البركاني: الحصانة ليست «بودرة ».. والمؤتمر بغير صالح «حبة ملح»
مأرب برس - السياسة
مأرب برس - السياسة

-الحصانة ليست بودرة على الوجه وصالح لن يغادر للإقامة في أي بلد من العالم

-نحن والإخوان والإصلاح والاشتراكي كنا شركاء في حرب وشركاء في حكم

-على الجميع الاعتذار للجنوبيين ومعالجة أوضاعهم وليس في ذلك عيب

-هيكلة الجيش ليست قرارات تعيين بل عملية علمية وفنية ولن تتم بين يوم وليلة

-القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس هادي اتجهت إلى المؤتمر ولم تتجه إلى الآخرين

-الرئيس السابق رفض طلباً للحوثي لرفع شعاره في صعدة, واليوم شعاراته تملأ صنعاء

صنعاء - يحيى السدمي:

كشف الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن الشيخ سلطان البركاني أن "الخلايا الارهابية الأولى" لاستهداف الرئيس السابق علي عبدالله صالح زرعت في دار الرئاسة بصنعاء منذ العام 2002م, وهاجم البركاني في حوار مع " السياسة "الكويتية، المطالبين برفع الحصانة عن صالح وقال " ان قضية الحصانة ليست بودرة على الوجه يغسلها متى ما أراد ومن يملك منهم حق اسقاط قانون الحصانة فعليه أن يسقطه ", وأكد أن صالح لن يغادر اليمن للاقامة في أي بلد من العالم, وقال انه سيسافر بعد عيد الأضحى الى الولايات المتحدة للعلاج واجراء عمليتين هناك ويعود الى اليمن.

واتهم البركاني حزب الاصلاح وقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر بالسعي لاخلاء العاصمة صنعاء من الجيش للاستيلاء على السلطة, واكد أن على الحزب الاشتراكي والمؤتمر والاصلاح والقادة العسكريين الذين يتشدقون اليوم بالوطنية وآل الأحمر أن يعتذروا للجنوبيين ويعالجوا أوضاعهم ", وهذا نص الحوار:

 منذ انتخابه رئيسا للجمهورية لم يعلن عن اجتماع للرئيس عبدربه منصور هادي مع قيادة حزب المؤتمر الا عندما ترأس اجتماعا للجنة العامة? هل هي جفوة أم خصومة بسبب القرارات التي اتخذها فيما يتعلق بالتعيينات واقالة أقارب للرئيس السابق وموالين للمؤتمر?

 من يتحدث عن اجتماعات معلنة فأنتم تتابعون هذا الجانب, لكن بالتأكيد هناك لقاءات كثيرة مع الرئيس هادي على مستوى الأمناء المساعدين الى جانب الدكتور عبد الكريم الارياني, وكان الرئيس هادي منذ اللحظات الأولى حريصا على ألا يشعر الآخرين في الأحزاب الأخرى بأنه يتخذ قراراته من داخل المؤتمر ومن خلال الاجتماعات التي تتم كما يريد أن يطمئن الآخرين ونحن معه في هذا التوجه, ونحن على اتصال مستمر معه وهو يمارس عمله في المؤتمر بشكل كامل, لا تمر قضية في المؤتمر الا كان مطلعا عليها ثم ان مصروفات المؤتمر بيده فهو الأمين العام الذي يوجه بصرفها, فليس هناك جفوة في الأصل, وما دعا الى اجتماع اللجنة العامة في الأخير هو أن بعض المؤتمريين بدأوا يشعرون أن الرئيس التقى بالجماعات الاسلامية وشباب الثورة, فكان لابد أمام الآخرين أن يتم اللقاء به ونتحدث معه كنائب أول لرئيس المؤتمر وأمين عام ثم ننتقل بعد اجتماع اللجنة العامة للحديث معه كرئيس للجمهورية.

 هل أنتم راضون عن القرارات التي اتخذها الرئيس هادي الى الآن, هناك شكوى مرة من بعض قيادات واعلام حزبكم وحالة تذمر من تلك القرارات?

 رئيس الجمهورية هو الأكثر تقديراً لما يتخذه من قرارات, وربما حدث داخل المؤتمر بعض التذمر أو عبر البعض عن عدم رضا من هذه القرارات, لكن عندما نجلس مع العالم الخارجي أو مع رئيس جمهورية ندرك أنه يمارس عليه ضغط, أنتم - المؤتمريين - ممسكون بكل مفاصل السلطة وأجهزتها وقواها لماذا لا تشركون الآخرين على الأقل ومن باب التطمين للآخرين, فلن تجد قراراً مرحباً به مئة في المئة ولا قراراً مرفوضاً مئة في المئة, ستجد من يرضى عنها وستجد من يغضب منها, ونحن في كثير من الأوقات نقف مع الرئيس هادي في جلسات مطولة, إن رئيس الحكومة والوزراء بدأوا يتعدون على اختصاصات رئيس الجمهورية باصدار تكليفات لمواقع تعيينها يتم بقرارات جمهورية يوقع عليها رئيس الجمهورية, فلا نقبل وهم شركاء في الحكومة أن يتصرفوا تصرفات مطلقة, ثم ان المناصب القيادية التي هي بقرارات جمهورية هي من المناصب السيادية التي لا يمكن أن يأتي كل وزير ويتحدث عن تكليف هذا أو ذاك, فأنا عندي قرار جمهوري وأنت تأتي بتكليف شخص آخر ثم تقول لي غادر وسلم, التكليف دائما لا يأتي الا عند غيابه لضرورات معينة والمكلف يقوم بمهام معينة لحين عودة الأصل أما أن يكون المكلف بديلاً لمن صدر بحقه قرار جمهوري فذلك غير مقبول.

