تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
أثبتت الثورات العربية أن هناك شبهٌ كبير بين الزعامات الدكتاتورية التي رزحت على صدور هذه الشعوب ردحاً من الزمن ، سياساتهم في القهر والتجويع والتركيع متطابقة ، استبدادهم بالحكم والرأي متجانس ، نهبهم للثروات وسرقتها وتهريبها إلى حسابات سرية في البنوك الخارجية متشابه ، سعيهم لتوريث البلاد والعباد لأبنائهم وذويهم هوَ هوَ ، وكأن لهم نفس الجينات الوراثية الاستبدادية والكروموزمات الطغيانية من لدن زين العابثين إلى مبارك إلى صالح مروراً بالقذافي ، وصدق الله القائل ( كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم .. تشابهت قلوبهم ، قد بينا الآيات لقوم يوقنون ) ، وهذه بعض الصور التي يتشابه فيها هؤلاء الطغاة في لحظاتهم الأخيرة مع الاستبداد .
الصورة الأولى :
اعترف الرئيس المصري المخلوع في التحقيقات التي أجريت معه حول دوره في قتل المتظاهرين بميدان التحرير أنه قرر التنحي عن السلطة في اليوم الرابع من انطلاق الثورة لكن مدير مكتبه ثناه عن هذا القرار وزيّن له كذباً أن الشعب المصري لا زال يريده وأن هؤلاء المحتجين ما هم إلا قلة قليلة لا يمثلون الشعب المصري، وهم ليسوا سوى مجموعة من (المخنثين و الشواذ) .... والقذافي قال في خطاب له من على أحد الأسوار أمام جمعٍ زهيد من الليبيين : أنظري يا أمريكا ، أنظري يا فرنسا ، أنظري يا أوروبا ، هذا هو الشعب الليبي الذي يحب معمر القذافي ، من لا يحب معمر القذافي لا يستحق الحياة ، وهؤلاء الذين خرجوا على معمر القذافي ما هم إلا مجموعة من الجرذان ومتعاطي المخدرات ... ونفس السيناريو يتكرر اليوم مع (صالح) الذي لا يزال متشبثاً بالسلطة رغم خروج الملايين من الشعب اليمني للمطالبة برحيله بل ومحاكمته ، وهو لا يزال مصراً على أن غالبية الشعب اليمني لا زالت تعبده وتتوسل إليه أن يجهز على البقية الباقية مما تبقى في البلد ، كما أنه لا يزال يعتقد أن الشعب كل الشعب هو ذلك الذي يحشده له أزلامه كل جمعةٍ بميدان السبعين طوعاً وكرهاً ، وأن أولئك الذين يتجمعون في ساحات التغيير ما هم إلا قلة قليلة وأعداد تافهة لا تمثل الشعب اليمني بأي حال من الأحوال ، وأنهم مجموعة من العدوانيين والتخريبيين والانقلابيين وقطاع الطرق وتجار مخدرات !!
الصورة الثانية :جميع هؤلاء الطغاة (زين العابدين ، مبارك ، القذافي ، صالح ، بشار الأسد) خوفوا العالم من خطر القاعدة ، والإخوان ، والسلفيين ، والمتطرفين ، والمتآمرين والخونة والمندسين والحروب الأهلية فأعملوا في الثوار القتل والتنكيل بكل الوسائل والأساليب القذرة بحجة مواجهة كل تلك المسميات الوهمية ، وزينت لهم أنفسهم أنهم كلما زادوا من وتيرة القمع كلما انكفأ الثوار وتقهقروا وتبعثروا ، وخاب ظنهم وحاق مكرهم وانقلب السحر على الساحر ، فقد زادت الثورات فوراناً واكتسبت زخماً عالمياً .
الصورة الثالثة :جميع هؤلاء الطغاة (زين العابدين ، مبارك ، القذافي ، صالح ، بشار الأسد) عملوا جاهدين طوال فترات حكمهم على سرقة الثورات العربية القديمة وتحويل الجمهوريات التي يحكمونها إلى ملكيات يورثونها إلى أبنائهم وذويهم ، فبشار الأسد ورث الحكم عن أبيه الفاني (حافظ الأسد) وتداعى النظام البعثي إلى تعديل الدستور السوري ليتناسب مع عمر الرئيس الوارث في أقل من ساعة واحدة في مجلس الشعب السوري ، و زين العابدين (الأبتر) الذي ليس له إلا بنت واحدة عمل على توريث الحكم لصهره زوج ابنته ، فيما عمل مبارك على توريث ابنه جمال ، والقذافي عمل على توريث ابنه سيف الإسلام ، وعمل صالح على توريث ابنه العميد أحمد ، لكن هذه الثورات المباركة أسقطت كل تلك الأحلام وجعلتها أثراً بعد عين .
الصورة الرابعة : وهي من صور التشابه المضحكة والمبكية في نفس الوقت بين القذافي وصالح على وجه التحديد .. القذافي هدد في خطابه الشهير ثوار ليبيا بأنه سيلاحقهم : بيت بيت ، دار دار ، فرد فرد ، زنقة زنقة ....وصالح هدد في محاضرة له يوم السبت الماضي ألقاها أمام قيادات وضباط وطلبة الكليات العسكرية والأمنية بصنعاء أنه سيتصدى للثوار في كل المدن ، والقرى والعزل والطرقات حتى آخر قطرة من دمه !!
سبحان الله .. تشابهوا في الاستبداد .. وتشابهوا في القمع .. وتشابهوا في الأقوال .. وتشابهوا في السقوط !!
*كاتب وأكاديمي يمني - صنعاء