تعرف على أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء قرارات حوثية جديدة على محال الإنترنت في صنعاء إعلان نتيجة أول اقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية مساحته شاسعة ويحتوي على غابات.. ماذا نعرف عن أكبر كهف في العالم مؤتمر حضرموت الجامع يعبر عن موقفه تجاه مجلس تكتل الأحزاب إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي
مأرب برس / تقرير واشنطن / كتب يحيى عبدالمبدي
توم جونسون شاب أمريكي مثقف تخرج من قسم الدرسات الدولية من أحدى الجامعات الأمريكية الشهيرة، اعتدنا أن نلتقي صدفة على أحد مقاهي وسط العاصمة واشنطن. أخبرني توم منذ أيام خلال حوار عابر أن اثنين من أفراد أسرته لا يعرفون إلا القدر اليسير من القراءة والكتابة بما لا يتعدى التوقيع على الأوراق الرسمية أو قراءة أسماء الشوارع وأرقام البيوت. لم اتعجب من مقولته، ولكني عدت بالذاكرة سنوات وتخيلت أنني لوقابلت هذا الرجل في القاهرة منذ عشر سنوات وقال لي نفس الكلام ما كنت لأصدقه، حيث إن معظم المواطنين العرب لا يتصورون أن هناك أمريكيا لا يعرف القراءة والكتابة، كما لا يتصور الكثيرون أن هناك فلاحين أو بسطاء لا يتجاوز عالمهم القرية أو المدينة التي يقطنوها.
توم جونسون شاب أمريكي مثقف تخرج من قسم الدرسات الدولية من أحدى الجامعات الأمريكية الشهيرة، اعتدنا أن نلتقي صدفة على أحد مقاهي وسط العاصمة واشنطن. أخبرني توم منذ أيام خلال حوار عابر أن اثنين من أفراد أسرته لا يعرفون إلا القدر اليسير من القراءة والكتابة بما لا يتعدى التوقيع على الأوراق الرسمية أو قراءة أسماء الشوارع وأرقام البيوت. لم اتعجب من مقولته، ولكني عدت بالذاكرة سنوات وتخيلت أنني لوقابلت هذا الرجل في القاهرة منذ عشر سنوات وقال لي نفس الكلام ما كنت لأصدقه، حيث إن معظم المواطنين العرب لا يتصورون أن هناك أمريكيا لا يعرف القراءة والكتابة، كما لا يتصور الكثيرون أن هناك فلاحين أو بسطاء لا يتجاوز عالمهم القرية أو المدينة التي يقطنوها.تعريف الأمية
تعرف الأمم المتحدة الأمية بأنها عدم القدرة على قراءة أو كتابة جملة بسيطة بأي لغة. وبناء على هذا التعريف وطبقا لإحصاء أممي صدر عام 1998، فإن 16% من سكان العالم أميون أي لايعرفون قراءة او كتابة جملة بسيطة. وبناء على دراسة أعدها المركز القومي للإحصاءات التعليمية National Center for Education Statistics عام 2003، فإن 14% من المواطنين الأمريكيين البالغين لا يجيدون القراءة والكتابة. وأن ما يزيد عن نصف تلك النسبة لم تحصل على شهادة الثانوية العامة. أعلى نسبة أمية تقع بين أبناء الجالية اللاتينية أو الهيسبانك 39% من أجمالي عدد الأميين في الولايات المتحدة، بينما نسبة الأمية بين البيض لم تشهد زيادة أو نقصان طوال العقدين الأخريين وهي 37% من إجمالي عدد الأميين، لكن هذا الرقم صغير بسبب بلوغ نسبة البيض العالية بين سكان الولايات المتحدة، إذ تبلغ ما يقرب من 75% من إجمالي سكان الولايات المتحدة. بينما قلت نسبة الأمية بين السود خلال العقد الأخير إلى 20% من أجمالي عدد الأميين.
