الشرعية ...في وجدان وفكر الفريق محسن 
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: 6 سنوات و 5 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 09 يوليو-تموز 2018 08:23 م
 

تناول الشرعية كمبداء دستوري ومفهوم قانوني و مصطلح سياسي و معيار محدد لمواقف القوى الوطنية و السياسية و الاجتماعية في القضية الوطنية التي يمر بها اليمن اخذت مواقف عملية متباينة وجدلا سياسيا و اعلاميا واسعا و حدي بين الاطراف جميعها فالبعض ناصر الشرعية في كل شي بما فيها المناصرة العسكرية و التضحية بكل شيء و اطراف أخرى ناهضتها العداء و قادت ضدها تمردا عسكريا و مارست إساءات و استهدافات مباشره و وجودية لرأس الشرعية و حكومته و أطراف آخرى تذبذبت  في المواقف و انقسمت بين طرفي الشرعية و الانقلاب و الحياد الشكلي الا ان أحد أكثر المواقف حدية و تشددا في  الدفاع عن الشرعية و التضحية الجسمية من أجلها كان موقف الفريق الركن علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحه مع انني قد اختلف معه في درجة هذه الحدية و أرى أن صاحب الشرعية يحتاج إلى مواقف عملية اكثر التزاما بالقسم و العهد الذي قطعه على نفسه أمام الشعب الذي منحه هذا الشرف العظيم

    لكنني ملتزم ان اكون ناقل آمين و محلل دقيق و ان أتناول بمنهجية علمية صادقة رؤية الرجل و مفهومه و قناعاته عن الشرعية من حيث هي كمفهوم او مبداء من خلال مواقف و رؤاء و أفكار الفريق محسن في سياقها التاريخي على امتداد رحلته الوطنية الزاخرة بالمواقف و المليئة بالأحداث و الصانعة للانتصارات ،

بالرجوع إلى تاريخ الرجل و تعاطيه مع هذا المفهوم وهو أركان حرب اللواء الاول مدرع في الجيش اليمني نجد انه خاض معارك نضال منفردا بإمكانيات محدود في سبيل الدفاع عن الشرعية الدستورية بمستواها الناشئ في كل مرحلة تاريخية مر بها و ايا كان موقعه و مستواه القيادي و حتى في الظروف الحالكة التي تعرضت فيها شرعية الرئيس الراحل علي عبدالله صالح رحمه الله إبان ثورة الشباب و عقب مجزرة جمعة الكرامة نادى كل من في الصف المناهض للنظام و كل من قفز من قارب السلطة بإسقاط النظام و محاسبة السلطة وأكدوا جازمين بانتهاء  شرعية النظام و المطالبة برحيل الرئيس وحده الفريق محسن كان صاحب رؤية ثاقبة فأعلن حماية شباب الثورة السلميين مؤكدا في الوقت ذاته احترامه و التزامه بالشرعية الدستورية التي كان يمثلها في حينه الراحل علي عبدالله صالح رحمه الله واضعا صورته خلف مكتبة كرمزية لاحترام الشرعية الدستورية مطالبا ضمن اقتراحه لحل المأزق اليمني بأن تسلم السلطة بشكل آمن و سلس الى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي اعتذر هو ذاته و قرر الرحيل مع الفريق محسن و الرئيس الراحل الذي تمنى ان تسلم السلطة لغير نائبه حين ذاك و بإصرار من الفريق محسن قبل الرجلين بذلك و تطورات الأحداث وصولا إلى المبادرة الخليجية و آلياتها التنفيذية التي كان الرجل و الرئيس الراحل و نائبه حين ذاك الفريق / عبدربه منصور هادي صناع بنودها و محور ارتكازها و كان هو اي الفريق محسن أول المؤيدين لها حين و قف الجميع منها بين رافض و متردد فاجتهد في إقناع الجميع بضرورة قبولها و الانتقال للحل السلمي الأمن دون القفز على المشروعية الدستورية و انتهاك حرمة النظام الدستوري و السياسي للبلد لسنا هنا بصدد عرض و تحليل احداث تلك المرحلة و انما في جزئية رؤية الجميع لمفهوم و مبدأ الشرعية في سياق التعامل مع الأحداث الجسام .

