ماذا تريد عدن من حكومة السلم والشراكة الوطنية ؟
بقلم/ عبدالرحمن علي الزبيب
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 21 يوماً
السبت 27 ديسمبر-كانون الأول 2014 11:07 ص

من المؤكد أن تعقد حكومة السلم والشراكة الوطنية برئاسة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ/ خالد محفوظ بحاح  اجتماعها الثاني بعد نيل ثقة البرلمان في مدينة عدن.

وبالرغم من اعتبار تلك الخطوة الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح للخروج من المركزية القاسية الى الفيدرالية الجماهيرية المبنية على معادلة الصف الواحد اي اعتبار جميع المدن اليمنية في صف واحد وتعامل الجميع معاملة واحدة وليست في صفوف مختلفة باختلاف اهميتها وبقربها من عاصمة صنع القرار.

الا ان عدن لا تنتظر من الحكومة عقد اجتماع والتقاط صور تذكارية في عدن ومعالمها لإراحة ضميرها بل بحاجة الى خطوات عملية على ارض الواقع وليس على الطاولات واوراق المجالس.

نعم عدن درة الامبراطوريات والدول طوال عصرها القديم تعاني انكسار العظماء وانهيار جسدها المثقل بالمشاكل والاهمال.

نعم عدن الذي مازالت تحلم بان تعود كماكانت ارض الحب والسلام ارض التواضع والاخلاص مازالت عدن تتذكر كل من عمل من اجلها لن تنساها عدن ولن تنسى قلوب اهل عدن الجميع وفي مقدمتهم رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سالم ربيع علي (سالمين) ليس لأنه رئيس دولة ولكنه كان ابنها.

مازال الجميع يتذكر نزول سالمين الى شوارع عدن ومؤسساتها والالتقاء بالشعب دون حواجز فالشعب هو الحاجز الأمني له لأنه ابن الشعب وصادق وأمين .

فهل ستقوم حكومة السلم والشراكة بالنزول للشعب في عدن هل ستعيد ثقة وحب الشعب لقيادته فعدن لن تنسى من يعمل من اجلها وقلوب شعب عدن لن يتناسى ابنائها المخلصين.

تتسائل عدن هل ستحقق حكومة السلم والشراكة الوطنية في زيارتها الاولى بعد تشكيلها ماأحجمت عنه جميع الحكومات السابقة منذ عام 1990م وحتى الان هل ستعاد الحقوق هل سيعاد للارض والانسان في عدن قيمته الحقيقة وكرامته التي

تهاوت في غيبات الظلم والاهمال في كشوفات النهب والتقسيم وكأن عدن ماتت ويتقاسم الجميع اجزائها واحشائها.

لا عدن مازلت عائشة في قلوب ابنائها وكل من يحب ترابها وبحارها وجبالها.

سيموت كل من حاول نهبها وستظل تعيش في القلوب قبل العقول وفي الارض الطيبة التي تجلس فوقها.

وبالرغم من احترامنا الشديد لرأي عدن واهلها في جميع حقوقهم السياسية وبدون سقف فالحقوق لاسقف لها سوى سماء الله.

الاانه وبنظرة سريعة لماتعانيه عدن والمأمول من حكومة السلم والشراكة الوطنية ان تقوم بها من اعمال تطابق الاقوال فتتمثل على سبيل المثال لاالحصر:

1-        اصدار التزام رسمي من الحكومة (اعلان عدن ) بإعادة الاراضي والممتلكات والمنشئات والمصانع العامة والخاصة في عدن لـ عدن و لـ أهلها ودون استثناء.

2-        إصدار التزام رسمي من الحكومة باعادة جميع المبعدين قسراً من وظائفهم مدنيين وأمنيين وعسكريين الى وظائفهم وتصحيح اوضاعهم الوظيفية والمالية وبما يعزز مبدأ الشراكة الوطنية على ارض الواقع.