مستويات ودرجات الأمية
عندما نتكلم عن نسبة الأمية في الولايات المتحدة ونقول إن 40 مليون أمريكي لا يجيدون القراءة والكتابة وأن ما يقرب من نصفهم لا يعرفون إلا القدر اليسيرالقراءة والكتابة كما اسلفنا، فإننا لا نقصد الأمية المعرفية، والتي من أشهرها فيما بتعلق بالمجتمع الأمريكي الأمية الثقافية والسياسية والجغرافية، والتي تعتبر مجال تندر كثير من المهاجرين الجدد على مواطنيهم الأمريكيين، حيث تشير الدراسات إلى أن واحدا فقط من كل عشرة أمريكيين يستطيع بسهولة تحديد موقع الولايات المتحدة عل خريطة العالم، في حين أن تسعة من كل عشرة فرنسيين يستطيعون تحديد موقع الولايات المتحدة على الخريطة بسهولة. كما أن معلومات معظم الأمريكيين عن ثقافات وشعوب العالم محدودة للغاية. بل نقصد في هذا السياق الأمية التي تجعل من ملايين الأمريكيين لا يستطيعون بمفردهم ملء استمارة التحاق بوظيفة أو كتابة شيك مصرفي أو قراءة جريدة.
الأمية : العرق والنوع والحالة الاقتصادية
يقول الكاتب باول ريفز Paul Rivas محاضر الدراسات الحضرية في جامعة وسكونسن اعتمادا على دراسات وإحصاءات الرابطة القومية للتعليم National Education Association إن الأمية لاتمثل مشكلة فئة أو شريحة واحدة في المجتمع الأمريكي، حيث تنتشر بين البيض والسود واللاتينيين ( الهسبانيك) بنسب متقاربة، كما أن نسبة الأمية في المدن الكبرى (41%) تقترب من النسبة في القرى والبلدات الصغيرة(51%). كما أن الأمية لا ترتبط بجيل كبار السن فقط، حيث إن 40% ممن لا يعرفون الكتابة والقراءة هم من الشباب الذين تتراوح اعمارهم مابين 20 و39 عاما.
ولكن رغم صدقية الأرقام التي استعان بها ريفز، فإن كافة الشواهد ودراسات أخرى كثيرة مثل دراسة خدمات الاختبارات التعليمية Educational Testing Service تؤكد أن الأمية في الولايات المتحدة تزداد بين الطبقات الفقيرة وداخل مناطق جفرافية بعينها وبين جماعات عرقية دون الأخرى. فنسبة 50% من المواطنين الذين يحصلون على منح الإعانة المعيشية Welfare هم أميون. كما أن 75% من العاطلين عن العمل لا يجيدون القراءة والكتابة. كذلك فإن نسبة أبناء من ليس لديهم عمل والذين يتوقفون عن مواصلة التعليم في مراحل مبكرة من الدراسة تبلغ خمسة أضعاف الأطفال العاديين. كما لا ننسى أن تعبير النسب المتقاربة بين البيض والسود والهيسبانك لا تعكس حقيقة أن الأعداد غير متقاربة ، فلا مجال لمقارنة الهيسبانك الذين لا يتجاوز عددهم في الولايات المتحدة عن أربعين مليون بالأغلبية البيضاء من سكان الولايات المتحدة والذين يقدر عددهم بـ211 مليون أي ما يوازي 75% من إجمالي عدد السكان. كذلك فيما يتعلق بالمقارنة بين القرى والمدن تبدو المقارنة غير دقيقة، حيث إن نسبة الأمية في المدن الكبرى تتركز في الأحياء الفقيرة فقط.