و حين قررت الحركة الحوثية الانقضاض على النظام و الاستيلاء على السلطة و الاستيلاء على العاصمة و المحافظات . غازلة الجميع و انتزعت الرضى او حتى السكوت و التماهي معها و اغرت كل الأطراف والأحزاب وحده الفريق محسن من قال لا و ناهض هذا التوجه بكل ما يملك من قوة و انتصر لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي منفردا بالمقاومة العسكرية من الفرقة الأولى مدرع بينما تخلت كل وحدات الجيش و الحرس الجمهوري بما في ذلك الحرس الرئاسي عن الرئيس الشرعي وغادر اليمن من ميدان المعركة رغما عن الاغراءات التي قدمتها الحركة الحوثية بالسلامة له و لكل من يرتبط به و المحافظة على أمواله و حقوقه و امتيازاته باعترافات فريق الحركة الحوثية المكلف بالتفاوض مع الفريق محسن في حينه الا انه طالب الحركة الحوثية بالخضوع للشرعية و الالتزام بالمسار السلمي المدني و العمل ضمن المنظومة السياسية المتفق عليها من كل الأطراف الوطنية هذه جملة من المواقف العملية و الإثبات الممهور بالدم على القناعات الراسخة في فكر و جدان الرجل باحترام الشرعية كمبدأ و عهد يجب الوفاء به .

ما دفعني للخوض في الموضوع و الكتابة عنه ابتداء هو تركيز الرجل في كل لقاءاته السياسية و الدبلوماسية و العسكرية و الاجتماعية على ضرورة الدفاع عن شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي و التمسك بها لكن ما استغربت له اكثر هو تناول ذات الموضوع و بذات الحماس حتى مع الفئات النوعية كقطاع المراءة و المنظمات و حتى المجالس الخاصة بسردية محكمة و طرح متوازن و عرض شيق فهو يرى أن شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي هي شرعية متينة و متواترة و ثابتة البنيان و انها صمام أمان اليمن و قارب النجاة للوطن و يعرض النائب مرحل و متانة و قوة الشرعية التي يتمتع بها الرئيس عبدربة منصور هادي في مستويات ثلاثة :- 

اولا : المستوى الوطني من خلال كونه مخرج أمن و طوق نجاة للوطن في مرحلة حرجة وشديدة الصعوبة من تاريخه المعاصر و حضت بتوافق القوى السياسية جميعها و بانتخابات توافقية صوت لها الغالبية العظمى من أبناء اليمن و توجت بمخرجات الحور الوطني الشامل و بمشروع دستور توافقي للخروج الى بر الامان و تأسيس اليمن الاتحادي من ستة أقاليم القائم على التوزيع العادل للسلطة و الثروة و هو ما يجعلها من أوثق عرى المشروعية الوطنية 

ثانيا :- المشروعية و الرعاية الإقليمية و المتمثل بالمبادرة الخليجية و آلياتها التنفيذية و الرعاية الإقليمية القوية لدعم و متابعة ما توافق عليه اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل و مشروع الدستور

ثالثا : مشروعية دولية و أممية لم يسبق لها شبيه في التاريخ و لم تحصى بها دولة في العالم حيث انعقد مجلس الأمن الدولي في العاصمة صنعاء في سابقة فريدة من تاريخ المجلس و قرر دعم الشرعية اليمنية و ما توافق عليه اليمنيين من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل و مشروع الدستور الذي استند إلى الاستفادة من تجارب و دساتير العالم برمته و بإجماع من المجلس قل ما تتمتع به قضية معينة منذ تأسيسه و فوق هذا باعتراف دولي كامل من كل دول العالم بما فيها دولة ايران الراعي الاول للإرهاب في اليمن على حد وصفه لم تجرى على الاعتراف بالمليشيات التي تمثل ذراعها العسكري في الجزيرة العربية. 

و يشدد الفريق محسن في كل لقاءاته على الى ضرورة مناصرة الشرعية و التمسك بها باعتبارها حق لكل اليمنيين و طوق نجاة وحيد و أمن لليمن وعامل استقرار للاستقرار الإقليمي و الامن و السلم الدوليين و يظل يسهب حول هذا المفهوم بتكرار و تأكيد دائم حتى قلنا ليته سكت . حفظ الله اليمن من كل سوء و مكروه والله من وراء القصد، ،،