منطقة اليورو وامتحان الولاء
بقلم/ عبدالحكيم ياسين مقبل الحميدي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 5 أيام
الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:36 م
 

حكمة:

( العلم النافع يُلغي الزمن والمسافات، ويقاس بالإنجاز)

الدليل من القرآن: "قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ" سورة النمل، آية 40.

( الجهل يطيل الزمن والمسافات، ويقاس بالفشل).

الدليل من القرآن: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَاوَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ" سورة سبأ، آية 18-19.

عودة إلى عام 2006م:

منطقة اليورو تخوض الآن امتحان الولاء، الذي ذكرته لكم سابقاً في 2-5-2006م، وذلك في مقالي بعنوان "القيادة غير التقليدية والتفكير خارج الصندوق"، وقلت بالنص أن منطقة اليورو سوف تخضع لامتحان الولاء.

وأيضاً ذكرت لكم في المحاضرة التي أقامها مركز سبأ للدراسات الإستراتجية، بتاريخ 4/7/2010م، بعنوان (اختلاف وتباين حول تأثير الأزمة المالية العالمية على اليمن).

واليوم أعطيكم بعض التفاصيل عن منطقة اليورو وامتحان الولاء.

الرؤية التقليدية لأزمة منطقة اليورو

الواقع الذي تواجهه منطقة اليورو حالياً:

·  منطقة اليورو تعاني من زيادة ديونها داخلياً و خارجياً.

·  الهيكل الاقتصادي تقليدي عفا عليه الزمن.

·  الهيكل السياسي تقليدي لا يلائم الأزمة المالية.

·  تم تخفيض التصنيف الائتماني لمجموعة دول منطقة اليورو.

·  ارتفاع نسبة الفوائد للسندات الحكومية (السيادية) في الأسواق المالية.

·  زيادة البطالة بسبب سياسة التقشف في الإنفاق.

المخرج التقليدي الذي اتخذوه:

قامت القيادة الفرنسية والألمانية في شهر نوفمبر 2011م بمحاورة البنوك التي استثمرت في الديون السيادية لليونان، وأجبروها بطريقة غير مباشرة على تقبل خسارة 50 % من إجمالي الاستثمار في الديون الحكومة اليونانية، ( الديون السيادية).

وهذا المخرج التقليدي المذكور أعلاه سيئ، ولا يحتاج إلى تعلم، ويخلو من فنون القيادة الاقتصادية والسياسية، ويجعل الإملاءات الخارجية حتمية. وبذلك صدق وزير الدفاع الأمريكي سابقاً "رام زفيلت" في كلمته الشهيرة عندما قال عن أوروبا (إنها القارة العجوز).

وهذا التعامل مع الأزمة بهذه الطريقة - يكشف عن طريقة تقليدية لا تواكب الحدث السائر، ويوضح أنها لا تمتلك أدوات متنوعة في التعامل مع الحدث. وأحداث المستقبل سوف تجعل منطقة اليورو فريسة سهلة للإملاءات الخارجية. وهذا العلم التقليدي يجعل انهيار منطقة اليورو على الـمـحـك.

ملاحظة للعلم فقط :

ستبرم أمريكا اتفاقية سرية مع أوروبا، وسوف تخفق أمريكا في إدراج أهم عنصر في الاتفاقية، وهو العنصر الذي يعطيها القوة والليونة في التعامل مع النظام العالمي الجديد، وسوف يكتشفون هذا الخطأ بعد عشر سنوات من الآن.

الرؤية غير التقليدية للأزمة

الأزمة الحالية والحرب العالمية الثانية:

الأزمة الحالية تتشابه مع الحرب العالمية الثانية في جوهرها، وتختلف في شكلها.

·  في الحرب العالمية الثانية تم تدمير مقومات الدول مثل البنية التحتية والخدمية، وهذا يعادل في هذه الأزمة: إفلاس الشركات والبنوك والدول.

·  في الحرب العالمية الثانية تم قتل كثير من البشر وإجبارهم على التهجير الجماعي، وهذا يعادل في هذه الأزمة: رفع نسبة البطالة؛ لأن طالب العمل يذهب أينما يجد العمل، ومن ثم فهو إجبار على التهجير الجماعي بطريقة غير مباشرة.

·  هكذا يتكرر مشهد الحرب العالمية الثانية بطريقة حضارية ومختلفة، وخضوع منطقة اليورو لم يتغير أيضا: الخضوع نفسه كما كان الحال في الحرب العالمية الثانية.

والمخرج من الأزمة يتطلب المحافظة على البنية التحتية للدول الفقيرة في الربيع العربي؛ لكي يسهل دخولها في النظام العالمي الجديد، والدول الغنية هو العكس (الله يستر).

ملاحظة للعلم فقط: لوحة منطقة اليورو كلها جميلة.

فائدة انهيار منطقة اليورو في النظام العالمي الجديد نسبته40% فقط للمصلحة الأمريكية أو الأوروبية.

فائدة استمرار منطقة اليورو في النظام العالمي الجديد نسبته 60% فقط للمصلحة الأمريكية أو الأوربية.

ثم يأتي بعد ذلك مستقبل جميل:

بعد امتحان الولاء لمنطقة اليورو وأوروبا كلها، فسوف تنعم وتتمتع بنهضة اقتصادية وتوافق سياسي، وسوف يحل بها سلام وأمن وأمان لمدة 30 عاما.

يعتبر النظام العالمي الجديد أفضل وأجمل سنوات تعيشها الشعوب الأوروبية في العصر الحديث.

بعد الاتفاقية السرية يبدأ النمو الاقتصادي وثقة المستثمرين، وهكذا يتم التوافق في هدفهم والرؤية المستقبلية.

وقد كتبت هذا من باب رد الجميل لكل جهد قدمته الدول الأوروبية للشعب اليمني ولليمن الجديد.

وأنا اليوم أنظر لليمن السعيد الذي فيه العطاء، والكرم، والمحبة، والمساواة، والهجرة العكسية.

الرؤية المستقبلية لليمن

اليمن نجحت في تجاوز هذه المعادلة، وهي الآن جاهزة للنظام العالمي الجديد، وهي الرائدة من بين الدول النامية، اليمن سوف تشهد أجمل سنواتها في هذا العصر، تدخل النظام العالمي الجديد بقوة اقتصادية وسياسية وفنية لمدة 30 عاما وأكثر. ولها دور محلي، وإقليمي، ودولي.

لن تجدوا أمامكم إلا ما كتبته لكم وهو مصيركم.

هذا مقطع من المستقبل، قائم على البحث العلمي وفنون التحليل للإيمان المطلق.

حكمة في اليمن السعيد:

العلم النافع هو الذي يعطي الأمل الكثير للناس، ويسهل التعامل بين الشعوب في العالم.

العلم النافع يلغي الزمن والمسافات ويقاس بالإنجازات، أما الجهل فيطيل الزمن والمسافات ويقاس بالفشل.

*مؤسس ورئيس فالكون للاستشارات المالية والتدريب

موقع فالكون: www.falconye.com

hakkkim1@yahoo.com