الطائرات الحربية الأميركية تنفذ 5 ضربات جديدة على مخازن أسلحة للحوثيين في صنعاء وصعدة المليشيات الحوثية تنسف أفراح صنعاء في قرارات تعسفية جديدة على ملاك قاعات الأعراس قرارات جديدة ومفاجئة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب ..نتنياهو يوافق على بنك أهداف لضربها داخل إيران مسؤولون أمريكيون يكشفون الموعد المحتمل للهجوم الإسرائيلي على إيران ما حقيقة وجود علاقات استخباراتية قوية من تحت الطاولة بين إيران وإسرائيل ؟ على خطى داعش.. توجيهات حوثية بإفساد بهجة اليمنيين في الأعراس وتقييد حرياتهم وكالة حوثية تتحدث عن مصرع أربعة من قيادات المليشيات - أسماء توضيح جديد من رئيس الحكومة عن أسباب الانخفاض الكبير والمفاجئ للريال اليمني أمام العملات الأجنبية مؤسسة الشموع توجه بلاغاً للنائب العام وتكشف عن تجاوزات قضائية واستغلال للنفوذ القضائي وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق خاصة نقطة ضعف واحدة.. كيف وقع حزب الله في فخ "البيجر"؟
عادتي بعد صلاة التراويح افتح جهازي كي اتصفح المواقع الاخبارية اتابع احداث الثورة اليمنية السلمية الحضارية..
واذا بي استقبل رسالة خاصة على الفيس بوك من احدى الاخوات في جدة تقول فيها «نزلت الى السوق ظهر اليوم في تمام الساعة الثالثة، وبينما انا اقلب بصري هنا وهناك واذا بي ارى ثلاثة شباب اعمارهم بين الـ15 والـ19 من باعة الخضار والفواكه المتجولين في الشوارع والارصفة. وقفت بجانبهم لاشتري منهم واثناء وقوفي تأملت في وجوهم واذا عليها آثار الكد والتعب. وجوه كالحة مجعدة من شدة الحر, وعرفت انهم يمنيين، وبعد ان طلبت منهم بعض الخضار والفواكه, سألتهم:
من أين أنتم؟
أجابني أحدهم بصوت شاحب خافت: من الحديدة محافظة باليمن.
ولم يعرف أنني يمنية. وجالت خواطري, ودارت دقائق الزمن, وتذكرت محافظة الحديدة عروسة البحر وثاني اكبر ميناء في اليمن, لكن ويا للأسف الشديد, مواطنوها أكثر الناس فقرا وحرماناً من ظلم نظام علي صالح».
فأنا أعلم - والكلام ما زال لها - ان أكثر من 70% من أبناء محافظة الحديدة يعيشون تحت خط الفقر. انتابني حزن شديد وخاصة حينما رأيت حالتهم مسكونة بالفقر والتعب والحاجة.
سألتهم هل انتم مع الثورة ام مع نظام علي صالح؟ طأطأ برأسه الى الارض ثم رفعه والتفت الى مبتسماً ونظر الي نظرة لها بريق تقرأ فيه كل معاني العزة والكرامة. وسكت.
سألته لماذا لا تجبني؟
اجاب وبكل براءة اخاف ان أجبتك «إن كنا مع الثورة ام لا» ألا تشتري منا. لقد كان يظن اني سعودية ويظن ان السعوديين جميعهم مع علي صالح.
كانت معهم ثلاث عربيات, اثنتان خضار وفواكة والثالثة تمر, واشتريت منهم جميع ما في العربيات وأعطيته القيمة كاملة.
ولا ادري لماذا كنت مصرة وعندي دافع قوي لأسمع منه الإجابة.. ربما لأنني أرى حالتهم وعوزهم وخشيت وهم في هذه الحالة أن يكونوا مع نظام علي صالح، فنظامه وإعلامه المطبل واركان حزبه كانوا يتفننون في تجهيل البسطاء والفقراء والعزف على مشاعرهم وطيبة قلوبهم وخاصة تهامة الشهامة والرجولة.
طلبت منه أن يجيبني على سؤالي: هل انتم مع الثورة ام مع بقايا نظام علي صالح..؟ التفت الى صاحبيه وكأنه يأخذ الإذن منهما بالكلام. ثم التفت إلي, وقال: نعم وبكل فخر نحن مع الثورة. ولو كان الأمر بأيدينا لكنا هناك في ساحات التغيير وميادين الحرية..
وأضافت لي في رسالتها في الفيس بوك «يا أحمد اقسم لك بالله ان عينيه دمعت وهو يقول: الشباب الذين راحوا (يقصد الشهداء) لسنا اغلى منهم.
قلت له وما الذي يمنعكم ان تكونوا هناك؟
أجاب بصوت متقطع به حشرجة الحياء:
جئنا من أجل الرزق واهلنا هناك في الساحات مرابطون. نجمع ما تيسر ونرسله لهم شهرياً.
تركته ورحلت الى داري وما زالت كلماته ترن في اذني لم اصدق ما سمعت».
تقول «يا أحمد لقد تغيير الوضع وخرجت من حالة اليأس, وأيقنت ان النصر قادم وان شباب التغيير في ميادين الحرية وساحات التغيير منتصرون, وأن التغيير سيكون بفضل الله وفضل هذه الإرادات الشبابية القوية والوعي الكبير ليس في شباب تهامة الحديدة فقط بل حتى في الشعب اليمني كله ولم يبق مع بقايا النظام الا مرتزقة من البلاطجة والقليل من قوات الحرس العائلي والأمن المركزي الذين نثق في وطنيتهم ونثق انهم في الاخير سيكونون الى جانب الشعب والتغيير؛ لأنهم عاهدوا الله تعالى على حماية الشعب والوطن وليس عائلة او شخص».