3-        اعادة النظر في العملية التعليمية في عدن ابتداءً من روضة الاطفال مروراً بالمدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية وصولاً الى الجامعات والمراكز البحثية وبما يؤدي الى عودة عدن الى سابق عهدها مناره العلم وقبلة المتعلمين ويتم ذلك بإزالة جميع العوائق الذي اغلقت المعنى الحقيقي للتعليم واحدثت انتكاسة كبيرة للعلم والتعليم في عدن .

وباعتبار الحكومة قد التزمت بأن يكون عام 2015م هو عام التعليم.

فان الجميع يأمل ان يتم تدشين وتحقيق ذلك الالتزام على ارض الواقع ابتداءً من عدن.

ببناء وتأهيل روضات الأطفال والمدارس والجامعات لكي يتوازن مع النمو السكاني والعمراني الذي حصل في عدن.

وان يتم ذلك ليس عبر وعود في ميكرفونات المهرجانات والمؤتمرات الصحفية بل في ارض الواقع بالتزامات حقيقة وصادقة وواضحة وشفافة .

ويشترط ان تكون تلك الالتزامات مبرمجة ومزمنه اي محددة ببرامج وزمن محدد.

التعليم في عدن هو روح عدن النابض الذي يعاني من انهيار كبير سيؤدي تجاهل ذلك الى موت روح عدن وسيؤدي ذلك الى وفاتها وبعد وفاتها لن تستطيع جميع الخطط والبرامج والأموال الى اعادة الروح الى عدن .

4-        الخدمات في عدن:

سبب وجود الحكومة ونيل ثقة الشعب هو القيام بالتزاماتها للشعب الذي وثق فيها ومنحها ثقته ويأتي في مقدمة تلك الالتزامات هو الخدمات المفترض ان تقوم الحكومة بتوفيرها وفي مقدمتها ( الكهرباء – الماء – الصرف الصحي – الاتصالات – الطرق والجسور-النظافة )

ولايخفى على الجميع تدهور الخدمات الاساسية والبنية التحتية في عدن والذي نرجوا من حكومة السلم والشراكة ان تنزل الى الشارع وان تخرج من قاعات الاجتماعات خلف الحواجز الاسمنتية الى اوساط الجماهير ليشعر رئيس واعضاء الحكومة بمايشعر به المواطن العادي في عدن .

5-        الصحة في عدن:

كم عدد المستشفيات العامة في عدن وكم عدد المستوصفات العامة في عدن وكيف مستوى تشغيلها وتقييم عملها وماهي العوائق والمشاكل التي تعاني منها وكم المبالغ المطلوبة للعودة بالخدمات الصحية في عدن الى وضعها الطبيعي؟

هذه اسئلة اتمنى ان يسأل رئيس حكومة السلم والشراكة الاستاذ/ خالد محفوظ بحاح نفسة وحكومتة ويجيب عليها بصدق وشفافية.

وبعد الاجابة الصحيحة لذلك السئوال ستتضح الكارثة الصحية التي تعاني منها عدن .

6-        المعالم الثقافية والاثرية والسياحية في عدن:

تشتهر عدن بالمواقع الثقافية والسياحية والاثرية العظيمة باعتبار عدن اجمل مدن العالم طوال العصور الماضية .

ولكن وللأسف الشديد ان تلك المعالم في عدن بدأت تذوب كذوبان السكر في كأس شاي ساخن .

هوية عدن معالمها مفاتن عدن تذوب في بحر عدن لكي تعود عدن قرية اسمنتية دون تاريخ وبالتالي ستكون دون مستقبل .

هوية عدن من أهم الأساسيات التي يستوجب على حكومة السلم والشراكة الوقوف امامها بقوه وحسم وباجراءات عملية مباشرة بوقف جميع الاجراءات والأعمال التي تؤدي الى طمس المعالم الثقافية والاثرية والسياحية في عدن ودون استثناء وبعدها يتم البدأ السريع في اعمال الترميم والصيانه لماانهار.

يجب أولاً وقف نزيف عدن ثم يتم معالجة جروحها وكم هي جروح عدن ومن يشعر بها.