أيضا في الجوانب العسكرية, فمفهوم هيكلة الجيش لدينا ليس قرارات تعيين بل عملية علمية وفنية في الأصل, أنت تريد بناء جيش على أسس متعارف عليها وهناك شركات متخصصة والعالم سلك هذا الطريق, ومبدأ الهيكلة سواءً في العمل الاقتصادي أو العمل العسكري أو أي عمل يقوم على أسس ومبادئ ترتبط بجعل هذه المؤسسة قائمة على معايير محددة, أما الحديث عن الهيكلة كما يقول البعض أنها تعيين الأفراد, أو كما فسرها قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر في مقابلة صحافية أنها خروج الجيش من العاصمة فلن نحتاج لشركات دولية, اذا لنخرج الجيش من العاصمة اذا كان هذا هو مفهوم الهيكلة, ومفهوم البعض داخل حزب الاصلاح والقوى الأخرى أن عليهم ازاحة أقرباء الرئيس علي عبدالله صالح أو المحسوبين على المؤتمر فجاء علي محسن الأحمر ليفسرها تفسيراً آخر بأن عليهم أن يخلوا العاصمة للاخوان المسلمين ليستولوا على السلطة في أي وقت, والعالم كله وأحاديث السفراء ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر تؤكد أن الهيكلة ليست قضية تتم في يوم وليلة أو شهر بل يجب أن تأخذ مداها .

هناك أصوات تتعالى من أحزاب اللقاء المشترك وربما تصريحات أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان لن تكون آخرها مطالبة الرئيس السابق باعتزال العمل السياسي وترك حزب المؤتمر, بل ومطالبته بمغادرة البلاد,هل هناك ترتيبات لمغادرته البلاد للاقامة خارج اليمن خاصة أن هناك بعض الصحف رشحت بلدانا لذلك?

 والله لو أن قادة المشترك والصحف التي ترشح مقرات للرئيس علي عبدالله صالح تشتري له بيوتاً في هذه البلدان فسنكون سعداء على الأقل سيوفرون له السكن في هذه البلدان ليتنزه متى ما أراد كثر الله خيرهم, أما الرئيس علي عبدالله صالح فقد وقع على المبادرة الخليجية بصفتين بصفته رئيسا للجمهورية وبصفته رئيسا للمؤتمر الشعبي العام, وعلى الاخوة الذين يتحدثون اليوم بالمضاد بأن عليه أن يغادر البلاد كان عليهم يومها أن يتساءلوا وهم قرأوا المبادرة وآليتها جيدا أن الرئيس علي عبدالله صالح وقع بصفتين بصفته رئيسا للجمهورية وبصفته رئيسا لحزب, ثم ان الحديث عن مغادرة أشخاص سواء كان علي عبدالله صالح أو غيره هذا ليس حديثاً منطقياً على الاطلاق, فمنذ اللحظة الأولى وهم يعلمون أن الرئيس علي عبدالله صالح سيمارس العمل السياسي كونه وقع المبادرة كشريك له نصف الحكومة, المؤتمر وحلفاؤه لهم نصف الحكومة, فدعهم يتكلموا كيفما يريدون, وأنا أؤكد لك أنه لا يوجد أي ترتيب لمغادرته اليمن وانتقاله للاقامة في أي بلد في العالم, لقد كان مخططا أن يغادر قبل ثلاثة أشهر للعلاج في الولايات المتحدة واجراء عمليتين بعد أن كان قد أجرى 14 عملية وبقيت عمليتان أخيرتان وأجل السفر وربما يسافر بعد عيد الأضحى لاجراء العمليتين في الولايات المتحدة ويعود الى اليمن, أما الحديث عن اقامته في أي بلد آخر غير اليمن فهذا مستبعد تماماً, ثانيا ما الذي يمنع أن يكون له بيت في أي بلد في العالم يزوره من وقت لآخر هذا من حقه, لديه بيت في القاهرة منذ بداية رئاسته ولديه بيت في ألمانيا فلا شيء يمنع أن يكون له بيت في هذا البلد أو ذاك لكنه مقيم في اليمن ويمارس عمله السياسي وهو رئيس حزب وسيقود العمل السياسي الى الوقت الذي يرتضيه المؤتمر أو يحدده هو, أما قضية رئيس ومرؤوس داخل المؤتمر فهذا شأن خاص بالمؤتمر له مرجعيته التنظيمية وله لوائحه التي تحدد من يرأسه ومن لا يرأسه, وعلى المشترك أن لا يهتم بالمؤتمر وأن يهتموا بأنفسهم.

