إسرار تفوق البنات
بقلم/ مارب برس
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 18 يوماً
الجمعة 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 05:10 م

مأرب برس - أمرية المريطي

حلمت بالتفوق وأن أكون إحدى أوائل الجمهورية فسطرت أمام عيني ذلك الحلم، ولم يفارق مخيلتي حتى نجحت بعون الله أولا، وجهدي ثانيا في تحقيقه وذكرت حينها أن "لكل مجتهد نصيب" ، و أن "من جد وجد ومن زرع حصد".

أول ما يلاحظ على قائمة أوائل الجمهورية للعام 2007 - 2008، هو أن الطالبات استحوذن على أغلب المراتب، وهذا ما أكده وزير التربية والتعليم، الدكتور عبد السلام الجوفي، عند الإعلان عن نتائج الثانوية العامة بقسميها (العلمي والأدبي) في سبتمبر الماضي، حيث قال: الطالبات استحوذن على قائمة أوائل الجمهورية لهذا العام في القسمين (العلمي والأدبي)، حيث بلغ عدد الطالبات الأوائل في القسم العلمي 14 طالبة من إجمالي 25، وفي القس م الأدبي بلغ عدد الطالبات 13 من إجمالي 17.

** طموح التفوق

قاعدة أساسية وضعتها الطالبة زينب المنصور التي حصلت على المركز الرابع مكرر بمعدل 95.62 بالمائة، وغيرها من المتفوقات، وهي "التفوق والرغبة في الوصول إلى أعلى المراكز".. هدف قد يبدو في البداية صعب المنال، لكن مع الإصرار والعزيمة والثقة العالية بأني سأنجح وسأتفوق، وأن ذلك لن يكون مستحيلا ما دمت قد أعددت لذلك كل شروط النجاح.

فالنجاح يبدأ من الحالة النفسية للفرد، فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح -بإذن الله- من أجل أن يكتب لك فعلا النجاح. الفشل مجرد حدث، وتجارب، لا تخشى الفشل بل استغله ليكون سُلما لك نحو النجاح.. لن ينجح أحد دون أن يتعلم من مدرسة النجاح.

وتؤكد المنصور التي تركت الدراسة لمدة ثماني سنوات، تفرّغَت خلالها لتربية طفلها والاهتمام بمنزلها وزوجها. إن الاستقرار النفسي والرغبة في التفوق هما من دفعها إلى تحقيق ذلك المركز إضافة إلى المذاكرة والاجتهاد، وأنها لن تكتفي بشهادة الثانوية العامة فلديها رغبة في أن تكمل الدراسة الجامعية في قسم اللغة الانجليزية.

** أنشطة مدرسية

كلنا ينتابنا القلق والخوف عند الامتحان، ولكن علينا أن نميّز بين القلق المحمود والقلق المرفوض. الأول هو قلق الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات، وهو قلق محفّز ومطلوب. أما القلق والخوف المرفوض فهو الذي يؤثر على الثقة بالنفس ويثبط الهمة ويقلل من درجاتك بالرغم من سهرك ومجهودك.

وهذا ما حدثتنا عنه المنصور التي أكدت أن الأنشطة المدرسية التي شاركت فيها مدرسة "الفرات" التي درست فيها، والتي كان إحداها مسابقة أوائل الطلبة ساعدت على المذاكرة وأبعدت مسألة الخوف من أسئلة الامتحانات، وتعرّفت خلال تلك المسابقة على كيف تكون أسئلة الامتحانات.

** هموم مدرسة

وفي أثناء زيارتنا لمدرسة "الفرات" للبنات بأمانة العاصمة التقينا الأستاذة جملية الجبوبي، وكيلة المدرسة، التي اثنت كثيرا على المنصور، حيث قالت: إنه رغم ظروف زينب المتمثلة بمرض أمها وتحملها لمسؤولية طفلها وزوجها وبيتها إلا أنها حققت المركز الرابع.

وخلال الحديث عن المدرسة طرحت لنا الجبوبي بعض الهموم التي تواجهها مدرستها، والتي تعاني منها أغلب مدراس الجمهورية، وتتكرر كل عام دون أن يكون هناك حل لها.. وتقول الجبوبي: إن لديها مشكلة هذا العام ونقص في مربيات الصفوف الأولى، التي تعتبرها أهم مراحل الدراسة؛ لأنها حجر الأساس لباقي المراحل، بالإضافة إلى نقص في الكتب الدراسية، التي قد ينتهي العام دون أن تصل، وكذلك مشكلة الازدحام في الصفوف.

