|
المناضل والمثقف، الملم بعلوم عصره، والثائر الذي لم يهدأ حتى انتصرت ثورة شعبه.. الأستاذ احمد محمد النعمان رحمة الله، يعتبر من ابرز مشاعل الثورة والحرية في اليمن، وقد مثل النعمان وزميله الشهيد محمد محمود الزبيري ثنائيا تنويريا ثوريا لا مثيل له، رسما لليمنيين منهج الثورة والإصرار والصمود على تحقيق مطالب الجماهير اليمنية، التي عانت الكثير من البؤس والمعاناة بفعل استبداد وظلم الحكام الطغاة عبر مراحل مختلفة من تاريخ هذا الشعب المكابد الصابر.
بعد مئة عام وعام، على ميلاد النعمان ، يحق لنا اليوم ان نقول له: نم قرير العين أيها الرمز الثائر ، فأحفادك في تعز الحلم ..والثورة.. والإباء ،قد أذكوا شرارة الثورة من ساحة الحرية ضد النظام الإستبدادي المعاصر الذي يقوده إئمة، ليس بعمائم وتُوَزْ ، ولكن في أثواب "وكرافات" جمهورية..!ا
هم اليوم، وكل أبناء اليمن في ساساحات التغيير والحرية في صنعاء وعدن ، وأبين ، والمحويت ، وحضرموت ، وإب، وحجة، يحملون نفس المشاعل التي حملتها أنت وزملاؤك ، في وجه الطغاة من آ ل حميد الدين، قبل 60 عاما، هم اليوم يحملون هذه المشاعل منادين بالحرية والكرامة، ويطالبون برحيل "النظام" الذي بالغ في ظلم الشعب، واستحوذ هو وأسرته وأقرباؤه وأنسابه على مقدرات الأمة وثرواتها ، وترك الشعب طريدا مشردا ، يعاني من الغربة بداخل الوطن وخارجه. يعاني من الجوع ، ويكابد المرض، ويصرخ من ملاحقات الأمن القومي ، ويتلقف بصدر مفتوح ويد عارية، رصاصات القناصة من الحرس الجمهوري والأمن المركزي، لا لشيء - ايها المناضل النعمان- وإنما لأنه شعب يصرخ مناديا بالحرية والعدالة، وتوزيع الثروة ، وتحقيق المواطنة المتساوية..ا
لقد تركنا النعمان ، كما تركنا الزبيري ، والسياغي ، والوريث ، وعبد المغني، والمناضلون الأوائل، لكنهم ظلوا معنا ،بمآثرهم البطولية، فقد سطروا ملاحم رائعة بنضالاتهم ضد الإستبداد والإستعباد، والقهر والإذلال، ونحن على خطاهم سرنا، ولانزال نسير، وسنظل نسير حتى تقوم الدولة، دولة النظام والقانون، التي حدد النعمان والزبيري والموشكي ملا محها الأولى في الميثاق الوطني المقدس الأول 1948، والثاني المعدل عام 1956م.
أن صور النعمان والزبيري التي تتصدر اليوم ساحات الحرية والتغيير، في الثورة الشبابية الشعبية اليمنية، تؤكد حقيقتين :
الأولى: إن النعمان والزبيري، لا يزالان رمزين وطنيين، يمثلان مصدر الإلهام في النضال والثورة من أجل التغيير والحرية وبناء دولة النظام والقانون.
لثاني: إن الشعب اليمني شعب وفي لقياداته ورموزه الوطنية، التي ناضلت من أجل ثورته، وحريته، وانه سيظل ثورة لا تخمد على الطغاة المستبدين.
وفي مناسبة الحديث عن ميلاد النعمان المناضل والثائر والأديب والسياسي، والخطيب المفوه، يمكن لي هنا - وأنا من قرأ الكثير عن النعمان والزبيري ، وبحت في ثورة 48، وما كانت ترمي اليه - يمكن لي أن أفصح بأنني من أشد المعجبين ، والمتأثرين بهذين الرمزين الوطنيين المناضلين، ويشرفني أن كنت أول من قدم أهم صيغة دستورية / قانونية للنعمان والزبيري، حول حرية الصحافة، وحمايتها من التعسف، والقمع والمصادرة ، وطالبت في التداول حول تعديل قانون الصحافة سواء في مجلس الشورى، أو النواب، أو في منتديات مختصة، إعتمادا على هذه الصيغة التي قدمها الزميلان المناضلان النعمان والزبيري حول حرية الصحافة..
هذا النص الذي ورد في الميثاق الوطني المعدل عام 1956م يؤكد على أن " الصحافة حرة، ولا يجوز مراقبتها، أو مصادرتها، أو سحب تراخيصها، أو منع طباعتها، الا بحكم صادر عن القضاء". .. وهو نص جامع مانع، لم يسبق لأي من قوانيين الصحافة اليمنية ان تضمنته منذ قيام ثورتي سبتمبر واكتوبر حتى ثورتنا المعاصرة، التي اتمنى بل ارجو ان تفضي الى تحصين الصحافة والصحفيين من الإنتهاكات والملاحقات بتضمينه الدستور الجديد الذي سيكون من أهم نتاجات أو افرازات ثورة التغيير، التي ستنتصر حتما.
هذا هو النعمان الذي نحيي مئة عام وعام على رحيله .. عاش مناضلا .. حراً .. ثوريا جمهوريا، منافحا عن قضايا شعب استمرأ الطغاة قهره وطلمه. تحية للنعمان يوم مولده ويوم مماته. تحية لك حيث أنت، وتحية لكل المناضلين الأحرار، ورحمة لك ولكل الشهداء.. وشهداء ثورة التغيير والحرية، هؤلاء الذين يروون بدمائهم الزكية تربة هذا الوطن الغالي، الذي يتوق لزمن جديد، ويرنو لقيام دولة يتساوى في ظلها كل أبناء الوطن.
فلتهنأ أيها النعمان الثائر.. أحفادك يواصلون المشوار بثقة وصبر، وإرادة صلبة، إنهم يكسرون الصمت ، ويلتقفون الرصاص ببسالة وشجاعة نادرة ، هي شجاعتك ، وهي شجاعتهم .. شجاعة اليمنيين ، من أقصى اليمن الى أقصاه.
في الأربعاء 27 إبريل-نيسان 2011 02:59:31 ص