 قوبل خطاب الرئيس السابق في احتفالكم بالذكرى الـ30 لتأسيس حزبكم بردود أفعال مختلفة في الشارع اليمني منها المطالبة برفع الحصانة منه واللواء علي محسن الأحمر قال في مقابلة مع صحيفة " الجمهورية " بأن التصرفات العبثية لـ" صالح " ستقوده الى الغاء الحصانة التي منحت له? ما تعليقكم ?

 قضية الحصانة ليست بودرة على الوجه يغسلها متى ما أراد, والسفير الأميركي في آخر لقاء صحافي له قال لاتتعبوا في هذا الموضوع المبادرة الخليجية لم تتحدث عن غياب علي عبد الله صالح لاعن المسرح السياسي ولاعن اليمن, ولهذا كفوا عن أنفسكم هذا الهذيان, الحصانة ليست بودرة توضع على الوجه في صبيحة اليوم وتنتهي بعد الظهر, ثم ان علي محسن الأحمر نفسه كان واحداً من المطالبين والداعين للحصانة وهو نفسه الذي أسقط قانون أو معاهدة انضمام اليمن الى المحكمة الجنائية الدولية لأنه اعتقد انه أول من سيمثل أمام هذه المحكمة وهو أول من اقترح قانون الحصانة وأول من وقع عليه وبمسودة هو والدكتور عبد الكريم الارياني وعبد القادر علي هلال, والحصانة لم يهبوها حتى يلغوها في الأصل, فهذا اتفاق أقره اليمنيون والمجتمع الدولي وعلي عبدالله صالح في المقابل تنازل عن السلطة وآثر حقن دماء اليمنيين والحصانة لم تكن له وانما كانت لنتفادى الاقتتال وننسى الماضي ويخرج اليمن من دائرة العنف, وعلي عبد الله صالح لم يكن بحاجة لحصانة وانما لم نكن نريد أن نصل الى حل سياسي ثم نتقاتل بعد ذلك حول هذا متهم أو ذاك فليتحدثوا كما يشاؤون ومن يملك منهم حق اسقاط قانون الحصانة فعليه أن يسقطه.

اعتذار

 اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني عرضت على الرئيس هادي 20 بندا من بينها الاعتذار للجنوب عن حرب 94م وللحوثيين عن حروب صعدة, وهو ما فهم أن الاعتذار تحميل كامل للرئيس السابق ونظامه وحزب المؤتمر المسؤولية عن تلك الحروب, هل أنتم مستعدون للاعتذار?

  اللجنة الفنية ربما أنها وقعت في خطأ,ولا أتحدث في أنها أدانت المؤتمر أو لم تدنه لكن لديها مهام محددة بقرار تشكيلها, ثم ان مقترح اللجنة طالب الاعتذار من جميع المشاركين في الحرب وليس المؤتمر الشعبي العام وحده, فقد كان هناك الاخوان المسلمون والحزب الاشتراكي كان مشاركاً في الحرب والحوثي كان مشاركاً في الحرب, لذلك هم استبقوا حدثا بغرض أنهم يريدون اعطاء نوع من التطمين للاخوة في المحافظات الجنوبية والا فان الحوار هو الأصل وقضية أن المؤتمر وقع في خطأ في الجنوب أو في الشمال أو في صعدة أو في تعز فاذا أخطأ فليعتذر ألف مرة لأخطاء, هو قاد تحولات كبيرة, لكن الحديث عن أن الحرب كانت خطأ تاريخيا فقل لي الجيوش لماذا تبنى? أليس للدفاع عن الأوطان فعندما تتعرض وحدة الوطن لمخاطر فهل هذه الجيوش تبقى مجرد زينة أم للدفاع عن الأوطان, لكنهم تعجلوا ووضعوا رئيس الجمهورية في حرج عندما أحالوا الموضوع اليه ان نفذه ومن الصعب تنفيذه خلال سنوات وان لم ينفذه صار متهماً أمام المحافظات الجنوبية لأنه لم ينفذ, هذا كان فيه خطأ كبير من الاخوة في اللجنة, أما أصحاب المشروع فانهم منذ اللحظات الأولى كانوا يقولون لانريد التنفيذ بل نريد أن نطمئن, وقد تحدثنا مع كثير من القيادات الجنوبية في موضوع ماذا ينفع لتطمين الاخوة في المحافظات الجنوبية, انها تحتاج الى بعض الاجراءات والقرارات فان اعتذرت فما الذي سيكفي من يدعي أنه متضرر أو وقع عليه الضيم, الاعتذار لايكفي وانما عليك أن تتخذ اجراءات لمعالجة ماوقع هذا الموضوع آلية المبادرة الخليجية حدد فيها كل شيء لأن كل شيء يأتي بعد مؤتمر الحوار وكل شيء من نتائج الحوار, هيكلة الجيش من نتائج الحوار وقانون المصالحة والعدالة الانتقالية ومعالجة المشكلة الجنوبية أو في أي مكان آخر في اليمن من مخرجات الحوار, هناك بعض السقطات بالاستعجال وهم يعلمون أن الـ 20 نقطة جاءت بعد أن كان الحزب الاشتراكي تقدم بـ12 نقطة مبكراً وقالوا لرئيس الجمهورية نريد أن تطلع عليها ولانلزمك بشيء وعند النقاش قالوا الحوثيون بحاجة الى ثماني نقاط, فهل نطلب من المملكة العربية السعودية لأنها شاركت في حرب صعدة أن تعتذر بأن تلك الحرب كانت خطأ تاريخيا ونقول لأن الحوثيين دخلوا الى جبل اعتذروا لأنه خطأ تاريخي, نحن ليس لدينا تحفظ فاذا أخطأ المؤتمر الشعبي في أي منطقة كانت عليه أن يعتذر ولكل نظام حسناته وسيئاته فليس هناك نظام نزل من السماء أو أنه نبي معصوم.

