الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
مأرب برس - خاص
كثيرة جداً هي الأفكار والرؤى العربية الرائعة والممتازة، بيد أن هذه الأفكار كثيراً ما نلغيها بفعالنا، أو بقرارات زعاماتنا السياسية غير الحكيمة وغير الرشيدة، أو نقضي عليها في صورة أخرى بإهمالها أو عدم إخضاعها للفحص والدراسة والبحث العلمي، أو أن تظل هذه الأفكار عبارة عن مادة للاستهلاك الشعبي ودغدغة العواطف والخداع والتضليل الإعلامي الرخيص للأميين والمستضعفين والكادحين .
تعالوا بنا نستعرض صوراً من واقعنا العربي المليء بالصور المقززة على هذا المنوال الذي ذكرته قبل قليل:
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة بتاريخ: الاثنين 13 أغسطس-آب 2007، خطابا هاماً إبان تفاقم أزمة القمح والدقيق، وارتفاع قيمة الخبز، في أحد البلدان العربية، عن أحد زعامات البلاء والمحنة التي ابتليت بها أمتنا حيث قال فخامته: "على الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري تقديم البذور المحسنة ومساعدة الفلاحين في إنتاج المحاصيل الزراعية ليس القمح فقط بل أيضا الحبوب بكل أنواعها.. " وتابع فخامته قائلا: "إذاً سنستورد القمح ونوزعه على المواطنين وسنتجه نحو زراعة القمح "!!! .
إنها صورة من الصور البائسة في واقعنا الاقتصادي والسياسي العربي، هذا الزعيم الذي راح يخطب هذه الخطبة المخدرة والمستغفلة للأمة، هو نفسه الذي يقبع على كرسي الحكم بلا تنح ولا زحزحة، منذ نحو من 29 سنة، لم يستطع خلال هذا العمر المديد أن ينتقل ببلده الكبير والغني حتى إلى العصر الزراعي، فضلاً عن العصر الصناعي أو التكنولوجي، هلا استحى فخامته وهو يخطب من هذه الكلمات التي ألقاها دون وعي أو تركيز، حيث بعد أكثر من 29سنة من الحكم ولا يزال شعبه في صراع مرير وفي معارك طاحنة مع كسرة الخبز.
هلا تساءلنا.. فخامة الأخ الرئيس تساؤلا بريئاً، وما كنت تصنع طوال حكمك الطويل؟، ألم تكن تعلم حين تقلدت مقاليد الحكم وإدارة البلد أن لديك أرضا زراعية خصبة مترامية الأطراف؟، وأن لديك شعباً يحب الزراعة والفلاحة؟ وأن لديك سلة الغذاء؟ كما قلت!! ، فما كنت إذا تصنع طوال هذه المدة ؟! .
صاحب الفخامة من الذي قضى على ثروتنا الزراعية والمائية، ودمر نفوس شعبه المتطلعة إلى لقمة عيش كريمة في أرضه الطيبة المباركة .
صاحب الفخامة من ذا الذي رفع سعر الديزل ليصل سعره أغلى من سعره في قلب أمريكا وأوروبا؟ فيما يعد البترول أحد أهم مصادر الدخل القومي في البلد!! .
صاحب الفخامة هل تعلم أو علمت أن مئات من المزارع والمضخات اقتلعت، واتجه أهلها في تهامة إلى البلدان المجاورة عمالاً وعتالة وحمالين ومتسولين وسائقين وجزارين.. في هذه البلدان، رغم ما يحملونه من شهادات وخبرات، وتركوا أراضيهم وباعوا مزارعهم، لأنهم لا يملكون قيمة الديزل ولا قيمة قطع غيار مضخاتهم!! .
صاحب الفخامة إن أزمة القمح والدقيق التي تحدثت عنها، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما وأنت أنت الذي يدير البلد بنفس الفكر والآلية الإدارية نفسها، منذ توليك الحكم، لقد سبقتها أزمات كثيرة لا سيما في عام 1990م وعام 1994م، وغيرها، وستظل قائمة دائمة باقية حتى تتخذ قراراً برفع الحظر الأمريكي على زراعة القمح، ولا نحسب أنك ستتخذ هذا القرار الصعب رغم خطاباتك "إن أمريكا ليست على كل شيء قدير"
صاحب الفخامة هل نفهم من هذا الخطاب وغيره، أنها لأجل الاستهلاك والخداع وتزييف الوعي، وتخدير العقول، وإماتة الضمائر؟!! .
صورة أخرى من الأفكار الرائعة الممنوعة في أوطاننا الإسلامية، الوحدة العربية التي يتغنى بها الزعماء العرب، لكنهم ينحرونها بأيديهم إلى غير قبلة صباح مساء، هل حرام على شعوبنا أن تحلم باليوم الذي يسافر فيه الرجل ويتجول في أرجاء الجزيرة والخليج شرقا وغرباً لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، كما هو الحال في الاتحاد الأوربي الذي يضم أكثر من 27 دولة أوربية متعددة الأعراف والأعراق والأديان، وهم الآن – أي الأوربيون- بصدد مشروع الدستور الأوروبي الموحد الذي يمثل الاتحاد كلّه بكافة شعوبه وثقافاته ودياناته، لولا خلافا فرنسيا هولنديا حول بعض التفاصيل .
إننا شعوبا وحكومات عربية نتغنى بالوحدة العربية لكننا نضع بين يديها العقبات كل يوم، إن بلدا كاليمن هل ضاق به مجلس التعاون الخليجي؟، ولم لا تضم اليمن إلى هذا المجلس الذي يراوح مكانه منذ أكثر من ربع قرن؟!، إن ثمة صعوبات تقف أمام انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، صنعها الجانب اليمني، لكن يمكن تجاوزها وتخطيها، كما فعل الأوربيون، الذين تجاوزوا حتى حواجز الدين واللغة والسياسة .
إنها صور وصور كثيرة للزعامات العربية الذين يطرحون بين أيدينا كل يوم عصارة أفكارهم الفذة، وآرائهم العملاقة والحكيمة، لكن شعوبهم للأسف لا تحترم هذه الآراء، لأنها تعلم وببساطة أنها أفكار ممنوعة محظورة، لا يجوز أن يطرحها سوى النظام، لأن له الحق الأوحد في أن يعلن عنها في وسائل الإعلام ثم يغتالها في ميادين التنفيذ والتطبيق، وليعش أمة العرب، والسلام .
والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .