ميدان السبعين وأحقاد الإماميين الجدد
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 6 سنوات و 6 أشهر و 12 يوماً
الخميس 03 مايو 2018 07:23 م
 

الجمهورية مفردة بغيضة في قاموس العصابات الحوثية , ولفظ يثير الهيجان في أعماق السلالة , عقدة هولاء القتلة حتى اللحظة أنهم لم يستطيعوا التخلص من كل موروثات ثورة 26 سبتمبر, تلك الثورة التي أعلن كهنة المسيرة صراحة وعلانية أنها كانت انقلابا عسكريا على حكم بيت حميد الدين .

مسيرة الاماميون الجدد لم تستطع, رغم كل الإرهاب والدمار الذي مارسته , ضد الجمهورية , إلا أنها حتى اللحظة مازالت عاجزة عن تغيير العلم الجمهوري و تبديل أهداف ثورة 26 سبتمبر, وغير قادرة على منع الاحتفالات بذكرى هذه الثورة , لعلمهم أن ردة الفعل ستكون واسعة وكبيرة محليا وخارجيا , لكنهم ينحتون الصخر , للقضاء على كل التفاصيل الصغيرة , لكل ماله علاقة بالجمهورية والثورة , للوصول إلى تغيير جذري في مسار ثورة الشعب الأم .

أنهم يدرسون قطعانهم أن يوم 21 سبتمبر يوم الانقلاب الأسود على الجمهورية والثورة والدولة والشعب , هو يوم ثورة , ويرفضون الاعتراف أنها تمرد عصابة على شعب أو ثورة سلالة على أمة .

الاماميون الجدد تسللوا بخفة اللصوص إلى المتحف العسكري قبل شهور, وقاموا بنهب المئات من الصور والوثائق والمتعلقات بثورا السادس والعشرين من سبتمبر , ووضعوا بدلا عنها وثائق وصور ومتعلقات بكبار لصوص المسيرة الحوثية , في محاولة صامتة لإخفاء وطمس كل ماله علاقة بالجمهورية والثورة.

بالأمس وبكل بجاحة قام الحوثيون بتدنيس أحد أهم معالم الجمهورية , وفي أهم ساحاتها "ميدان السبعين " وقاموا بتغيير معالم " نصب الجندي المجهول " ذلك النصب الذي شيده أحرار الثورة تكريما لكل الجنود الميامين الذين جهلتهم الشعوب والقادة , لكن الأوطان وربهم يعرفونهم , فكان ذلك النصب جزء من التكريم الغيابي لهم .

تحول اليوم ذلك النصب المهيب في نفوس أجيال الثورة إلى مقبرة , لثلة من العصابات واللصوص.

المتابع لوسائل الاعلام الحوثية , يجد ثمة تركيز على تقديم الائمة على أنهم مجموعة من المصلحين الأنقياء والمخلصين لهذا الشعب , في حين يقابل ذلك بالتشكيك في كل رموز الثورة والجمهورية , وتحويلهم إلى مجموعة من المتآمرين .

هناك تجريف ممنهج لقيم الثورة , وثقافة الجمهورية من قبل هولاء القتلة والمجرمين واللصوص , في محاولة لترسيخ أقدام العصابة وتعميق أوتادهم البغيضة في عمق مكون هذا الشعب , الذي يتعرض لا كبر عمليات الغدر والخيانة , في زمن يحكم فيه اللصوص , ويعلو فيه صوت المجرمين .

لكن على الطرف الاخر أن يعي أن هناك من يرصد كل هذه المؤامرات القذرة التي تسلط على أجيالنا وموروثنا الثوري والجمهوري , وهيات أن يطول هذا الفاصل البغيض في حياة هذا الجيل .

كل هذه النفايات الفكرية التي تقوم بتوزيها العصابات الحوثية , سيتم تطهير اليمن من أثارها, وستعود الثورة والثوار الجدد لاستكمال أهدافها الحقيقية , وسيتم إزالة كل المخلفات عن طريق الانقياء الاوفياء لهذا الوطن , وسيعلو علم الجمهورية خفاقا في كل ناحية , وسيتم إعادة الكرامة لنصب الجندي الجمهوري "المجهول" , وسنسترد كل المسروقات ,لأعلام لثوار الثورة ورجال الجمهورية , وستزال كل رموز الامامة والتخلف من شبر في هذا الوطن .

تأكدوا أن هذه العصابة تحفر قبرها بيدها وتقود نفسها , وكل العلقين بأذيالها إلى مقابر الموت , ومزبلة التاريخ , لا عليكم , فقد ظهرت سوءاتهم وحقيقة باطنهم , وقرب نهاية رحيلهم , إمام بحد السيف أو بحبر القلم , ولا نامت أعين الجبناء .