|
ماذا جرى ؟
هذا السُّؤال الرّمح ينفُذُ في الصَّميم
ماذا جَرى ؟
هذا السُّؤال السَّيف يضربُ ضربةً نجلاء
تعجَزُ أنْ تُحرِّكَ ماتبعثر في الرَّميم
ماذا جرى ؟
هذا السُّؤال النار تلتهِمُ الهشيم
ماذا جرى ؟
هذا السُّؤال البرقُ لمْ تَشعر بوَمضتِهِ الغيومْ
هذا السُّؤال الرَّعدُ ليسَ لهُ هزيم
ماذا جرى ؟
هذا السُّؤال الليل مطموساً بلا قمرٍ يلوحُ ولا نجومْ
هذا السُّؤال القيظ والرَّمضاء والرِّيحُ السَّموم
ماذا جرى ؟
لُغةٌ يُحاصِرُها التَّراجع و الخُنوع
لُغةٌ مُضرَّجةٌ بألْفاظِ التَّذلُّلِ و الخشوع
لُغةٌ مُسافِرةٌ إلى المجهول غائمَةُ الرُّجوع
لغةٌ وتحلِفُ أنَّها تبكي وتُغرِقُها الدُّموع
وتُحاصِرُ الظَّلْماء عينَيهَا وتنتحِرُ الشُّموع
و تظَلُّ تلهو عن صَبابَتِها الجُموع
ماذا جرى ؟
من أي نافذةٍ تسلَّل ذلك اللِّص العنيد ؟
وبأيِّ حقٍّ أشبع الرَّشاشَ من أشلاء أطفالٍ وأرمَلةٍ تضُمُّ برأة الطفل الوليدْ
وسقَاهُ كأساً من دَمِ الشَّيخِ القعيد
وبأيِّ إحساسٍ تغلْغَلَ في وريدِ البيتِ لصَّاً واستَبَاحَ حِمى الشَّهيدْ
ماذا جرى؟
حفلٌ يُقامُ وندْوَةٌ كُبرى ومؤتمرٌ يُحاصِرُهُ الكبارْ
وحكايةٌ يتفضَّلُ الإعلام مشْكوراً بسردِ فصولِها سَرْداً
يُرافقُهُ انبهارْ
ويظلُّ يعرِضُ ما يدورُ وما يُدارْ
صوراً لساحاتِ الحوار ولا حوارْ
صورَاً لأصحابِ القرارِ ولا قرارْ
ياليتَ شعري .. ما الَّذي يرجو الصِّغارْ
ماذا جرى ؟
في القدسِ كالسَّرطان تمتدُّ الحُفر
و المسجدُ الأقصى يبيتُ على خَطرْ
وحِصارُ غزَّةَ لوحة للظُّلمِ كالِحة الصُّورْ
وعرَاقَةُ التاريخ في بغدادِ تنهشُها الذِّئابُ منَ البشَر
وعباءَةُ القانون مزَّقَها البَطَرْ
و الأرضُ قلبٌ من مُخالفَة القوانينِ انفطَرْ
ماذا جرى ؟
ما بالُ أمَّتنا الحبيبة تُقادُ ولا تقودْ
ما بالُ طعم الملحِ يملأُ ثَغْرَها ويُجفَّفُ الشَّفتينِ يمنحُها الجمودْ
ما بالُها تجتازُ شرعَ الله تقتحمُ الحدودْ
وتمُدُّ كفَّيها إلى الباغي وتَرضَى بالقيودْ
عجباً لها تأبى الخضوع لربِّها العالي
وتخضَعُ للنَّصارى واليهودْ
ماذا جرى ؟
في سوريا انقَدَحتْ شراراتُ الحروب
وتضَرَّجتْ بِدماء سالكها الدُّروبْ
وتدثَّرتْ شمسُ الأحبَّة بالغروبْ
في سوريا تغدو أُلوفُ النازحينَ ولا تؤوب
ويَئنُّ قلبُ الشَّعبِ من جَورِ الخُطوبْ
أمَّا الطُّغاةُ فمَا لهم في شامِنا الغالي قلوب
أينَ القلوبُ ..
وللطُّغاةِ هناكَ مجزرة تزيدُ بها الكروبْ ؟
ماذا جرى؟
الشَّامُ يُذبحُ من وريدِ المكرماتِ إلى الوريدْ
الشَّامُ في دوَّامة الخطبِ الشَّديدْ
يشكو وعالَمُنا بلا وعْيٍ ولا عقلٍ رشيدْ
نارُ التَّآمُر في بلاد الشَّام تأكُل وجْهَهَا القمَريَّ قائلةً لها :
هلْ من مَزيدْ ؟!
والعالمُ الغربيّ و العربيّ قلبٌ من جليدْ
قلبٌ تشرَّبَ بالصَّديدْ
ماذا جرى؟
يبقى السُّؤالُ مُضرَّجاً بدَمِ السُّكوتْ
و الظَّلم يهدِمُ فوقَ ساكِنِها البيوتْ
وضمائرُ المتغطرسينَ على مَذَابحِهم تموتْ
ينْسَونَ أنَّ الله مُقتَدِرٌ
وأنَّ كواكِب الأسحار تلْهَجُ بالقُنوتْ
في السبت 11 مايو 2013 05:00:09 م