إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها
لم يكن الوطن اليمني في حاجة لمزيد من الحمقى ، ففيه من حمقى السياسة ما يكفي ، إذن أنه على مدى أربعة عقود يعاني من تراكم وتكاثر السياسيين الحمقى والأغبياء الذين أوردوا اليمن بأرضه وإنسانه موارد الهلاك ، وعلى رأسهم المخلوع علي صالح ، صاحب الرعاية الفائقة لأكثر ناتج سياسي بشري في تاريخ اليمن ، وصاحب حقوق الإنتاج والتوزيع للحوثيين وسيدهم عبدالملك ، قائد ما صار معروف بإسم أنصار الله .
على قدر حماقتهم والحرص على مصالحهم تضرر الوطن اليمني من حمقى السياسة كثيرًا ، لكن سيد مران وأنصاره أتوا على حين غفلة من الزمن ليجهزوا على ما بقي من اليمن ، في مشهد حماقة عجيبة أثبتت أن السيد وأنصاره يتحركون ضمن فوضى اللامشروع أو المعرفة بمتطلبات ومتغيرات العالم ، وذلك أثبت أنهم في أدنى المستويات لا يفهمون أبجديات السياسة وفنون الإقتصاد .
بين يوم وآخر يظهر عبدالملك الحوثي على شاشة التلفزيون ، ليلقي خطاباً طويلًا لا يحمل سوى المجهول ، إذ أنني حاولت شخصيًا تحديد الهوية السياسية والمعرفية للرجل فلم أصل سوى لنتيجة واحدة ، تتلخص في أن حب الظهور وعشق الحديث لدى عبدالملك الحوثي أمران حيويان ، فالساعات الطويلة للخطابات المكررة لا تحمل أي جديد ، فالتهديد والوعيد والإدعاء بالقيم والأخلاقيات والشراكة والحرص على الوطن كلمات مطاطية لا أساس لها في ممارسته وسلوك أنصاره ، وإحترام حق الشعب اليمني العظيم كما يكرر دائما في تقرير طريقة حياته مفقود لدى الرجل وأنصاره ، إذ أنه يريد شعبًا على طريقته ، وشراكةً حسب مزاجه ، وقيم وأخلاقيات لا أعرف كيف أحددها ولا أدري كيف يفهمها ، فنهب مؤسسات الدولة والغدر بكل الإتفاقيات ومحاصرة منازل الرئيس المستقيل والوزراء تعتبر حقارة وسقوط أخلاقي مدوي ، ومع ذلك يطل عاشق الظهور ليغني عن القيم والأخلاقيات !!!
بفعل عوامل داخلية تلخصت في غباء قادة المشترك وشيطنة المخلوع علي صالح وثقة هادي الكارثية في المجتمع الدولي ،وصل عبدالملك الحوثي وأنصاره لما وصلوا إليه ، وبكل مرارة وألم أقول أن لحظة وصولهم نقطة عار في تاريخنا لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة ، ولعلي هنا سأركز تركيزًا مباشرًا على الأثر الكارثي لما قام به سيد مران وأنصاره على المستوى الإقتصادي والأثر العميق للضرر النفسي والإجتماعي للمهاجر اليمني في كل دول العالم ، على أمل أن يمنحنا الوقت الفرصة للحديث عن الجوانب الأخرى لكوارث أعمى البصيرة عاشق الظهور وأنصاره .
أغلقت السفارة الأمريكية أبوابها وكذلك سفارة بريطانيا وتبعتها العديد من السفارات ، والمتوقع أن يصدر فعل قوي من دول الخليج إقتصاديا ، كموقف تجاه الإنقلاب الحوثي على كل الإتفاقيات والتفاهمات والعهود والمواثيق اليمنية والدولية ، وهنا يجب التنبيه أن عشرات الآلاف من اليمنيين يستلمون رواتبهم الشهرية من سفارتي أمريكا وبريطانيا ، وهؤلاء طبعا مهاجرون يمنيون أفنوا أعمارهم عملًا وكفاح في الغربة ، وعند وصولهم لسن التقاعد آثروا أن يقضوا ما تبقى من أعمارهم في وطنهم ، ومع غلق السفارات ستتعقد المسألة عليهم ، كما أن الآف المعاملات ستتأخر سنوات الآن ، ولن يتم صرف ( الفيز )القانونية لعوائل وأقارب المهاجرين المقدرين بمئات الآلاف ، إضافة لذلك ستتوقف المساعدات الأمريكية والأوروبية للبلاد ، ولإثبات عمى وحماقة سيد مران وأنصاره قامت سفارة المملكة بإيقاف المعاملات لتتوقف عشرين ألف فيزة عمل عن الصدور ، في وقت إستبشر اليمنيين العاملين في السعودية بوصول ملك جديد سيمنحهم معاملة خاصة ، ومن الواضح أن قطر ستتبع السعودية وتوقف الآف المعاملات التي تحدثت عن إستقدام اليد العاملة اليمنية ، وهنا فقط يتضح مدى كارثة ما قام به الحوثة وسيدهم على المستوى الشعبي ، أما على مستوى إقتصاد البلاد ، فكيف سيتحمل سيد مران وأنصاره إدارة البلاد ماليا حال قررت السعودية ودول الخليج وقف المساعدات المالية ومن أين سيدفع رواتب الموظفين ؟؟.
في جانب كارثي آخر ، يعاني اليمنيين المقيمين في مواطن الغربة معاناة أخرى ، تتمثل في تعرضهم للمسائلة والتدقيق عند عودتهم من اليمن أو تحويلهم مبالغ كبيرة لوطنهم خشية إرتباط أحدهم بتنظيم القاعدة ، وحال تم إدراج الحوثة وسيدهم في قائمة الإرهاب وتم إدانتهم بالإنقلاب ستتعقد المسألة أكثر ، وسيكون الإنسان اليمني محل الشك والريبة كان في وطنه أم في دول العالم ، وهنا وجب التنبيه لخطورة وكارثية وحماقة ما قام به سيد مران وأنصاره ، وعليه معرفة أن خطاباته الطويلة لن تفيد أو توجد أي بدائل للشعب اليمني ، بل إنه قاد البلاد إلى الجحيم المتمثل في الحرب الأهلية ، وإن كان يعتقد أنه بتهديداته ووعيده سيضر أحدًا فهو مخطأ ، لأن المتضرر الوحيد هو اليمن بأرضه وإنسانه ، كما أنني هنا أتعجب من غروره وتعاليه ، فهل يملك مفاعل نووي أم صواريخ عابرة للقارات ، أم أن اليمن مكتفية ذاتيًا حتى يهدد ويتوعد الآخرين في الداخل والخارج .
خلاصة القول تستدعي توجيه النصيحة لسيد مران وأنصاره بضرورة العودة للعقل والإحتكام للمنطق ، مالم فعليهم معرفة أن تصرفاتهم الطائشة ستقودهم إلى نقطة النهاية التي ستكلف اليمن بأرضه وشعبه ثمنًا باهضًا لن يكون سوى كارثة وطنية على الأجيال اليمنية القادمة .