لدى الشرعية في اليمن منبري "الجزيرة" و "العربية" وهاتان القناتان استنادا إلى تأريخ الأزمة اليمنية في السنوات الأخيرة، ليس لدى العاديين الجرأة الكاملة لتقبل كل ما يصدر منهما بأريحية منزهة من القلق. إذ جرت العادة أن يقدم الإعلام المحلي خدمة جليلة في الأزمات. لكن ماذا لو كان هذا الإعلام المحلي على تنوع وسائله، عاطلا عن الوطنية وعن العمل.
"أير إيران" وصلت صنعاء، وفضائياتنا المستقلة والتابعة للأحزاب والشخصيات الوطنية، جالسة إما تغني على روائح إسمنت "الوحدة" وزيوت "فوكس" أو أنها تبث أدعية ومأثورات طوال اليوم، أو تسترجع ذكريات صلاة الجمعة في 2011 وتحت يافطة "بث تجريبي" من أشهر، أو تعيد بث أغاني وطنية مع لقطات مسروقة من فيلم "طريق البخور" الذي أنتجه بقشان وصوره مخرج فرنسي عبر منطاد.
أما قنوات المدعو صالح فمشغولة في غالبية برامجها بالمقارنة بين فبراير 2011 وفبراير 2015 وكيف تعامل صالح مع الأزمة الأولى بحكمة، بينما هادي ترك الرئاسة وصنعاء وهرب إلى عدن.
"عدن جديد" وهي قناة الشرعية الوحيدة في الجمهورية اليمنية، بعد أن أعيد بث قناة عدن الرسمية على تردد 11555 نايلسات، ماتزال بدائية وتبث برامج كئيبة تصورها بتلفون نوكيا من نوع "الشاقي" - أظن أن هذا النوع من الجوالات ليس لديه كاميرا خالص....
على هادي أن يثبت شرعيته من خلال الضغط على القائمين على قناة عدن بضرورة رفع وتيرة العمل بالتعاون مع خبراء وتقنيات وتنسيقات محلية وخارجية.
ذلك الأمر سيكون بمثابة خطوة أهم من اتخاذ قرار عاجل وقوي يهدف لإيقاف بث القنوات الرسمية المغتصبة، فضلا عن القنوات الخاصة التي تحرض ضد اليمنيين وسلطتهم الشرعية وضد الهوية اليمنية الموحدة في الشمال والجنوب.