مقامة العز في وصف الحالمة تعز
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 30 يوماً
الأربعاء 07 ديسمبر-كانون الأول 2011 03:44 م

تعز عنوان الصمود، ومعول كسر الحواجز والقيود، تعز عزة الإباء والجدود، وصانعة التضحيات وبلا حدود...

 تعز تاريخ ناصع منذ زمن مديد، وتراث قديم عتيد، وحاضر مناضل مجيد، ومستقبل باهر إن شاء الله أكيد...

في تعز شاع نور الإسلام، منذ بداية دعوة سيد الأنام، حين زارها سيدنا معاذ البطل الهمام، وأقام فيها مركز يشع منه نور يبدد الظلام، ومسجدها في الجند شاهد بهذا الإكرام، أليس هذا فخراً وتكريماً لك يا مدينة السلام ...

يا لائمي في حبهـــا .. بالله قلي من تُعـز؟

فلقد تجمهر أهلهـــا ... هي مثل قاهرة المُعــز

خرجو لساحات الفدى .. ثارو الأوائل من تعـــز

من دون خوف أبتدت .. أول شرارة من تعـز

تعز تلك المدينة المسالمة، مدينة عظيمة هي الحالمة... اغتالتها اليوم يدٌ غادرة ونكلت بها عصابة فاجرة، فويلٌ لها ثم ويلٌ لها من عصابة مارقة،..لها خزي في الدنيا و في الآخرة، ونار تصلاها حامية حارقة..

في تعز عرفنا الشهم المخلافي، أسد الوغى تعجز عن وصفه القوافي، وإليها ينتسب الكثير من الأحرار من سهلها والوادي، ..عقمت المدن أن تنجب مثل رجالك يا تعز فرسان الفكر والنوادي، من صيتهم ذاع في الصحف والروادي، وبصماتهم ظاهرة في المدن والقرى والبوادي ..

في تعز يولد الأطفال كبار، ويتحدى فيها الرجال بصدورهم النار، ونسائهم يواجهن القتل بالليل والنهار، شموخ في شموخ والمجرمين لهم العار..

تعز مدينة الحضارة والفكر، مدينة تعشق الحرية، فلها منا كل التقدير والشكر..

يا تعز يا مدينتي، يا حبيبتي، عجز لساني وتحيرت أناملي، ما ذا اكتب عنك وأنت رمزي وعنواني ..لن أستطيع أن أوفيك حقك، ولو كتبت بأبحر الدنيا مداد وبعود الأرض أقلامي، أنت في قلبي وروحي ووجداني، أنت فوقي وتحتي أمامي وخلفي وقدامي..

يا تعز أنت ثوب نسج لمن أراد العز، وجحيماً أنت لكل خبيث رجز ..

تعز يا مدينة النجوم، يا ساحرة الجمال بالهضاب والوديان والغيوم، أنت جميلة لولا بائعين الموت و السموم ...

أنت يا تعز ستلعنين السفاح، وتحاكمين المجرم الذي خبث نتنه فاح، ولن تدعيه يرتاح، بل أنت حبل مشنقة لكل خائن كلب نباح، يقلب الحقائق بكثرة العويل والصياح، فلك الله يا تعز لقد جعلوك مدينة أشباح ،ألا يقدسون مكانتك العظيمة وذكرك الفواح، ألا يخجلون من التاريخ والكتب الصحاح ...

تعز قدمت الشهداء الأحرار، وقدمت شهيدات كريمات من ذوات الأخدار، لهن أطهر وأعز من أشباه الرجال ذوي أحلام العصافير وأجسام البغال من يرددون كالبغبغاء ما يؤمروا به وما يقال...كم انتم دنيئين يا من تخربون بيوتكم حقا أنتم الأنذال ...

تعز تتبراء من المدعو البركاني ومن عبده الجندي مردد الأوهام والأماني وحمود هو الصوفي كأنه صنم أمامي لا يحرك ساكن ولا يتكلم إلا بأمر السفاح قيرانِ..

و ستبقى تعز شامخة بشموخ جبالها الشاهقة، وثابتةٌ كثبات صبر والقاهرة، وستضل لكل طاغية عاصية كافرة، وهي مأوى لكل القلوب الحائرة، تعطيهم من فيضها وتحرسهم بعينها الساهرة ...وسيأتيها النصر قريب وحينها ستكون لله ساجدة شاكرة..