مصارع الطغاة
بقلم/ عبدالمجيد أحمد الزيلعي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 17 يوماً
الإثنين 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:53 م

يا سبحان الله لشدة التشابه بين الطغاة .. ياسبحان الله لشدة تشابه أساليب وأدوات الجبابرة .. يا سبحان الله لغباء هذه المخلوقات .. سبحانك يا رب الآن أطمئن قلبي إلى أنك تمهل ولا تهمل.

{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } (يونس: 92 ).

 يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في تفسير قوله تعالى { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ .. } ( لا تأكله الأسماك,ولا يذهب منكراً مع التيار لا يعرف الناس. ذلك ليدرك من وراءك من الجماهير كيف كان مصيرك ).

يا لها من دهشة تنتابك وأنت تتفكر في هذه الآية في سياق آيات الله وهو يحكي قصة موسى مع فرعون وتقوم بعمل مقارنة بين تلك الحادثة التاريخية والواقع اليوم لولا الاختلاف البسيط في الوسائل والأماكن والتواريخ والجلساء وكذا الخاتمة الأسوأ التي مني بها طغاة القرن الحادي والعشرين.

 وأنا أقرأ تفسير تلك الآيات كدت أن أقول-وأستغفر الله- لم تنزل هذه الآيات إلا لهؤلاء الحكام، ويا لقدرهم من لم يتعظ منهم بسابقيه يجعل الله منه عضة وعبرة للآخرين، ولكن كيف ونحن نرى الأول تلو الآخر يتساقطون أمامنا وكل واحد منهم لم يتعظ بالذي قبله, يارب ماذا تخبأ لنا في أيامنا ؟

على الرغم من ثقة الكثير ين في أن الله سبحانه وتعالى سيذل ويخزي أولئك الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد لأن الله قد وعد بذلك، ولكن ومع ذلك أنا أتحدى أن يكون أحد هؤلاء قد تخيل تلك النهاية التي مني بها طاغية تونس، وكيف أنه أصبح بين ليلة وضحاها مطلوب للعدالة ومنفي خارج بلاده ولم يسمع له لا حس ولا خبر وهو الذي كانت وسائل الإعلام تسبح بحمده وتقدس له صباح مساء, وأن أولئك الذين نفاهم من أرض آبائهم وأجدادهم بما امتلك من قوة وهمية يعودون لبلادهم ليسوا مجرد مواطنين عاديين بل حكاما اختارهم الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة, أو فرعون مصر ألا حسني وألا مبارك الذي ظهر بصورة أبشع مما ظهر بها فرعون موسى والذي ذكر في القرآن وتوعد الله سبحانه وتعالى أن يجعله لمن خلفه آية ولم لا وفرعون مصر ألا مبارك صحيح أنه مسجى كصاحبه القديم، لكنه ما زال يعذب وينتظر عقوبة قضاة الأرض وحكم الشعب الذي ذاق منه الويلات طيلة أكثر من عقدين ولينتقل بعدها للقضاء الإلهي أما صاحبه القديم فقد تجاوز المرحلة الأولى بطريقة سريعة وأقل تألما, أما ثالثهم فحتى الذين تمنوا أن تكون نهايته كالصفة التي شبه شعبه الثائر بها لم يكونوا موقنين بتحقق ذلك ولكن ربك يمهل الظالم "حتى إذا أخذه لم يفلته".

إذا ومن خلال هذه النماذج الثلاثة نصل إلى قناعة تقول " من تأخر كانت نهايته أسوأ "

وفي خضم هذه الوقائع أصحو في بعض الأحيان من عالم التفكير لأقول لنفسي أين أنا؟ في أي زمان أنا؟ أحاول أن أجعل نفسي كمستيقظ من نومه! تعمق في أحلامه! بالغ في أمانيه! يحلم بعيدا جدا عن واقعه! ولكن أتفاجأ أنني مستيقظ وأنني في كامل قواي العقلية وأن ما يجري حولي ليس سوى الحقيقة وأن سنة الله "التغيير" قد حلت, إنها السنة القدرية, هكذا أرداها الله ويا سبحان الله هل سألت نفسك يوماً : لماذا لم تحدث هذه الصحوة بعد أحداث غزة مثلاً كرد شعبي على تلك الأنظمة التي صمتت عن قتل الفلسطينيين وخنعت للصهاينة وخالفت شعوبها؟ ولكنها إرادة الله التي جعلت من بائع في عربية صغيرة مشعلا للصحوة العربية ولله حكمة في هذا الشأن لعلها تتجلى في أيام الله القليلة القادمة.

إلى اللقاء المشترك:

سعدت جدا وأنا أتحدث مع أحد القيادات البارزة في التكتل بعد أن أخبرني بأن هناك حراكاً جيدا في الهيئة التنفيذية للمشترك للالتحام الحقيقي مع شباب الثورة وآمل أن يتخذ المشترك والمجلس الوطني قراراً بهذا الخصوص ويتركوا التحركات معروفة النتائج.

إلى شباب الثورة والمجلس الوطني:

تدركون جميعا مدى قدرة صالح على المراوغة فلماذا نرى البعض يسايره والبعض ينتظر أولم يحن الوقت أن نبتكر وسائل وطرق تزيل هذا النظام وتطوي ملف صالح وشلته! أولستم من قال فيكم الشاعر:

 نحــن وجــه الشـمس إيمـان وقـــوة نســــب حـــــــــــر ومجـــــــد وفتــــــوة

 كَـــــربُ عمــــي وقحطــــــان أبـــي وهبـوا لي المجـد من تلك الأبــوٌة

 والسيـوف البيض في وجـه الدجى يوم ضـــــرب الهام من دون النبــــوٌة

alzilaai@gmail.com