 لماذا كنتم في المؤتمر ترفضون الاعتراف بالقضية الجنوبية وكان بامكانكم معالجة ما حدث في الجنوب في اطاره الصحيح? لماذا كان لديكم هذا التعنت والتحفظ تجاه هذه القضية?

 هل عولجت هذه القضية اليوم? نحن في المؤتمر لم نكن متحفظين في يوم من الأيام على أي موضوع حقوقي ولو عدت الى العام 2007م عندما وقعنا وثيقة قضايا وضوابط وضمانات الحوار مع أحزاب المشترك نصصنا على معالجة الأوضاع في الجنوب باعتبارها قضايا حقوقية وأن على الحكومة أن تنجزها خلال شهرين وكان يومها يرأس الاجتماع رئيس الحكومة عبدالقادر باجمال وكان أمينا عاماً للمؤتمر واتفقنا بأن لاتخضع قضايا الجنوب للمزايدة بين أحزاب وحراك وانما يجب أن تحل عبر السلطة التنفيذية وتتحمل الحكومة مسؤوليتها.

هذا الموضوع طرحناه في العام 2007م ثم شكلت لجان بعد ذلك, ولو عدت الى المؤتمر الوطني الذي عقده الرئيس علي عبدالله صالح في 10مارس بميدان الثورة لوجدت أنه تحدث عن مشروع متكامل في هذا الموضوع فلم نكن نخفي رؤوسنا في الرمال نعم هناك أخطاء يجب أن تعالج, أما أن تتحدث اليوم أن حزباً لوحده يتحمل ونرمي المسؤولية على آخرين فلا أحد باستطاعته أن يتبرأ من أي خطأ لأننا كنا شركاء في حرب وكنا شركاء في حكم.

 أنتم ومن شركاء في الحرب?

 نحن والاخوان المسلمون وبيت الأحمر وعلي محسن الأحمر, والجنوب يحتاج الى أن يعتذر له جميع من حكمه من بعد خروج الاستعمار الى اليوم كلهم أخطأوا بحقه وهل كان النظام الاشتراكي صائبا وعادلاً? لقد أخذ الروح قبل أن يأخذ المال, ثم الأخطاء توالت, ولهذا على الحزب الاشتراكي وعلى المؤتمر والاصلاح وعلى القادة العسكريين الذين يتشدقون اليوم بالوطنية وبيت الأحمر أن يعتذروا للمواطنين الجنوبيين ويعالجوا أوضاعهم فليس في هذا عيب.

 كثيرا ما تتهمون بعرقلة المبادرة الخليجية لماذا تعرقلونها?

 أنتم كاعلاميين ربما لا تكلفون أنفسكم البحث عن الحقيقة .

 كيف?

 الى الآن من الذي نفذ المبادرة الخليجية ومن لم ينفذها? ألم يغادر الرئيس علي عبدالله صالح السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية?ألم تشكل حكومة مشتركة برئاسة المعارضة وفقاً للمبادرة? وحتى القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي اتجهت الى المؤتمر ولم تتجه الى الآخرين, هل انتهى انقسام الجيش وهل خرج المسلحون من أمانة العاصمة وهل صنعاء اليوم عاصمة واحدة وهل الفرقة وبيت الأحمر وميليشياتهم والاخوان المسلمون خرجوا الى القرى مع أسلحتهم كما نصت الآلية, الذي نفذ المبادرة هو المؤتمر فقط قل لي ماذا نفذ الآخرون?

أخذوا وزارات, نعم اخذوا من المؤتمر وزارات اذا كانوا يعتبرون أنفسهم أنهم شاركوا في الحكومة يعني تنفيذا للمبادرة, أما في الجانب العسكري فلم ينفذ شيء والحكومة بنص واللجنة العسكرية ملزمة في المرحلة الأولى قبل الانتخابات عليها أن تنهي المهام العسكرية وكل شيء باق كما هو عليه حتى جامعة صنعاء مازالت أسيرة الفرقة الأولى مدرع والمدارس والتعليم فمن الذي نفذ المبادرة ? المؤتمر هو وحده الذي نفذ وما الذي أعاقه المؤتمر فليقولوا, ربما وقع خلاف حول قرارات عسكرية هناك تباين.

