الحوثيون يحولون المدارس إلى معسكرات تدريب .. ومسيرات النفير العام تتحول الى طعم لتجنيد الأطفال خيار الانفصال يعود مجددا ...حلف قبائل حضرموت يعلن رفضه لنتائج اجتماع مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بالتصعيد مجددا قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين
أثبتت الأيام، بما لا يدع مجالا للشك، أن حالة الانسداد السياسي التي تواجهنا في العالم العربي لا علاقة لها بصلابة وقوة الأوضاع القائمة، ولا بتماسك المشاريع التي تحكمنا في أكثر من بلد عربي، بل ترتبط بما يقابلها من هشاشة وضعف، وما حالة تونس إلا مثال واضح يؤكد على هذا الأمر، فقد سقطت -وفي أيام- سلطة كانت تُصنَّف الأقوى والأشد على مستوى الإدارة الأمنية بين البلدان العربية، وكانت قبلة وزراء الداخلية العرب ووجهة لنشاطاتهم.
نعم، يستطيع عدد أقل بكثير مما نتوقع من الناس أن يغيروا شيئا، ليس بالضرورة كما حدث في تونس فهو أمر كبير ومعقد، بل بطريقة مختلفة من حيث الحجم لا النوع، يستطيع التنظيم الموجه نحو هدف واضح ومحدد أن يهز أركان الواقع ويبدله بسرعة غير متوقعة، والتغيير الذي لا يأتي جذريا وكاملا يكون مقبولا ومفيدا لو جاء متدرجا وبوتيرة معقولة وجادا ومحسوسا، نستطيع اليوم أن نضع قائمة كبيرة من الأهداف تشكل مطلبا ملحا لشريحة عريضة من المجتمعات العربية: ارتفاع الأسعار، والعدالة في التوزيع، والمشاركة الشعبية في القرارات التي تمس حياة المواطنين، والمواقف الخارجية للدولة، وقضايا شعبية مثل الإعلام والحريات والتوظيف وتحسين مستوى الدخل.. قابلة جميعا لأن تكون نواة لعمل شعبي جماعي منظم، بعيدا عن الأيديولوجيات والشعاراتية الجوفاء وكل ما يفرق بين الناس ولا يجمعهم.
حدثت مبالغات في تعظيم شأن وسائل الاتصال الحديثة مثل الشبكات الاجتماعية وغيرها في ما حدث في تونس، ورغم أهميتها والدور الذي أسهمت به في هذه الثورة المباركة المجيدة، فإن هذا الدور لم يتجاوز أدوارا أخرى أكبر وأهم، أبرزها الإحساس الجماعي بالظلم والتفاعل الجماهيري في الشارع الذي كان حاسما أكثر من غيره، يقول الدكتور عزمي بشارة في ندوة نظمها المركز العربي للدراسات وأبحاث السياسات في الدوحة: لو أن كل الناس بقيت على تويتر والفيس بوك لما شاهدنا أحدا في الشارع يقود الثورة!!
فعلا، الثورة في الشارع وعلى أرض الواقع وليس في المنتديات، البوعزيزي بجسده الملتهب -رحمه الله- أشعل العالم العربي برمته، وهذا ليس تقليلا من الأدوار المهمة التي لعبتها وسائط الإنترنت ووسائل الإعلام، بل تأكيد على أن الشارع والفعل الذي يمارس فوقه وحده هو من يقود التغيير وليس شيئا آخر!
ماذا حدث؟ وكيف يمكن أن يحدث شيء مماثل في بقية البلدان العربية؟
هذا السؤال الملح يبحث عن إجابة أكثر إلحاحا في المشهد العربي البائس، وقد يكمن شيء منها في التنظيم، فجميعنا يتفق على جملة من المطالب المختلفة كما أشرنا في البداية، لكننا نختلف حول أنفسنا ومواقفنا أكثر مما ينبغي، ننشغل بالتلاسن والتشاتم والتشكيك والتقليل من بعضنا البعض، بعضنا لا مهمة وعمل له سوى الدخول إلى الإنترنت والقدح في الآخرين الذين ينشطون في الهم العام، فيبدأ هؤلاء بالانشغال بالشاتمين والناقدين لنشاطهم أكثر من اهتمامهم بالنشاط نفسه، وتخلق حلقة مفرغة من الجدال المجتمعي الفارغ وغير المفيد، الإسلاميون والليبراليون، المحافظون والحداثيون إلى آخره من هذه المتقابلات المصنوعة والمقصودة، كما يحدث في تونس من نقاش اليوم حول مصير الإسلاميين، فالبعض الذي انهار مشروعه وسقطت كل معاقله بدأ بتخويف الناس من عودة الإسلاميين، وكأنهم طارئ أو قادم من غير الرحم التي أنجبت الجميع.
الوطن أوسع مما يتخيل البعض، الوطن الذي يُبنى على قواعد صحيحة وسليمة لن يكون حكرا على أحد، لا لطائفة أو عائلة أو قبيلة أو تيار سياسي على حساب الآخرين، بل سيكون وعاء يشمل الجميع، شرطَ ألا يتشابهوا فيه، بل سيحتفظ الكل برؤيته الخاصة ومعادلاته ومنطلقاته، وشرط ألا يتعارض ذلك مع القواعد الأساسية التي تحكم الجميع، ما علينا سوى تأجيل خلافاتنا والالتفات نحو التغيير الآن، التغيير الذي لن تنتظر شرارته كثيرا في المنطقة، فالإجهاض والمجهضون يعملون على قدم وساق!
العرب القطرية