رِسَالَةُ إِعْتِذَار
يحي الصباحي
يحي الصباحي

هذه القصيدة أرسلها اعتذاراً للأخ/طارق كرمان وذالك على تشكيكي في قصيدته الرائِعة بعنوان (على ماذا تُكرمني؟) والتي نُشِرت في موقع مأرب بِرس تقريباً في شهر مارس 2012م ,على اعتبار أنه كان متشائِماً وغير منطقي في وجهةِ نظرهِ  لمفهوم إنتصار الثورة وقد جاءت قصيدتي هذهِ متأخرةً لأني طوال أكثر من سنة وربع وأنا أحاول إقناع نفسي بأن الثورة حققت الكثير من أهدافها ولكن بعد تفكيرٍ عميقٍ وبعد مراجعة لمُجريات الأحداث تبين لي أن توقعات الأخ /طارق كانت في محلها وأن أكذوبة الإنتصار ما كانت إلا ضِحك على الذُقون(كما يقال عندنا بالعامية) ...على اعتِبار أن العبرة بالنتائِج وليس بالمقدمات ...

صدقت صدقت يا طارق

صدقت ولم تكن كاذب

فعذراً منك ياخِلي

إذا يوماً ظننتُ بأنَّك تدَّعي البلوى؛ بأنَّك لم تجِد فارق

صديقي يارفيق الدرب

تعال اليوم نشرب نخبنا حَزَّنا

لنرثي يوم مولدنا ...ونصرخ صرخة الباشق

تعال اليوم نسكب من مآقينا لنرثي الفارس الآبق

ونُرسِل من محابرنا نداءً للفتى الغارِق

هوى عملاقُنا الخارق

وقد أضحى ذليلاً ,هارباً ,مُضنىً

تعيثُ بهِ أيادي السارِقِ المارِق

تعال تعال يا طارق

لنسقي لوعةً المُضنى لصبحٍ لم يعُد رائِق

تعال فهذهِ أحلامنا أضحت يُشَيَّدُ حولها العائِق

تعال لنُعرِب عن تعازينا لنا فينا ونبكي يوم مقتلنا

تعال نزُفُ من أسمى تهانينا لوالينا

ومن نحروا أمانينا...وباعوا واشتروا فينا

ومن قذفوا بنار الغدر حُلم الغد

تعال لنُهديهم (تحايانا)

تحايا من عميق الروح نرسلها ولو كانت على أضواء شمعتنا

بغمرة ليلنا الحالِك

فيا من قد تنكرتم لنا عَلَناً

وأوقفتم هُنا الزَمنَ

تحايانا ...على أبراجنا الملقاة في شوارعنا

تحايانا ...على أن صنتم الغاز المُسال وأمَّنتم أنابيب الوقود لنا

ويا من تقاسمتم شواطئنا

 تحايانا ...على استقرار سعر النفطِ في أرجاء موطننَّا

بِأسعارٍ تُؤرِّقُنا

تحايانا ...على أن تقاسمتم ولائِمنا

تحايانا ...على إنصافِ قاتلنا

تحايانا ...على إذلال ثائِرنا

تحايانا ...على أن صنتم الأصنام وأرسلتم بهم سُفراء عنواناً لعِزتنا

تحايانا ...على ترسيخ وحدتنا بتمزيقٍ أطاح بنا

حراكيين,حوثيين, قاعدةً,أصوليين,بعثيين

وهذا الشيخُ من سنحان أو همدان أو أرحب

وذاك العبد من تـــــــعزٍ ومن إبٍ ومن أبين

 تحايانا ...على أن جأنا من كُلِّ بلدانٍ قُروضاً تُغذي جيب سارقنا

ومازالت قُروضُ الأمس حملاً في كواهِلنا

وعبد اللات ينهش لحمنا صُبحاً و يُسقى من مدامعنا

ليغدو مُترفاً مــنعم وبالمجان يحصد زرعنا زمــــنا

 تحايانا ...على إسعافكم جرحى أرادوا عزة اليَمنَ

تحايانا ...على تأميمكم أحلام أُمتِنا

تحايانا ...على ترميم جثتنا

تحايانا ...على أنصافِكم زوجَ الشهيد وأولاداً لها جاعوا فأحضرتم لهم لبنا

 وأن جئتم لهم من حوضكم عوناً وزاداً يُنعِشُ البدنَ

************

رفيق الدرب لا تأسى ولا تحزن

فعزمُ الحُــــر لايُهزم

وعِــــز الثائِر الأبقى

ومازال الغدُ الآتي لنا باب سنفتحهُ بصرخـــتِنا

تعال نصُبُ من آهاتنا حِمَماً بِوجــــهٍ لم يزل حارق

تعال نعيد نار ثورتنا

ونوقظ عزنا السابق

تعال لننصُب الساحاتِ والخيمَ

تعال لنُعلن الزحفَ الذي كُتِمَ

وننفخ روح ثورتنا بعِزِّ إبائِنا السامِق

وكن واثِق...بأن الليل مهما طال فإن الصبح منبَلِجٌ

 لتشرق شمسه فينا ويُرعِدَ في سماء الحق صوت اللامِعِ البارِق

تعال وضع يداً باليد

ويحمي الساعدُ الساعِد

فحتماً إن تلاقينا سنصنع فجرنا الواعِد

بعونِ الله لن نُهزم

ولن نُظلم

ولن نُهضم

ولن ننداس بعد اليوم بفضل الواحِدِ الخالق

فما دامت بنا أرواح

وما دامت بنا أنفاس

ويجري في العُروقِ الدم

فلن نرتاح أو ننعم ...حتَّى نقهر العائِق

ويُسجنُ كُلُّ دجالٍ

و يرحلَ كُلُّ أفاكٍ وزِنديقٍ ونصابٍ وكُلُّ مُراوِغٍ ناعِق

ويُعدمُ كُلُّ من أجرم

ونسقي المُهجَةً الضمئى شرابَ النشوة العظمى

بنصرٍ لا به ألمٌ

وعـــيدٍ يومهُ أسمى

ونجعل من أمانينا لنا مُستقبلاً لائِق


في السبت 15 يونيو-حزيران 2013 05:17:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=20894