 في حرب 94م تحالف المؤتمر مع الاصلاح للقضاء على الحزب الاشتراكي وفي 2011م تحالف الاصلاح مع الاشتراكي للقضاء على حكم علي عبد الله صالح وعلى حزب المؤتمر هل الاصلاح هو المستفيد من كل ماحدث? أما كان أفضل لكم بعد 94م أن تتحالفوا مع شريك الوحدة الحزب الاشتراكي?

 دعني أصوب لك السؤال, قبل الحزب الاشتراكي نحن تحالفنا مع الاخوان المسلمين أيام الجبهة الوطنية, وكان التحالف ينص على القضاء على الجبهة لكن في 94م كان هناك دفاع عن الوحدة ولم يكن بغرض القضاء على الحزب الاشتراكي ولم نتحالف مع الاخوان المسلمين ضد الحزب الاشتراكي كانت هناك مسؤولية دفاع عن الوحدة, واذا كان الاخوان المسلمون أو حزب الاصلاح يريدون أن يضربوا هذا بذاك ليخلو لهم الجو هذا شأنهم لأن القضية قضية مبادئ وقضية قيم أما التنقل من مكان الى مكان وعدو الأمس صديق اليوم وصديق الأمس عدو اليوم فهذه عملية نفعية لن يستفيد منها الاخوان المسلمون, ربما أنت لو تعمقت, هل اليوم الاصلاح أكثر قبولاً من قبل سنتين? بل أكثر كرها من قبل سنتين عند كل الناس حتى عند حلفائه الذين كانوا يعتقدون أنه المنقذ.

 لكن الأحـــداث الأخيرة والاحتجاجات في الساحات ربما خدمت الاصلاح?

 الاصلاح اليوم هو أقل عما كان عليه قبل سنتين بعد أن عرفه الحزب الاشتراكي واعتقدوا انه لا يعرف الا ان تكون اصلاحيا مئة في المئة? ألم يكونوا شركاء مع البعثيين والناصريين والاشتراكيين والحوثيين وكل القوى اليوم الاصلاح انقلب على حلفائه الجدد, وانقلب على المؤتمر أما بالنسبة للرئيس علي عبدالله صالح فالقضية ليست قضية تحالف لقد عاش الاصلاح على موائد علي عبد الله صالح, لقد كان الاخوان المسلمون في العالم في السجون وهو يوصلهم الى الحكومة أعضاء في الحكومة ويقودون بلدا, وتنكروا له وغدروا به وأنا لا أتحدث عن ضمائرهم لأن الضمائر الميتة الحديث حتى عن صحوة متأخرة لايفيد, لكني أقول ان الاصلاح خسر كثيراً, هذه الأزمة في بدايتها ربما كان تضليله وحديثه المنمق للناس جعل منه رقماً لكن عندما عرفه كل حلفائه وما يصنعه اليوم في الحكومة من اقصاء لكل الناس وما يعمل من تعيينات في اطار الاصلاح فقط, أين الاشتراكيون أين الناصريون أين البعثيون, هذا كله جعل كل الناس مستنفرين وربما تتابع مايكتب من أولئك الذين كانوا أكثر تشدداً ضد الرئيس علي عبد الله صالح والمؤتمر والنظام انقلبوا مئة وثمانين درجة.

 بعد أحداث العام الماضي وزلزال الثورات العربية الذي وصل الى اليمن, هناك بعض سيناريوهات تتوقع لحزبكم الزوال وأن تكون نهايته كنهاية الحزب الوطني في مصر لأنه رغم كل ماحدث لم يغير شيئا لا في سياساته ولا في أسلوب ادارته لاعلامه?

 الحكم المطلق بأن المؤتمر لم يفعل شيئا يجب أن نتريث فيه, هناك اليوم فرق عمل تجري رؤى نقدية للمؤتمر منذ نشأته الأولى الى اليوم ومراجعة تنظيمية وسياسية ستعلن على الناس لا نستعجل في هذا الأمر, نعم الناس مستعجلون لأنهم يرون في المؤتمر سفينة الخلاص من الاخوان المسلمين ويريدون المؤتمر أن يكون في المقدمة وربما هذا ليس داخلياً فقط بل وحتى خارجياً انهم يرون في المؤتمر عامل توازن وربما استمعت الى تصريحات كثير من قيادة المعارضة أن المؤتمر يشكل عامل توازن في هذا البلد, الناس مستعجلون عليه ونحن معهم في هذا الاستعجال لكننا الآن ما أشرت اليه بشكل كامل سواء في رؤانا السياسية أجلنا لبعض الوقت لأنك لا تستطيع أن تتحدث في كل القضايا قبل أن تعرف ما هو جدول الحوار الوطني, ما هي القضايا الرئيسية التي ستعرض, اليوم عندما تقر اللجنة بشكل كامل الأجندة الخاصة بمؤتمر الحوار ستكتمل عندنا الصورة بالكامل, ثم البعض يرى أن على المؤتمر أن يحدد ما هي رؤيته للقضية الجنوبية, ولصعدة وغيرها من القضايا, لسنا مستعجلين في هذا الجانب حتى نتحمل المسؤولية وحدنا وانما رؤانا موجودة ولابد أن تكون القضية قضية الكل قضية وطنية يجب أن نتعامل معها بما يرضي الناس جميعاً وبما يتفق عليه الناس جميعاً لأننا سنواجه الاعلام فان قلنا القضية الجنوبية, سيقول الاصلاح وبيت الأحمر الذين كانوا يقولون بالأمس أنهم مع القضية الجنوبية وأن علي عبد الله صالح هو الذي مزقها, وسيقولون علي عبد الله صالح والمؤتمر تحالفا مع الحراك.

