مستشار ترامب يكشف عن أول قرار جديدًا يخض روسيا بعيدًا عن العقوبات اشتعال المعارك الطاحنة في السودان مـن جديد و ارتفاع عدد القتلى إلى 300 في ولاية الجزيرة السودانية موسكو وكييف تتبادلان أعنف هجمات بالطائرات المسيَّرة منذ بداية النزاع العيسي مرشحاً وحيداً لرئاسة اتحاد كرة القدم في اليمن الخطوط الجوية اليمنية تنفي الشائعات وتؤكد إنتظام برنامج الرحلات أبراج الحجاج والشركات المتعهدة بخدمة الإعاشة في مواجهة صارمة مع لجنة تحديد مواصفات وأسعار خدمات الحجاج خلال مسحها الميداني توجيهات رئاسية بالتحقيق في مقتل ضباط سعوديين بحضرموت والتنسيق مع قيادة القوات المشتركة التابعة للتحالف تفاصيل جديدة حول مقتل العسكريين السعوديين بحضرموت.. عملية ''مدبرة' والجاني لايزال في سيئون الحوثيون يجبرون سفينة تجارية على تغيير مسارها توزيع 300 سيارة وكرسي كهربائي متحرك للمعاقين حركيا بمأرب.
مأرب برس - خاص
ماذا يفعل الرئيس الآن وهو يشاهد كل تلك الأحداث تعصف به وبتاريخه ، هل يفكر جديا بحل واقعي وسلمي ليخرج بأقل الأضرار الممكنة ، أم أنه يصر على تجاهل ما يحدث ولا يراهم سوى أقلية لا تمثل إلا نفسها فقط وأن باقي الأمور على خير ما يرام .
وأيهم صار واقعا الآن ومترسخا أكثر بعد سبعة عشر عاما من الوحدة اليمنية ، هل هي الوحدة أم الانفصال ، وهل يعلم الرئيس بأن القناعة حين تتمكن من عقل الإنسان فأنها من الصعب أن تغادره ، وإلا كيف سمح وهو المهيمن على كل شيء في البلاد بأن تتسرب مثل هذه القناعات إلى عقول المواطنين التي كفرت بأجمل ما صنعه الإنسان اليمني ألا وهي الوحدة اليمنية ، هل وصلت به عدم المبالاة إلى هذا الحد ، ألم يكن يرى المتسولين في الشوارع والمفسدين يركبون أفخم السيارات ، ألم يكن وخلال سبعة عشر عاما يقرأ للكتاب والمثقفين والمخلصين مختلف النصائح والتوجيهات حول كل مفسدة ، أم أن هذا الرئيس يعيش كوكبا آخر ويتحدث لغة أخرى لا تفهم لغتنا .
الوطن الآن يتمزق والمواطنون في الجنوب اليمني تملكتهم قناعة بأن هذه الوحدة لم تعد مرغوبة وصاروا يضحون بأرواحهم من أجل الفكاك منها ، ولنا أن نقدر ماذا يعني أن يقرر الإنسان أن يخسر حياته لأجل قضية آمن بها وخرج مناديا عليها ، أن الوصول إلى مرحلة قبول السجن والموت من أجل الخلاص من تباعات هذه الوحدة هي نقطة ساخنة و من الصعب العودة عنها مهما استخدمت من أدوات لقمع إرادته ألتي نضجت مفرداتها وصارت واقعا يمشي على قدمين فيما بيننا ، لقد بات الانفصال موجودا داخل النفوس وهي أكبر من الحواجز و الحدود والمسافات .
أقول لفظة " وطن " مجازا ، لأنه لا وطن حقيقي نملكه ، إلا أن كان جواز السفر يعتبر كذلك ، وأما دون ذلك فلا شيء يوجد على أرض الواقع ، فعلى ماذا يتحسر البعض حين يسمع أن نصف الشعب صار يريد أن يشكل دولة له لوحدة عله يعيد ما كان لديه في السابق ، وخاصة أن ما يتذكره فيما كان قبل الوحدة ويقارنه بالوضع الحالي ، يجد نفسه خسر الكثير حتى آدميته .
في وضع سياسي جامد ورئيس متصلب ورافض أن يقوم بأي عمل جاد نحو تحسين الأوضاع ، فأن أي مناداة بالانفصال هي مناداة لها ما يبررها ومن الصعب رفضها أو الوقوف في وجهها ، ، وأن كانت الوحدة اليمنية مثلت لنا ذات مساء حلما ورديا ، فهي ألان صارت لدى البعض لعنة تجسدت عليهم في كل السلبيات التي يمكن اكتسابها وخلقها وكل السلبيات التي لم يكن حتى تصورها في أكثر الكوابيس إزعاجا.
الرئيس فشل في قيادة اليمن ، وفشل في ترسيخ الوحدة ، وصار من المؤكد أنه ولو بعد حين بأن بقاء الرئيس يعني انفصال اليمن ربما إلى أكثر من جزء ، ولأن اليمن غالية علينا ونريدها موحدة الأوصال مترامية الأطراف لها وزنها الإقليمي والدولي ، ولأننا نريد أن نبقى أنموذجا ناجحا لوحدة عربية أكبر ، ولأنه من حقنا أن نعيش مثل باقي البشر في رغد العيش والسلام دون سطوة همجية القبيلة أو تخبط التخطيط أو مفاخرة بالفساد والرشاوى ، ولأن الأوطان فوق الأفراد ، فهل سيرعوي الرئيس ويفكر بشكل جدي وفعال دون النظر في الخسارة والربح بهذه القضية ، هل سيفهم أن الأمر صار واقعا وأنه وكلما زاد عناده كلما زادت شعبية من يريد الانفصال وتحقيق دولته عله يجد بها شيء من الاطمئنان والسلام .
كل ما هو مطلوب هو أعطاء مشكلة المطالبة بالانفصال حجمها الحقيقي ، لأن هذه هي بداية إيجاد حل عادل لها ، أما محاولة قمعها بالقوة فهي لن تجدي ، بل ستجعل من الأمر يبدوا كثورة مقدسة تزيد اشتعالها كلما ازدادت محاولة إخمادها ، أما عن الحلول فهي كثيرة وتبدأ بتطبيق القانون على الجميع ومحاربة الفساد وتنتهي بمنح المحافظات صلاحيات واسعة يديرها أهلها أو نظام فيدرالي كآخر الحلول ، لأني أخشى على وقت أن يأتي ونتمنى هذه الحلول فلا تقبل بعد أن يكون الحال استيأس بالجميع ، و ياترى وأن حدث هذا الانفصال فهل بالإمكان إعادة الوحدة مرة أخرى ، وهل سيعقل أن يجرب المجرب من جديد ، وكم من الزمن نحتاج حتى تندمل الجروح ، كلها أسئلة لا نعرف لها من إجابة ، لكن الشيء الوحيد الذي سنبقى متأكدين منه ونعرف إجابته و هو أن الرئيس علي عبدالله صالح سيكون هو المسئول الوحيد عن كل تلك الأحداث المأساوية التي ندعو الله ليل نهار أن لا تحدث .
benziyazan@hotmail.com