انفراط عقد البوليساريو وحتمية الوحدة المغربية
بقلم/ حسان الحجاجي
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 17 يوماً
الجمعة 17 سبتمبر-أيلول 2010 08:11 م
لا شك أن المتابع لملف الصحراء الغربية أدرك أن التطورات الأخيرة في هذا الملف من خلال زيارة المسئول الأول لما يسمى بـ"شرطة البوليساريو" السيد/ مصطفى ولد سلمى سيدي مولود إلى المملكة المغربية أن انفراط عقد البوليساريو أصبح حقيقة ماثلة وأن وحدة الأراضي المغربية هي الحتمية التاريخية التي لابد من التعاطي مع ملف قضية الصحراء على هذا الأساس من قبل جميع الأطراف المعنيين كما والحال كذلك من قبل المجتمع الدولي بعيداً عن أكاذيب قيادة جبهة البوليساريو الذين ألفوا حياة الارتزاق واستمرءوا في قمع اللاجئين وتعذيبهم وسفك دمائهم ، ليس هذا فحسب بل ذهب انفصاليو البوليساريو إلى الإنخراط بشكل أو بآخر في المنظمات الإرهابية كما سنتناول ذلك في مقال آخر.
  فملف الصحراء الغربية شهد تطورات إيجابية في الآونة الأخيرة دعمت مصداقية مقترح الحكم الذاتي المغربي القاضي بمنح الصحراويين المغاربة لتسيير شؤونهم بطريقة ديمقراطية ، ولعل العودة المكثفة إلى الوطن الأم للعديد من المحتجزين المغاربة في مخيمات تيندوف شاهد إثبات على اقتناع صحراويي تيندوف بمصداقية الحكم الذاتي ،ففي هذا الإطار جاءت زيارة مصطفى ولد سلمى سيدي مولود وهو مسئول عال المستوى حيث يشغل منصب المفتش العام للشرطة في قيادة البوليساريو إلى المملكة المغربية مؤخراً الذي لم يخفي إشادته بمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية الذي يخول للصحراويين مختلف حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتؤكد على قناعة عناصر من مسئولي البوليساريو بمشروع الحكم الذاتي .
حيث قال السيد ولد سيدي مولود، في ندوة صحفية، إن "الحكم الذاتي مبادرة جيدة وهو أفضل حل ممكن لقضية الصحراء كونه في نظره يستجيب لمصالح الشعب الصحراوي ويحفظ لهم كرامتهم وشرفهم ، كما أدان ما يجري في مخيمات تيندوف من معاناة المحتجزين ومن الأعمال غير المشروعة التي تقوم بها قيادة الإنفصاليين من سرقة للإعانات الدولية 'وأبرز السيد ولد سلمى سيدي مولود في مؤتمر صحفي عقده أثناء زيارته للمغرب ، في هذا السياق، أن شرائح واسعة من الصحراويين بالمخيمات تؤيد وتدعم هذا الحل الواقعي،وقال إنه سيعود إلى مخيمات تيندوف من أجل مواصلة التعبئة للانخراط في المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية .
ولابد من الإشارة هنا إلى أن خمس دول من منطقة الكاريبي قد سحبت إعترافها بجبهة البوليساريو وهذه الدول هي كروناد وآنتيكا وبربودا وسات كيتس نفيس وسانت لوسيت وفي تقديري أن قرار السحب هذا يأتي في إطار تشجيع مسلسل المفاوضات بين طرفي النزاع تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف الوصول إلى حل سياسي ينهي النزاع المفتعل في الصحراء الغربية.