** دور الأسرة

مما لا شك فيه أن للبيت دورا في نجاح الأبناء وتفوقهم، فالمسؤولية كبيرة تقع على عاتق أولياء الطلاب في مساعدة أبنائهم على تحسين مستوى تحصيلهم الدراسي والنجاح في امتحاناتهم والتخفيف من قلقهم من خلال تقديم خدمات توجيهية وتربوية سليمة.

فلا بد من توفير الجو العائلي الذي يتسم بالاستقرار والهدوء والشعور بالطمأنينة، وهذا ما أكدته الطالبة أميرة الجَمرة الحاصلة على المركز الثاني مكرر بمعدل 96.00 بالمائة (قسم أدبي)، فهي لم تنس يوما تلك الأيادي البيضاء في المنزل التي مدت لها يد العون ووفرت لها أجواءً مناسبة للمذاكرة، وساهمت في نجاحها وتفوقها.

ليس ذلك فحسب، بل كتبت على كتبها وأوراقها المتناثرة حلمها في التفوق، وسعت بكل طاقتها لتحقيقه وقطفت ثمار ما زرعته، وتؤكد أن حلم التفوق كان موجودا لديها منذ المرحلة الإعدادية بأن تحقق أعلى المراتب.

إضافة إلى دور البيت وطموح الطالب ورغبته في التفوق توضح الجمرة التي لم تحدد بعد الكلية التي ستكمل فيها دراستها الجامعية إنها استفادت كثيرا من النشاط الأسبوعي الذي كانت تقيمه مدرستها إضافة إلى دور معلمتها في شرح وتوضيح كل الدروس.

** ثناء وامتداح

وخلال زيارتنا لمدرسة "خولة" للبنات في أمانة العاصمة للقاء الطالبة أميرة الجمرة، التقينا بالأستاذ فضل ردمان (مستشار نائب وزير التربية والتعليم) الذي أكد لنا أن مدارس البنات أفضل حالا من مدارس الأولاد نتيجة للإدارة السليمة.

وبين سطور الكتب وعناء المذاكرة تروي لنا الطالبة أروى، الحاصلة على المركز الأول بمعدل: 98.75 بالمائة (قسم علمي)، مشوارها الطويل مع التفوق فتقول: إن الصف الثالث الثانوي أحد أهم المراحل الذي يحتاج إلى اجتهاد وجهد طويل حتى يتم الظفر بالمراكز المتقدمة.

وتضيف، إنها كانت في بداية العام تذاكر بمعدل أربع ساعات، وبعد نصف العام زادت إلى ست ساعات، وقبل شهرين من الامتحان تضاعفت ساعات المذاكرة إلى طوال اليوم.. وتؤكد أن الامتحانات الشهرية التي كانت المعلمات في مدرسة "فاطمة الزهراء" تحرص على أن تتم كل شهر، وكذلك امتحان نصف العام ساعدت كثيرا على المذاكرة، وساهمت أيضا على تحفيز الطالبة على المذاكرة بشكل دائم، وأبعدت الخوف عنها.

وأثناء جولتنا في المدرسة بصحبة مديرة المدرسة الأستاذة رضية الديلمي لفت انتباهي معمل الكمبيوتر، وتؤكد الديلمي: أن نحو 990 طالبة قد تخرجت من المدرسة، وهن يحسنّ استخدام الجهاز، كما أن المعلمات يقمن بشرح بعض الدروس عن طريق شاشة "البروجاكتر".

وتؤكد أن هناك أربع طالبات غير أروى حصلن على نسب مرتفعة.

** ختاما..

وفي ختام رحلة البحث عن أسرار التفوق الدراسي يتضح لنا أن التفوق ليس حكرا، وأن للتفوق عنوانا واضحا مفاده الاهتمام بالمذاكرة منذ اليوم الأول مع ارتفاع معدلها تدريجيا وتليه الرغبة والتفوق والطموح بالوصول إليها، والاهتمام بالمنزل وجهود المدرسة في تخريج جيل متفوق.

 * صحيفة السياسية