 هل تحالفتم مع الحراك والحوثيين?

 نحن لم نجتمع بهم لا في القاهرة ولا في تركيا ولا في لبنان, اجتمع بهم الاخوان المسلمون وحميد الأحمر وعاشوا معهم في خيمة واحدة في الساحة, نحن ملعونون من المشترك ومن الاصلاح ومن الحوثيين حتى هذه اللحظة, لم يغفر لنا الحوثيون وأقول بكل أمانة, نحن حاربنا في صعدة حرب غيرنا كان الاخوان المسلمون هم من زجوا بنا الى الحرب وكان اللواء علي محسن الأحمر هو من ينفذ هذا المخطط, كان الرئيس علي عبد الله صالح يعمل جاهداً لايقاف الحرب للمرة الأولى والمرة الثانية فكان يتهم بأنه يخون القضية, وقضية الخلاف الايديولوجي بين الاخوان المسلمين والحوثيين هذه قضية مذهبية لايمكن الغاؤها, أما نحن في المؤتمر فليس بيننا خلاف عقائدي مع أحد لا مع الشيوعيين ولا مع الناصريين.

 لكنه كان رئيس دولة وكان بامكانه ايقافها بأمر?

 أوقفها, لكن عندما تجد ضغطا شعبيا والبعض يحاول تحميلك مسؤولية الشهداء والقتلى ومن قتل في صعدة لماذا أوقفت الحرب, أنا أقول لك بعد اتفاق الدوحة كان الحوثي في مطرة والنقعة فقط وطلب ستة أشهر مهلة لاخلاء هاتين المنطقتين وقد سلم صعدة كلها, وقال الاخوان المسلمون وعلي محسن الأحمر أبداً لن نؤجل مطرة والنقعة حتى دقيقتين يجب أن يسلمها اليوم للجنة المشتركة من الـــنظام والحوثيين والقطريين, الحوثي أخذ صعدة بكاملها سلمها له علي محسن مع أسلحتها في الحرب السادسة, وأنا صعقت عندما نزلت تعز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في فبراير الماضي ووجدت أن الحوثيين موجودون في كل منطقة من مناطق تعز.

 هل يعني ذلك أن توسع الحوثيين هو توسع لايران?

 من ذهبوا الى الحوثيين غالبيتهم اليوم هربوا من الاخوان المسلمين مؤتمريون وناصريون واشتراكيون وبعثيون يذهبون للحوثي, وللحوثيين ارتباط وثيق بايران وهذا لا يستطيع انكاره حتى الحوثي نفسه, لكن لماذا كان الارتباط بالحوثيين محصورا في صعدة فقط, الحوثي تقدم في مرحلة من المراحل بوثيقة يريد أن نقف عليها ونصل الى مصالحة وكان يطلب أن يسمح له برفع شعاره في صعدة فقط ولوقت محدد, اليوم انظر الى أمانة العاصمة شعارات الحوثي تملؤها, لكن الرئيس علي عبد الله صالح رفض تلك الوثيقة, الاخوان المسلمون دفعوا الناس الى التساؤل من سيحمينا, كان سقوط النظام في تونس ومصر وليبيا أشعرهم بأن النظام والمؤتمر سيسقط فذهبوا الى الحوثي لطلب الحماية.

 في المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي هل ستجددون الثقة لعلي عبدالله صالح لبقائه رئيساً للمؤتمر أم سنرى شخصية جنوبية ترأس المؤتمر, هل لديكم بديل لصالح?