7-        ميناء عدن:

ميناء عدن لن اتكلم عنه فالواقع المؤلم سيتكلم عنه بصراحة لااستطيع ان اوصف مايعانية ميناء عدن بالرغم من ملايين الوثائق المكدسة في الجهات الرسمية في عدن لوصف مايعانية ميناء عدن الا انه لا يوجد حتى الان في معاجم اللغة العربية كلمات تستطيع ان توصف مايعانية ميناء عدن ولكن اقول فقط حسبنا الله ونعم الوكيل.

8-        بحار وجبال عدن:

لم يخطر على بالي وبال اي انسان في الكره الارضية ان يخترق الفساد والاهمال والعبث مدينه مثل مدينة عدن حتى يصل الى جبالها وبحرها .

لم تكتفي سوسة الفساد والإهمال بالارض والانسان فوصل بها الحال ان تنخر وبعنف جبال وبحر عدن.

من اهم مميزات عدن هو التقاء البحر بالجبل تعتبر جبال عدن مثل حضن الام تحتضن عدن من اتجاه البحر لحمايتها من الاخطار القادمة من وراء البحار والمحيطات لتقف سد منيع امام اي طوفان او فيضان .

ولكن وللاسف الشديد فان جبال عدن بدأت معاول الهدم والتكسير تأكل منها وبشكل سريع ودونما مبرر سوى جشع الانسان في ارض الجبل لم يكتفي بالارض الفارغه بل طمع في ارضية الجبل .

مايحدث في عدن من تكسير ممنهج لجبال عدن يستوجب على حكومة السلم والشراكة بشكل عام ورئيسها الاستاذ/ خالد محفوظ بحاح ان يتخذ اجراءات سريعة وعاجلة واسعافية بمنع تكسير جبال عدن بشكل كامل ودونما استثناء حتى لو اضطر الأمر لانزال جنود حراسة لحراسة جبال عدن .

انه من سخريات القدر ان يحرس الجبل جنود حراسة ولكن عبث البشر يستوجب الخوف حتى من انهيار الحارس ويستلزم حراسة الحارس وهي جبال عدن جبال عدن التي تحرس وتحمي عدن بحاجة الى حامي وحارس جبال عدن تعتبر الخط الاخير لحماية عدن من الانهيار فهل سيسكت الجميع وهي تنهار وتعيد عدن الى قريه دون حامي وحارس.

أما بحار عدن فبدأت المباني الاسمنتية تقطع اتصال الانسان في عدن ببحرها دون رادع اذا لم تقم حكومة السلم والشراكة بإيقاف اغلاق بحر عدن بالمباني الاسمنتية فستختنق عدن واهلها .

يجب توقيف البناء الملاصق لبحار عدن واعادة تفعيل قوانين ماقبل عام 1990م بشأن الحرم البحري بعدم البناء الملاصق لبحار عدن وان يكون هناك حرم لبحر عدن لايقل عن اربعة كيلو لكي تكون بحار عدن للجميع دون استثناء او تمييز فالبحر للجميع ولكل شخص بيته.

وان يكون الحرم البحري الاربعة كيلومتر كورنيش حماية من الطوفان والفيضان وايضاً مزين بالخضرة والاشجار لنعيد اتصال المواطن في عدن ببحارها الجميلة.

وفي الأخير:

كنت أتمنى أن أستقبل حكومة السلم والشراكة الوطنية برئيسها الاستاذ القدير/ خالد محفوظ بحاح في مطار عدن بالورود وضحكات الحب والاحترام ولكن آلام عدن اصابت قلوبنا بالحزن الشديد.

فنستقبلها في عدن بالألم والحزن لأنه فقط ما بقي في عدن ذبلت الورود في عدن وضاعت الضحكة والحب في عدن ولم نجد سوى احزاننا الاليمة الذي لا نملك غيرها لنستقبل حكومة السلم والشراكة ولو تبقى وردة لقطفتها لهم ولو بقيت ضحكة وحب لأهديتها لهم ولكن لم يبقى شيء في عدن سوى الألم والحزن استقبلهم بها في عدن واهلا وسهلا بكم في عدن.

*عضو الهيئة الاستشارية لـ وزارة حقوق الانسان +

مسئول شئون النيابة العامة بنقابة موظفي القضاء

Law771553482@yahoo.com