وحول الكهرباء قال حازب: ينبغي أن تكون الجوف ضمن المشروع الاستراتيجي للكهرباء الغازية فهي «الجوف» على مرمى حجر من ممر هذا المشروع وبالتالي من حقها أن تحصل على نصيبها وهذا ما نأمل فيه والحقيقة أنه لدينا إحساس وشعور بأن القيادة السياسية والحكومة تدعمنا في هذا الجانب فهي عاملة على إيجاده لأن إحساسي وقناعتي التامة تؤكد أن الاهتمام بالجوف لا يقع على عاتق المحافظ فحسب..بل والقيادة السياسية والحكومة فهم لديهم نفس الشعور ونفس الهم وهذا الشيء هو الذي يشجعنا على العمل والاستمرار.

الآثار والسياحة

وحول قضية الآثار والسياحة أشار المحافظة بالقول:

أنا لا أريد إعطاء وعود...فأنا وضعت لك أولويات محددة..ولكن بالتأكيد أن قضية الآثار وقضية السياحة هما من القضايا الاستراتيجية بالنسبة لتفكير أي مسئول ينزل إلى محافظة الجوف وبنفس الوقت هما من القضايا التي تهم الوطن كله والإنسانية..فما يحصل للآثار في هذه المحافظة من عبث وتشويه ونبش ونهب يبعث إلى القلب الحسرة والألم فهذه الآثار هي حضارة أمة نحن اليمنيين جميعاً جزء منها ويجب علينا الحفاظ عليها فمن يقوم بهذه الأعمال إما رجل جاهل بأهمية وتاريخ هذه الحضارة وضرورة الحفاظ عليه أو أن ليس له تاريخ ولا حضارة والحقيقة أن أي إنسان يرى ذلك يشعر بالمسئولية تجاهها من منطلق الإيمان بالانتماء إلى هذا الوطن وتاريخه العظيم.

لكنني كما قلت لك في السابق لا أحب أن أضع في الوقت الحالي وعوداً ولا برامج..فكما تعرف لم يمض على عملي في المحافظة منذ أن تم تعييني وحتى الآن شهر واحد فقبل أن أعطي وعوداً وأضع برامج أريد أن آخذ صورة كاملة وشاملة عن المحافظة بمشاكلها وهمومها واحتياجاتها...ولكن السياحة بالتأكيد من الأمور المهمة.

مواجهة الظواهر السلبية

وحول وجهة نظره للثأرات والتقطعات القبلية التي تحدث هنا أو هناك في إطار محافظة الجوف وتوجهاته في هذا الجانب يرى المحافظ. أن الثأر والتقطعات القبلية مرض خطير وآفة عظيمة نرجو من الله أن يعين أبناء القبائل ومشائخها على تجاوزهما ولا شك أن التقطعات القبلية التي تحدث هنا أو هناك ليست قانونية ولا شرعية..فهذه فيها نوع من التسيير والتسييس ونوع من الدفع من هنا أو هناك...ولكن أملي في أن يتجاوزها الناس هنا في الجوف فخبرتي في الوضع القبلي والعادات والتقاليد أن الناس يتجاوزونها وهي ليست حلاً فأحياناً تدفع هذه السلبية والأخطاء السيئة في العرف القبلي وهي من الأشياء التي لاتقبلها عاداتنا ولا تقاليدنا ولا أخلاقنا وقيمنا الإسلامية السمحة..فالنظام موجود والعرف موجود ولا يوجد أي داع لهذه الأمور...كما أنني أعتبر من يقوم بهذه الأعمال «التقطعات القبلية» بإنه يبحث عن حق لا يستحق..وأؤكد أننا خلال المرحلة المقبلة سنعمل على مواجهة هذه الظواهر السلبية من خلال معرفة أسبابها قبل أي شيء آخر وإيجاد الحلول اللازمة لها.

جزء من كل.

وحول توجهاته في إطار الحد من البطالة والقضاء على الفقر في ضوء البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية قال المحافظ:

نحن جزء من كل وسنعمل في ظل توجيهات القيادة السياسية ولا شك أن هذا الموضوع من المواضيع التي وصلت إلينا تعليمات بخصوصها منذ بداية وصولنا إلى المحافظة ونحن كما قلت جزء من كل وسنعمل في إطار التوجه العام للدولة والحكومة في هذا الجانب وأعتقد أن من أهم ما يخفف من هذه القضية هي وجود مشاريع تمتص البطالة من القوى القادرة على العمل في المحافظة وفي غيرها.

طرح الخلافات جانباً

المحافظ حازب في نهاية حديثه أشار أنه سيعمل مع الجميع ولما فيه خدمة المحافظة وأن توجهاته ستكون قانونية وإدارية ووطنية داعياً كافة أبناء المحافظة إلى التعاون الجاد وإبداء المشورة كون تنمية المحافظة مسألة تكاملية تقتضي تضافر كافة الجهود وأضاف قائلاً:

لن أعمل كما يتصور البعض في معية أحد..فإذا جئنا إلى المستوى القبلي فأنا أعرف ماهي الحدود التي يجب أن يصل الإنسان إليها ولايتجاوزها وإذا جئنا إلى مستوى النظام العام والتنمية فالناس لدي سواسية وإذا جئنا إلى المستوى السياسي فأرى أننا كسياسيين يجب أن نوحد صفوفنا وجهودنا من أجل خدمة الجوف وندع الخلافات فيما بين الاحزاب لقياداتها..ويجب أن يكون أي خلاف يحدث بيننا إذا سمي مجازاً خلافاً في إطار إصلاح المحافظة.

وفي الأخير أنا أمد يدي للجميع وأعتبر نفسي مسئولاً عن الجميع وأطلب العون من الجميع ولما فيه تنمية وازدهار المحافظة.