 ليست موضة حتى يكون رئيس الجمهورية جنوبياً ورئيس الحكومة جنوبياً ورئيس المؤتمر جنوبياً, لا نستبق الأمر طرق الانتخاب في المؤتمر تخضع لعملية تنافسية, أنا مزايد لعلي عبدالله صالح من قمة رأسي حتى أخمص قدمي, فهو رمز لا يمكن للمؤتمريين التخلي عنه وأقول لك المؤتمر لم ينهر لأن الناس مايزالون يرون أن علي عبدالله صالح موجود ولو غادر المسرح السياسي لأصبح المؤتمر حبة ملح وذاب, لذلك لايستطيع مهرج القول ان على علي عبدالله صالح مغادرة المؤتمر, خذ الجانب الديمقراطي في عملية الانتخابات من يستطيع أن ينافسه الطريق مفتوح أمامه ثم ان علي عبدالله صالح رمز من رموز المؤتمر حتى لو غادر رئاسته بعد وقت معين سيظل رمزاً خالداً للمؤتمريين, فمن يريد منافسته على رئاسة المؤتمر في المؤتمر العام الثامن فلينافسه.

  لو صادف وجلست مع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر والشيخ عبد المجيد الزنداني واللواء علي محسن الأحمر ماذا ستقول لهم?


 سأكون أمينا معك في هذا الموضوع, علاقتي بصادق الأحمر كانت علاقة جيدة قبل الأزمة لكن ما صنعه آل الأحمر من قتل وخراب ودمار هذه هي التي تحز في نفسي, أما قضية عبد المجيد الزنداني وعلي محسن فهم لعشرين سنة ونحن حلفاء لم يقبلوا بي ولم أقبل بهم قبل الأزمة فما بالك بعد الأزمة كيف يكون الحال ونحن خصوم, فكل منا له ارتفاع يختلف عن ارتفاع الآخر.

ثانيا, قل لي أي نقاش ستناقشه مع أناس كانوا سبب كل ما جرى من هدم وقتل وتدمير وخراب هل البلد اليوم آمن ومطمئن وهل البلد اليوم في بحبوحة من العيش, هؤلاء الذين استثمروا عهد علي عبدالله صالح خطوة خطوة, وعلي محسن قال انه الرجل الأول وهذا الشيء الذي لن نجد له تفسيرا في القاموس السياسي أن رئيس الجمهـــــورية يرجع الرجل الثاني والقائد العسكري الذي عنده يرجع الرجل الأول, ثم ماذا صنعوا? لم يكتفوا بالتآمر والخيانة والانقلاب عليه ولكنهم أرادوا قتله وقتل كل رجالات الدولة هؤلاء الذين كانوا عائشين على موائده وأحسن اليهم وربما صنعهم.

 من الضالعون الآن في حادث دار الرئاسة?

 طلب منا النائب العام عدم الادلاء بأي تصريحات صحافية حول هذه القضية.

 شيخ سلطان, هناك أمر محير في المؤتمر عندما يكون الشخص مؤيدا لكم ولكل ما تعملونه فهو مؤتمري مخلص ووفي وعندما يرفض سياستكم وينشق عنكم, كما فعل اللواء علي محسن وغيره من قيادات المؤتمر الذين انضموا الى الثورة فهو خائن وفاسد ولص, ألا ترون أنكم عندما تتهمون شخصا من صفوف حزبكم أومن أبرز أقطاب نظام الرئيس السابق فيه ادانة لكم بالفساد كحزب حاكم خلال فترة حكم صالح? لماذا لم يحاسبوا من قبل?

 أولا عليك أن لا تلغي عقول الناس, وما كان يقال عن هؤلاء وهم داخل السلطة وما كانوا يتهمون به من أنهم الفاسدون واللصوص والخونة والمتآمرون, ولماذا المؤتمر يومها لم يحرك أي دعوى ضد أي واحد منهم, لأننا لا نعيش في وضع آمن في هذا البلد ولا حتى لعام واحد فالبلد كان يعيش على صفيح ساخن من زمان وتريد أن تعمل مشكلة فتخسر الأصدقاء والأعداء في وقت واحد الى أن جمعهم الله مع بعض وخرجوا.

نحن لم نتهمهم في المؤتمر وانما كانت كل وسائل الاعلام تتحدث, ثم أنا أقول لك بكل أمانة أنا كنت أعتقد كما كان يقال لنا من المعارضة ومن المفسرين والفلاسفة أن الرئيس علي عبد الله صالح يريدهم أن يفسدوا لكي يذلهم, وكان لدي نفس الانطباع, فاكتشفت اليوم ونحن في جلسات خاصة مع الرئيس صالح أنه لم يكن لديه انطباع ينفي عن علي محسن أن لديه شركات نفطية ولديه أراض, وكان يقول ياجماعة متى امتلكها وتأكدنا ثم شكل صالح فريقا لتتبع ما يملكه هؤلاء فقلنا له لقد فات الأوان كان يفترض أن يتم ذلك من قبل, كنت أعتقد أنهم ملائكة فلم يكن علي عبدالله صالح يريدهم كما كان يقول البعض أن يفسدوا لكي يذلهم ويبقوا مرتبطين به, كان لديه هذا الانطباع لم يعتقد أن لعلي محسن بيتا في عدن وفي محافظات أخرى وأكثر من هذا لم يكن ناهبا مع الأراضي التي منحته الدولة من منطقة عصر بصنعاء الى همدان عوضا عما له في مدن أخرى.

 لكن علي عبدالله صالح كان على علم بهذه الأراضي?

