نحن بحاجة إلى قمة!!
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و يومين
الخميس 29 مارس - آذار 2012 08:57 م

علمونا في المدارس أن يدا واحدة لا تصفق، وعندما كبرنا عرفنا أن التصفيق لا يحتاج إلى تلك الضجة، كما أنه لا يحتاج إلى مهارات خاصة وقدرات استثنائية..

علمونا في المدارس كيف نصفق، ومتى نصفق، ولمن نصفق.. علمنا مدرس التاريخ كيف نصفق للمعتصم، وفاتح عمورية، ولطارق بن زياد، لآثار المسلمين في الأندلس.. علمنا مدرس الجغرافيا كيف نصفق للحدود التي رسمها الاستعمار.. للأطلس، للوطن العربي..!!

وعندما كبرنا اكتشفنا أن التصفيق ليس فقط في الفصول الدراسية، بل يمكن أن يكون في المنزل أثناء سماع أغنية في الملاهي الليلية، في الأمسيات الشعرية، عندما نكون جمهوراً لمسرحية! ويمكننا أن نصفق لقمة عربية.. بصراحة نحن شعب نعشق التصفيق كثيرا، ونعشقه أكثر حين نكون في القمة، فنحن شعوب يجب أن تكون في القمة.. بصراحة أكثر وبدون خروج عن الأدب، أشعر أننا بحاجة إلى قمة فنحن في القاع..

علمونا في المدارس أنه في القمة كل شيء يكون مختلفا، ويكون له طعم خاص ورائحة خاصة، ونكهة لذيذة، منعشة لا يعرفها من يكون في القاع..!

علمونا في المدارس أن هناك قمة واحدة، هي قمة الشرف، وعندما كبرنا اكتشفنا أنواعاً عديدة من القمم..

فهناك قمة للألم، وقمة للقلم، وقمة للعلم، وهناك قمم للقرف، وأخرى للترف، وواحدة فقط للشرف..

هناك قمة للتصفيق، وقمة للنعيق، وأخرى للنهيق، وهناك قمة للعرب، وقمة للجرب، وأخرى للهرب..

  علاقة:

ثمة علاقة مشتركة بين القمة والرمة، لا أدري ماهية هذه العلاقة، أو كيف ومتى تمخضت وظهرت إلى الوجود! ولا أدري أي نوع من القمم ذاك الذي تربطه علاقة بالرمم؟

 قناعة:

هناك الكثير من القمم.. أنواع مختلفة تنتشر، بعضها آيل للسقوط، وبعضها قد سقط فعلا..

 نظرية خاطئة:

(إذا لم تكن في القمة فأنت في القاع) هذه النظرية خاطئة، فالقمة أحيانا تكون للتصفيق، والنهيق..

 نظرية بحاجة إلى تعديل:

 (الوصول للقمة يحتاج إلى همة) تعدل لتصبح (الوصول للقمة يحتاج إلى همة، وأحيانا إلى بيع للذمة)