آخر الاخبار

بعث برسائل طمأنة الى جماعته.. سيّد الحوثيين يتراجع عن إعدام ترامب ويعترف بوجود علاقة دافئة :لماذا التهويل لدينا تجربة مع ترمب تقرير جديد يكشف تفاصيل مثيرة عن التنظيم السري للميليشيات وخفايا جهاز الأمن والمخابرات التابع لها - أسماء وأدوار 12 قياديا بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي  تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بتيفاني إبنة الرئيس الأمريكي؟

الرئيس والصورة وصحيفة الثورة!!!
بقلم/ د. عبد الملك الضرعي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
الخميس 02 فبراير-شباط 2012 04:27 م

في يوم الخميس الموافق 2/2/2012م إستفاق سكان حي مؤسسة الثورة للصحافة على مجاميع من أنصار الرئيس صالح في نوم عميق يفترشون الأرصفة المحيطة بمؤسسة الثورة للصحافة تلفُ إجسادهم قطع من بطانيات مقطعة ومهترئة ومجموعة أخرى مرابطة على بوابة المؤسسة تردد الأناشيد والأهازيج الشعبية التي تذكر بالإسم وتكيل التهم لبعض رموز المعارضة وتمجد في الطرف الآخر الرئيس صالح وإبنه أحمد مستخدمين مكبر صوت ، وعند الإقتراب من هؤلاء ترى في يد كل منهم عصي وقطع من الحديد يحاصرون بها مؤسسة الثورة ، هؤلاء من المؤسف أنهم يجهلون لماذا يحاصرون مؤسسة الثورة ، فقد جلبوا من معلب مدينة الثورة الرياضية وميدان التحرير بحجة إن قيادة مؤسسة صحيفة الثور أسقطت أهداف ثورة سبتمبر!!!وأنهم يدافعون عن ثورة سبتمبر ، ولكن عند الإقتراب من بعض المشاركين في ترديد الشعارات أكدوا أن القضية تتصل باستبعاد(صورة الرئيس) من الصفحة الأولى!!!وأنها استبعدت حسداً وغيرة من قيادة المؤسسة!!!

ومن مشاهد تلك الوقفة أمام الصحيفة قدوم سيارة نقل متوسطة عليها بعض الشباب يلبسون زي الحرس الجمهوري ، وعند وصولهم هلل الحاضرون فرحاً ، فالناظر إلى ذلك الفرح والإستقبال يعتقد أن تلك السيارة تحمل مدد ومساندة لزيادة عدد المعتصمين أمام المؤسسة، ولكن المفجأة عند توقف تلك السيار تبين أنها وصلت بوجبة الإفطار(الصبوح)!!!ثم بعد تلك اللحظة بقليل وصل طقم عسكري تابع للحرس الجمهوري بهدف حراسة المكان.

إن الناظر لذلك المشهد يجزم أن تحديات كبرى تواجه حركة التغيير اليمنية ، فحالة الفقر وتفشي الأمية وثقافة التبعية والإستبداد تحتاج إلى عقود من العمل المنظم على المستوى الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي بهدف إحداث نقلة نوعية للمجتمع اليمني ، تكسب الإنسان قيم الحرية والعلم والإستقلال الفكري وتُحسِّن مستوى الدخل .

إن ذلك المشهد يحمل تناقضات توحي بالحالة اليمنية الراهنة ، حيث تحاصر مجموعة من أنصار الرئيس مؤسسة تنتج الفكر وبأدوات تناقض القلم والورق وتقنيات التواصل الألكتروني ، حيث يحملون قطع من بقايا منتجات حديدية مثل بقايا أنابيب مياه وبقايا كراسي مدرسية وبقايا أبواب ونوافذ!!!هؤلاء يجهلون السبب الذي جاءوا من أجله ويجهلون حتى وظيفة المؤسسة التي يحاصرونها، وما يعرفونه فقط هي صورة الرئيس الرمز التي إختفت من أعلى الصفحة الأولى!!!

إذا كانت صورة الرئيس المنشورة في الصفحة الأولى تمثل قضية هؤلاء الرئيسية ، فماهي قضاياهم الثانوية إذاً؟؟؟ألم يدركوا حتى الآن أن هناك قضايا أساسية تخصهم ، ألم يدركوا أن وضعهم البائس والذي يبدو بوضوح من خلال أجسادهم النحيلة وملابسهم المهترئة ، لم يكن سوى نتيجة سياسات خاطئة وضعتهم في خانة الفقر المدقع والذل والمهانة التي أوصلتهم إلى هذا المكان من أجل الحصول على قيمة (تخزينة قات)أو وجبة طعام بسيطة او مصروف جيب يزيد قليلاً عن خمسة دولار، بينما من أوصلوهم إلى بوابة صحيفة الثورة يركبون أحدث طرازات السيارات ومخصصاتهم من هذه العملية تصل ألآف الدولارات!!!أما من يدافعون لأجل بقاء صورهم وذكرياتهم فهم ينعمون بمليارات الدولارات في بنوك الشرق والغرب ومشاريعهم الإستثمارية تنتشر في كبريات المدن العالمية.

أخيراً يمكن القول إن تحديات كبرى تواجه حكومة الوفاق الوطني في المرحلة الراهنة والحكومات الوطنية القادمة ، تاتي في مقدمة تلك التحديات توحيد القوات المسلحة والأمن وترسيخ مبدأ الولاء الوطني لديها ، يلي ذلك وضع الخطط التنموية التي تهدف إلى بناء الإنسان اليمني على أساس حب الوطن كل الوطن والدفاع عنه ، وتعزيز ثقافة التبادل السلمي للسلطة وتدوير الوظيفة العامة حتى لايتحول الحكام إلى شخصيات مقدسة ، فالأصل أن الحاكم أو أي مسئول ماهو سوى موظف لدى الشعب يمارس مهمةً لفترة محدودة ، ويعطي فرصة الإدارة والحكم لعموم أبناء الشعب على مبدأ الشراكة الوطنية في إدارة الدولة ووفق ضوابط ديمقراطية عادلة.