تزامنا مع الضربات على اليمن.. أمريكا تحرك قوة ضخمة إلى المحيط الهندي و 3 خيارات أمام خامنئي للتعامل مع تهديدات ترامب
واشنطن تكشف عن تنفيذ أكثر من 100 غارة في اليمن استهدفت قيادات حوثية ومراكز قيادة وورش تصنيع .. عاجل
وفد حوثي زار القاهرة والتقى مسئولين في جهاز المخابرات المصرية.. مصادر تكشف السبب
تعرف على أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني
أبين: مقتل جندي وإصابة آخرين في انفجار استهدف عربة عسكرية
عاجل: سلسلة غارات أمريكية متزامنة على صنعاء وصعدة والجوف
متى موعد عيد الفطر المبارك هل هو يوم الأحد أم الإثنين.. روايات فلكية مختلفة ومعهد الفلك الدولي يحسم الجدل؟
اعلان تطهير عاصمة السودان بالكامل من فلول المليشيات التي هربت بشكل مخزي
فلكي سعودي يتوقع الإثنين أول أيام عيد الفطر ويوضح لماذا لا يمكن رؤية الهلال مساء السبت؟
بعد سحقه قوات الدعم السريع وسيطرته على الخرطوم.. ولي العهد السعودي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني بقصر الصفا
يُقاتل الحكام العرب اليوم للحفاظ على الوضع القائم، فيما المجتمعات العربية تتطلع إلى إنجاز ثوراتها الخاصة لحاقاً بتونس ومصر. يُحاول معمر القذافي سحق تطلعات الشعب الليبي، مانحاً تطلعه الشخصي فترة صلاحية أخرى في الحكم. ورغم الاستخدام المفرط للقوة؛ إلا أن المعركة ما زالت مستمرة بين إرادة الشعب الليبي وإرادة رئيسه الكهل. إنه صراع إرادات. إرادة عامة شابة متطلعة لغد أفضل، وأخرى فردية عجوز تُراهن على إيقاف عجلة التطور الإنساني، وفرض وهنها على الناس.
توازياً مع صراع الإرادات القائم؛ هناك انقسام عربي واضح بين المجتمعات العربية والأنظمة البوليسية التي تحكمها. تخفق قلوب المجتمعات العربية ترقباً لانتصار ثوار ليبيا، فيما يُراقب الحكام العرب، بخوف، ما يجري على أمل أن ينجح القذافي في سحق إرادة شعبه. وتتجلى هزلية الوضع القائم في كون إرادة الحكام العرب لا تتحقق إلا عبر سحق إرادة المجتمعات العربية!
أحيت الثورة التونسية الآمال لدى العرب، لكن الثورة المصرية جعلتهم يؤمنون بإمكانية تحقيق تلك الآمال. والحاصل أن الثورة المصرية دفعتهم إلى المضي بشكل فعلي نحو تحقيق هذه الآمال.
على الدوام كان دور مصر حاسماً وكبيراً في المنطقة العربية، وفي بنية وعي مجتمعاتها. أبعد من عملية التأثير؛ أعادت ثورة يوليو 1952 تشكيل المنطقة العربية. والشاهد أنها تجاوزت عملية التأثير السياسي إلى إعادة بناء نسق ثقافي ومجتمعي في المنطقة ككل؛ إذ شهدت مرحلة الستينيات عملية ازدهار ملحوظة للفنون، والسينما، صاحبه انفتاح واضح، وتطور ملحوظ في تطلعات الناس وآمالهم.
ويمكن القول إن المنطقة العربية (باستثناء لبنان، والمغرب العربي) في حالتها الراهنة صيغت، اجتماعياً وسياسياً، وفقاً لنمط الوعي المصري المحمول على دعامة الدراما والسينما المصرية من جانب، وعلى البنية التقليدية السياسية الرسمية التي كانت متجسدة في نظام مبارك من جانب آخر. المعادلة الأخرى التي تحكمت، أيضاً، بصياغة الوعي العربي؛ تتمثل في النمط الوهابي المتشدد المحمول على دعامة المال النفطي.
ولعل أهمية ما جرى في مصر تكمن في أن المجتمع العربي، ككل، بدأ يتجه نحو التخلص من نمط البنية التقليدية السياسية، التي تحكمت بالحياة، وحكمت خيارات الناس، وصاغت نمط حياتهم اليومية ومفرداتها.
تأثراً بمركزية مصر، وظروف العالم الثالث؛ استنسخ الحكام العرب النظام السياسي المصري، الذي وصل إلى مرحلته النهائية في سلطة مبارك. لهذا أحدث سقوط نظام مبارك تداعيات ومخاوف عدة لدى نُظم الحكم العربية الأخرى، التي أصابها الفزع، وما زالت تنتظر رياح التغيير القادمة من "أم الدنيا".
في الستينيات؛ صدرت مصر ثوراتها إلى المنطقة العربية، على شاكلة أنظمة عسكرية تقليدية استنسخت حتى أهداف الثورة المصرية، وألوان العلم المصري، وتالياً استنسخت المناهج التعليمية، وكثيراً من القوانين، وبنية المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية. هل ما زالت مصر بهذه القوة من التأثير في المنطقة العربية؟ الأرجح أن الإجابة ستكون بنعم.
ما زالت المجتمعات العربية ترزح، منذ ستينيات القرن الماضي، تحت شرعية الثورات العسكرية، ويبدو أن الوقت قد حان كي تنتقل هذه المجتمعات إلى الشرعية الدستورية، شرعية القانون، والحقوق الاجتماعية، والحريات العامة، والمواطنة المتساوية.
لقد بدأت عجلة التغيير. غير أننا ما زلنا بحاجة إلى تغيير في بنية الوعي التي أرساها النمط الوهابي المتشدد.