 كان ذلك تحت مبرر أنها تصرف للجنود واكتشف أنها تصرف لغيرهم, وحتى الحديث عن الجنود يفترض أنها لا تسلم لقائد عسكري هذا خطأ وربما أن أرحم الراحمين عاقب علي عبدالله صالح لخطئه لأنه كان كالأعمى يصنعون ما يريدون وهو يثق فيه كل الثقة.

كنا قبل خروج علي محسن الى الانقلاب بليلة واحدة نتحدث عنه فقال لا تصيبوا أنفسكم بالشك في بعضكم, واذا به يعلن بيانا بانشقاقه, وكنا نقول له عندنا شك من تصرفات علي محسن الذي كان يقول ليس معي سلاح للجانب الأمني, اصرفوا لي المدافع والدبابات والآليات ليس عندي أسلحة وفي اللحظة الأخيرة يقول لا أستطيع أن أمسك الا جولة عمران والساحة فلماذا كل تلك الأسلحة, على عبدالله صالح كان يتعامل مع الناس بحسن النوايا, وكان يقول سنتمزق اذا دخلنا في موضوع الشك, ولذلك فان الخلايا الارهابية الأولى التابعة للاخوان المسلمين ولعلي محسن زرعت في دار الرئاسة منذ العام 2002م وليس اليوم, فأين كان علي عبدالله صالح?

 ينظر كثير من اليمنيين الى التفاف الشيخ سلطان البركاني وآخرين حول الرئيس السابق وتمسكهم به على أنه لم يكن حبا فيه بقدر ما هو حفاظا على مصالحكم حتى أصبحتم مراكز قوى تطوقه ولا يستطيع الفكاك منكم?

 من حيث المصالح أقول لك ولكل من يعتقد أن لدينا مصالح, أينما ستجدون مصالح لسلطان البركاني غير ما ورثه عن أبيه وغير البيوت التي يسكنها فليأخذوها سواء كانت أرصدة أو شركات أو أراضي فليأخذوها حتى ليس للدولة بل للمطالبين الذين يعتقدون أننا فاسدون, أنا تربيت على قيم وعمري ما أفسدت, فدعهم يقولوا ان معنا مليارات فــ "صيت الغنى ولا صيت الفقر" أما الحديث عن علي عبدالله صالح ووقوفنا الى جانبه في أحلك الظروف ولم نخف على أنفسنا فنحن أصحاب مبادئ فأنا أعرفه منذ 35 سنة وأعرف ما يحمله من قيم انسانية ونبل وما يحمله من تسامح سأبقى معه لو لم يبق تحت الشمس الا أنا وهو سأبقى معه ولن أغادره, وأولئك الذين لا ناقة لهم ولا جمل في المصالح أثبتوا أنهم مؤتمريون وواجهوا وصمدوا وصبروا, أما أصحاب المصالح فقد هربوا اما الى الساحة ليحتموا بها أو ذهبوا ليخبئوا ما يملكونه لكن الفقراء والبسطاء وقفوا مع علي عبدالله صالح ومع المؤتمر وهو ما جعلنا نشعر بأننا أقزام أمامهم, والذين اختاروا طريق الخيانة لعلي عبدالله صالح أو اعتقدوا بأنهم سيذهبون الى غنائم أخرى أن هذا انتهى اليوم وأنهم سيذهبون الى مكان آمن وغنائم هل ينالون احترام الناس وهل يعيشون حالة ضمير مستقر, أنا أريد أن أسأل عن علي محسن هذا الذي كان يحكم اليمن وقال انه كان الرجل الأول اليوم هو محصور داخل الفرقة ألم يندم? انه يعض أصابع الندم كانت توجيهاته تصل الى كل مكان وكان يحكم المحافظين والمدراء والوزراء والقياديين والسفراء واليوم جالس في مقر الفرقة, وكان هو صاحب التأثير على القرار وكان هو والشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر مقدسين عند علي عبدالله صالح, لكن الخيانة جعلت علي محسن قابعا في الفرقة ولولا أنه يمتلك مالا والقطريون أغدقوا عليه بالأموال فلن تجد من يزوره, هذا الرجل لم يعد ذاك الذي كلنا كنا نذهب اليه, علي عبدالله صالح اتصل بوزير الدفاع الأسبق عبد الله علي عليوه وقال له " أتخونني يا عبدالله وأنا استقبلتكم بعد أحداث 13 يناير عام 1986م فقال له عليوه " منذ أن أتينا اليك وأنت كلما قلنا لك كلاما قلت لنا شوفوا علي محسن ونحن شفنا علي محسن ارتبطوا بعلي محسن وهاقد ارتبطنا به أنت الذي كنت توجهنا منذ أن أتينا اليك من عدن الى اليوم وكلما عرضنا عليك موضوعا قلت لنا اذهبوا الى علي محسن وها قد ذهبنا اليه حسب تعليماتك وأوامرك ".

*صحيفة السياسة الكويتية


في الأحد 14 أكتوبر-تشرين الأول 2012 09:26:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=17696