تأثير الأمية على المجتمع
تتجاوز أضرار الأمية في الولايات المتحدة حياة الفرد لتؤثر سلبا على حياة المجتمع ، فـ60 % من المساجين الأمريكيين أميون. وطبقا لإحصاء مجلة نيشنز بيزنس
Nation"s Business
فإن المجتمع الأمريكي يعاني من وجود 15 مليون أمي عاطل عن العمل، الأمر الذي يكلف اقتصاد الدولة مئات الملايين من الدولارات سنويا. إدراك المؤسسات التعليمية لأضرار الأمية على المجتمع وسعيها لمجابهة هذا التحدي دفع الكونغرس عام 1991 إلى تشريع قانون لمحو الأمية أطلق عليه قانون القدرة على القراءة والكتابة القومي
National Literacy Act
وأنشأ معهدا لمحو الأمية وزيادة قدرة الأمريكيين على اتقان مهارات الكتابة والقراءة. كما تقوم معظم المكتبات العامة بتنفيذ برامج فصلية لتأهيل الأميين وتعليم الأنجليزية للمهاجرين الجدد. ومن أقدم وأشهر البرامج لمحو الأمية برنامج المتطوعين لمحو الأمية في أميركا
Literacy Volunteers of America
الذي أهل وساعد 350 ألف شخص على التخلص من الأمية منذ تأسيسه عام 1962.
أسباب زيادة نسبة الأمية في أميركا
تعتبر نسبة الأمية في الولايات المتحدة مقارنة بأوربا وبقية دول الغربية وغيرها من الدول المتقدمة عالية نسبيا، ويرجع السبب في ذلك إلى أسباب تاريخية وجغرافية وثقافية، فالولايات المتحدة منذ تأسيسها وهي مجتمع مهاجرين ذوي خلفيات وثقافات مختلفة. كما أن عدم السماح لشريحة كبيرة من الأمريكيين بالتعليم أثناء عقود العبودية ، واستمرار الهجرة بأعداد كبير من غير المتعلمين من أمريكا اللاتينية، والاتساع الجغرافي للولايات وانتشار مهن يدوية وحرفية في الريف والمناطق الصناعية كانت من أسباب زيادة نسبة الأمية في أمريكا عنها في بقية الدول الغربية. وتشير الاحصاءات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي منتصف القرن التاسع عشر وحتى الآن أن المجتمع الأمريكي أن نسب الأمية في الولايات المتحدة قد شهدت تباينا واختلافا كبيرا من فترة تاريخية إلى فترة أخرى بما يعكس حالة النهضة أو التراجع الذي شهدته تلك الفترات. ففي أواخر القرن التاسع عشر كانت الأمية شائعة بصورة كبيرة في كافة أنحاء الولايات المتحدة وبلغت نسبتها عام 1870 20% من إجمالي عدد السكان، بيينما قلت بصورة ملحوظة في العقد الثالث من القرن العشرين لتصبح 4% فقط، ورغم هذا التحسن العام إلا إن نسبة الأمية بين السود في آوائل القرن العشرين بلغت نسبة 44%.
الأمية والسياسة
من السائد والشائع في المجتمع الأمريكي أن يعبر الناس عن أنفسهم بوصف أنهم جمهوريون أو أنهم ديمقراطيون، وهذا يبدوا متسقا مع طبيعة الحياة السياسية الأمريكية، لكن هذا الانتماء لدى قطاع كبير ممن لم يحصلوا على قدر كاف من التعليم هو انتماء تاريخي توارثته الأسرة ليس له علاقه بالتغيرات التي شهدها الحزب أو حتى برنامج الحزب. وبغض النظر عن الأمية في أبسط صورها من عدم معرفة القراءة والكتابة، فأن الأمية السياسة كما يقول السيناتورلامر الكسندر Lamar Alexander باتت تهدد الديموقراطية في الولايات المتحدة. فنسبة قليلة من الأمريكين هي من تعي كيفية صناعة القرار وعمل الحكومة والكونغرس. ويشير السيناتور الكسندر إلى نتائج دراسة أعدتها الرابطة القومية لتقدم التعليم NAEP عام 2001 ، والتي أظهرت أن 75% من طلاب السنة الرابعة في المدارس الحكومية لم يستطيعوا تعريف السلطات الثلاثة الفيدرالية للدولة وذلك من خلال أربعة اختيارات طبقا لنظام الاختيارات المتعددة. كما أن نسبة 73% منهم لم تستطع تعريف معنى الدستور من خلال اختبار إجابة من أربع إجابات