جبهة ضد التعذيب والتوحش
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: 5 سنوات و 10 أشهر و 3 أيام
الخميس 10 يناير-كانون الثاني 2019 05:01 م

توفيق اللحجي شهيد جديد تحت التعذيب لكن بوحشية غير معقولة!، قتلته مليشيا الحوثي تحت التعذيب في سجن الصالح بتعز، ثم اتصلوا بأسرته ودفنوه رغما عن والدته دون أن يسلموا لهم جثمانه!!

انسانيتنا في خطر ، الجرائم الوحشية في السجون لا تطاق وهدفها فتح جرح لن يندمل ولو بعد عشرات السنين، هناك أجهزة وحشية تعبث بارواح واجساد المختطفين، في صنعاء وفي عدن لغرض واحد فقط ، سادية بشعة هدفها تأسيس حرب طويلة وانتقامية سيكون ضحيتها ابرياء في المستقبل .

مليشيا الحوثي مجموعة لصوص قتلة لا يهمهم ما سيلحق بإسرهم في المستقبل، لا يدركون مخاطر وإبعاد جرائمهم التي لم تحدث في تاريخ البشرية حتى في عصور الطغاة الجبابرة الذين خدوا الاخاديد وأحرقوا فيها الأبرياء فيها أحياء، فعلوها لمرة واحدة بينما لصوص وقتلة مقاول الفوضى في اليمن تفعلها كل يوم وتسند ظهرها إلى الدعم الدولي الذي هو اصلا من يدير هذه الجماعات الإرهابية!.

في المقابل هناك وحشية مفرطة لا تقل إجراما وفظاعة وبشاعة عن ما يجري في سجون مليشيا الحوثي، وهي تلك الجرائم التي ترتكبها مليشيا إرهابية ممولة وتشرف عليها وتديرها الإمارات او ان أردنا الدقة فأطراف نافذة في السلطات الإماراتية، وكلها لا تفرق شيئا أمام الضحايا، هناك وحشية غاية في البشاعة تنفذها عصابات من كل مكان وصل الأمر إلى استئجار قتلة ومحققون مجرمون مرتزقة من أبناء الزنى في دول عدة يتبعون للشركة الصهيونية التي اعترف رئيسها بجرائمهم المروعة ونشر صورا له في عدن والمكلا دون أن يسائله أحد او يوجه له حتى عتاب من قبل تلك الدول الراعية للقتل والتوحش والسادية وعلى رأسها امريكا.

اليوم نحن أمام هذه المشاهد المروعة، والقاتلة وبالغة الوحشية، وأعداء متعددون، والأخطر في الأمر أن أغلب من قتل تحت التعذيب او من يمارس ضده التعذيب الان هم مواطنون ابرياء الغرض من تعذيبهم وقتلهم تحت التعذيب هو التعذيب والقتل فقط، تعذيب من أجل التعذيب وقتل من أجل القتل ليس إلا ، سأطلب منكم مراجعة قائمة أسماء الشهداء الذين قتلوا تحت التعذيب والتي أصدرتها رابطة امهات المختطفين وستتفاجأون بهذه الحقيقة الصادمة، من يقتل تحت التعذيب أناس عاديين لا يوجد سبب صغير او كبير لتعذيبه، فلم يكن في صفوف المقاومة مثلا، ولم يكن قيادي في جيش أو يحمل أسرار عسكرية او أمنية ولم يكن متورطا في اي عمل يمكنهم اتخاذه ذريعة لتعذيبه، مع ان كل عمل وطني مشروع، لكننا هنا نسعى للفت الانتباه لابعاد هكذا جرائم موغلة في التوحش من أطراف عدة!.

وأمام هذا الوضع الكارثي وجد أهالي المختطفين أنفسهم وحيدون مخذولون بلا سند وبلا ظهير، حكومة الشرعية غرقت في تفاهات وخانت كرامة اليمنيين ووجعهم، ومنظومة سياسية هشة عجزت عن إيجاد سجل انتخابي قبل 2011 وهي على القيام بدور وطني تاريخي مصيري أعجز ، ونخب من ورق لا تليق بوطن مثخن بالجراح، وأدوات مشتتة بلا راعي ولا كنترول ولا حتى وازع يحث الخطى ويسد الفرج ويساوي الصفوف لإقامة الصلاة على أرواح الضحايا وصد اليد التي تستمرئ التعذيب ، ومجتمع مدني داخل وخارج منافق مسيس يعمل برخص واستثمار وقح! فهل الصورة سوداء محبطة ام انها خطيرة تستنهض الهمم؟!

ولأن المفاوض السياسي عجز عن القيام بدوره كما يجب وبما تستدعيه الضرورة ويوازي الخطر فإنه بات من الواجب تظافر الجهود لتشكيل جبهة جديدة وليس معنى الجدة فيها ان نخلق كيانا دعائيا، بل قلوب وقناعات وعقيدة طويلة الأمد تبدأ بإنقاذ المختطفين ولا تتوقف حتى ترميم كل هذه الفوضى والوحشية التي تهدد الإنسانية وتؤسس لضحايا جدد وتحفر قبور ابرياء مستقبليون.

ان هدف إطالة الحرب باتت واضحة ووحيدة، تفكيك المجتمع وتوغل التوحش فيه ونشر ثقافة القتل الوحشية وخذلان الضحايا ، ويجب أن ننقذ انسانيتنا وبلادنا ونفعل ذلك نحن فما حك جلدك مثل ظفرك، وبالتالي، فإن الفكرة في تشكيل إطار يحمل على عاتقه هذه المسؤولية ويؤمن بهذه الرسالة قديمة تتجدد وباتت فريضة اللحظة (سنعلن تفاصيل أوضح لاحقا)، ونناشدكم التفاعل بمقترحاتكم حتى تنضج الفكرة ونعلنها خلال وقت قصير قصير جدا قبل ان تزهق روح جديدة بعد قليل، فهل أنت مع ذلك؟! وما رأيك؟!