|
الإصلاحات الأخيرة لـ"بن علي" لم تشفع له بالبقاء في كرسي الحكم، ولا حتى في بلده تونس عندما توحدت صرخة الشعب في وجهه "ارحل". كذلك فعلت ثروة الشباب بـ"مبارك" في مصر. إذ لا مجال لتدليس الأنظمة الديكتاتورية لحظة هيجان الشعب المكلوم. ولا مجال للتظاهر بالبراءة أو التودد لحظة فوات الأوان. وهاأنذا أسديها الآن؛ نصيحة مجانية ربما فات عليها الأوان، لـ"صالح/ القذافي/ آل خليفة/ البشير/ بو تفليقة وغيرهم من الزعماء الذين ستطال كراسيهم قريباً، لعنة الفقدان.
طوال عقود مضت من حكم هؤلاء، حاولت منظمات المجتمع المدني والأحزاب الواقفة في خط المعارضة، أن ترشد سلطاتهم إلى الطريق القويم الذي يفترض أن يجد الإنسان فيه إنسانيته وكرامته، أو هكذا نعتقد. غير أن آلية التهميش والتجبر والتكبر والاستئثار بالثروات، عزلت أنظمة هؤلاء، عن شعوبهم وعن تطلعاتهم لحياة كريمة هانئة، ما جعلها تنتفض في لحظة استرخاء زعاماتها، لتزلزلهم وتسقطهم بلحظة واحدة، في وحل الخيبات والخزي والعار.
قد يقول قائل أنه لا مجال اليوم، لأي رشد أو نصيحة قد تعيق طريق الثورة المباركة في اليمن. فالشباب الطامح المنتشر بمئات الآلاف في مختلف محافظات البلاد. يبدو كما لو أنه يرسم صورة للمجد القادم لليمن ولليمنيين الشرفاء والكرماء. فقد ذابت في ظل هذا النضال وهذا المطلب الموحد في مختلف محافظات البلاد تلك النبرات المناطقية والجهوية التي كانت ولا تزال وسائل إعلام السلطة تتحدث عنها.
الشباب الطامح بالتغيير اليوم، لا يريد لمستقبله أن ينتهي كما انتهى مستقبل والده وجده. لكن.. حتى اللحظة، باستطاعة الرئيس صالح أن يدخل بوابة التأريخ من خلال اتخاذ إجراء تقيه وأعوانه وأسرته شر انتقام التأريخ والناس ويسلم اليمن واليمنيين شر الاقتتال. بإمكانه أن يكون كبيراً كما تعود منه اليمنيون الانجازات.
الشعب اليمني طموحه بالتغيير يتعاظم، وتزداد وهجاً تلك الطموحات كلما سمعوا عن تضامن من حزب سياسي أو مؤسسة مدنية أو شيخ قبلي. الشباب يشعر بالفخر أن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والوسائل الإعلام ترفع شعار بدأه هو ونادى به. وكم يجدر بي هنا أن أرفع شارة التقدير لحزب "رأي" وهو الحزب السياسي الأقدم في المنطقة؛ الذي بادر للانخراط مع الشباب ورفع شعار "لا بديل ولا سبيل سوى الرحيل". وتلاه في ذلك أحزاب المشترك وجماعة الحوثي. وقبلهما أيضاً كانت بيانات لبعض فصائل الحراك الجنوبي مؤيدة لمطالب المحتجين من الشباب في عدد من المحافظات.
لكل السياسيين والمثقفين ومشائخ القبائل المعروف عنهم الشهامة والكرم وعدم النظر لأبناء بلدهم يعانوا الخوف والرعب والفقر والجوع ويعانوا حقوقاُ مسلوبة وانتهاكاً للحريات وللأعراض، لا يجب أن تقفوا موقف المتفرج وحسب. عليكم أن تتحملوا مسئوليتكم الدينية والأخلاقية والوطنية في نصرة المظلوم سواء كان فرد أو وطن. ادعموا هذا الطموح لتتشكل خارطة المستقبل كيفما أراد. وستعيدون معاً وأنتم أقدر، وهج اليمن السعيد.
في الإثنين 28 فبراير-شباط 2011 06:50:05 م