برافو حوثي .!!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 26 يوماً
الثلاثاء 23 سبتمبر-أيلول 2014 12:14 م

ـ برافو ـ أيها الحوثي ـ فقد علمتني وغيري أن القوة الدامية هي الورقة الرابحة في أي نزاع ومواجهة , وأن الصوت الأعلى في أي حوار أو ائتلاف هو لمن حقق تقدما ميدانيا زاده قوة وسيطرة , وجعل كل من أمامه يقبلون ما يمليه عليهم . اليوم انت تقول للجميع أنا هنا في الشوارع وعلى التلال وعند كل باب , ولن اقف عند حد معين فطموح توسعي لا حد له ولن يوقفه توقيع اتفاق ركيك معكم . وسأحتفل هذا الشهر في صنعاء بتحقيق النصر لمعتقد ( 12 ) إماما , بدلا من احتفالاتكم السابقة بهزيمة إمام واحد .

ـ برافو حوثي , فقد اثبت لي أن كل رئيس وليناه أمرنا إنما هو رئيس فئة محددة لا رئيس كل الشعب , وان كل وزير إنما هو يخدم مصالح جهة معينة ولا يخدم مصالح الوطن . ومن خلال كل النزالات التي خضتها ضد الجيش وطلاب دماج وأبطال الحركة في عمران والجوف , ومسرحية دخولك صنعاء وتمددك فيها بكل حرية , فإنه يتبين بما لايدع مجالا للشك وجود تواطؤ حكومي معك . فكل الأحداث تطلبت سطوة الجيش وتدخل الرئيس المباشر دون جدوى حتى سقطت صعدة ودماج وتم دك كل عائق أمام عمران حتى دخلتَ صنعاء ـ برغم جرائمك ـ حرا حاكما وقاضيا جلادا .

ـ برافو ياحوثي لقد اقنعتني ان السياسة خساسة لا تتقيد بعهود ولا تحتكم لميثاق , فخصم الأمس يساعدك اليوم على تحقيق هدفك مقابل اهداف يحصلها . ورب دول تعلم انك عدوها ولكن السياسة وتعقيداتها جعلتك تتأخر لتقدم خصما غيرك , ومن أجل إزاحة الخصم الجديد ( الإخوان ) ساهموا في تسيير الأحداث لصالحك .

ـ برافو ياحوثي لقد بينت لي أن كيانات ساسة اليمن لا تنسى الحقد ولا وجود لصفحة جديدة فيما بينهم . فأنت تصفي حسابات قديمة وحديثة انتقاما ممن يشكل ثقلا دعويا امام منهجك وهم أهل السنة من ابناء المعاهد ومن طلاب دار الحديث في دماج ومن شيوخ وعلماء جامعة الايمان , فأخذت تفجرمبانيهم وتحرق كتبهم وتمحو اثارهم لعل ذلك يخفف من غيظك الدفين . ومنها سياسية انتقاما لمن وقف عائقا أمام توسعك . فأخذت تقتل في أبناء الجيش وشباب الدعوة ورجال القبائل , وذهبت تبحث عن علي محسن الاحمر لتطبق عليه عدالة دولتك الساعية للانتقام والدمار , ولينال على يديك وبمباركة حلفاءك مصير الشهيد القشيبي . وها أنت تتشفى مقتحما منازل رموز الإصلاح وقناة \" سهيل \" وتعيث فيهم نهبا ودمارا , والقادم سيكون تصعيدا انتقاميا شنيعا تمارسه ضد الإنسان والبنيان !.

ـ برافو ايها الحوثي فقد زدتني ثقة في تنظيمي \" الإصلاح ـ إخوان اليمن \" , وأيقنت انه الأحق بقيادة الشعب لأنه أثبت خلال الأحداث السابقة مدى حرصه عليهم . فبرغم إمكانياته وقدراته لم يسع لاستغلال الناس من أجل أهداف سرية خاصة , ولم ينهج العنف مع خصومه , ولم يرسم معالم السيطرة على أي محافظة , بل كان دائما متسامحا صبورا صادقا مخلصا في كل محفل , يقدم مصالح الناس والوطن على مصالحه , واضعا نفسه عضوا ضمن منظومة التوافق والتحالف الوطني ولو كان في ذلك هضما لدوره وتنقيصا لجهوده . ومن أجل هذا الوطن والشعب كم عانى صابرا وهو يواجه الاتهامات التي تمس صدق منهاجه وكرامة أبناءه , و من أجل تألف الأمة وسلامة مصالحها كم رضي محتسبا متجردا أن يكون ثالثا وهو الأجدر بالريادة . وكم حاولوا الزج به في مواجهات مسلحة دامية من خلال إحراجه شعبيا واستفزازه ميدانيا وتحجيم دوره وتجفيف منابعه ولكنه فضل الحكمة والسلم وعدم الانجرار في حرب دموية أهلية تخالف كل ما يؤمن به من مبادئ وقيم تدعو لكظم الغيظ وحفظ النفس البشرية من كل عدوان وهلاك .

ـ برافو ايها الحوثي لقد تيقنت أن الاخوان هم الجماعة الأقرب للصواب وهم الأقدر على مواجهة كل تحديات العصر , وهم الأشد خطرا على كل نظام يرفض حكم الإسلام الشامل العادل لكل جوانب الحياة . ولذا تكالبت على حربهم كل قوى النفاق والكفر والفجور من دول وجماعات عازمين على استئصالهم وكسر شوكتهم , وذلك ليس لتطرفهم ولا لقتلهم النفس البريئة , ولكن لأنهم لم يرضوا أن يكونوا توابع لنواة الذرة العالمي كبعض الجماعات الأخرى . ولأنهم \" صناع الحياة \" ورمز الوسطية والإعتدال . فهم ليسوا بدواعش ولا خوارج ولا تكفيريين ولا غلاة ولا جامدين ولا منعزلين ولا تتار ولا بمغول . وكلما ظن الطغاة أنهم حصدوهم إذا بهم ينبتون أشد تآزرا وأقوى صفا وأتقن استواء .

ـ لقد أثبت لي أيها الحوثي أن التاريخ يعيد نفسه . فكم فرق وطوائف ظهرت وسادت ثم اندحرت وبادت . وكم تحالفات وقوى تسلطت وحكمت ثم ضعفت وانتهت , وكم فكر ومعتقد ظهر وانتشر ثم زال واندثر . ودائما يعود الحق قويا بكل فخر . واليوم من بين أنقاض العجز ستشرق شمس الاستقرار , ومن تحت رماد القهر حتما سيشع نور النصر .