داعش اليمن وسكاكيين ذبح الجنود بإسم الله !!
بقلم/ سليم السعداني.
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 7 أيام
الإثنين 11 أغسطس-آب 2014 10:09 ص

الله أكبر - لا إله إلا الله وغيرها من الشعارات هي العنوان الأبرز للقتل في اليمن والطريقة الأسهل للوصول للجنة كما يزعم أصحاب ومتبني هذه الشعارات والأفكار للأسف مما جعل معدل الموت ولغة التكفير والتخوين ترتفع وتيرتها في اليمن إلى أعلى مستوى ، ليصبح شلال الدماء هو الأنبوب الأكثر ضخاً من شلالات المياه .

مشهد دموي ووحشي عاشته اليمن مساء الجمعة كان ضحاياه ذبح أكثر من 15 جندي في محافظة حضرموت جنوب اليمن على يد مسلحي " داعش " أو ما يطلقون على انفسهم بـ " أنصار الشريعة " وذلك يكشف مدى الحقد والفكر التضليلي والتكفيرية الجهادي الذي يتبناه هذا التنظيم وكذلك خلفية داعميه ومتبني هذه الكائنات الوحشية التي تقتل وتذبح بلا أي وازع أو ضمير حيث قامت بالتقطع لباص ركاب مدني كان يقل ضمنه مجموعة من الجنود عائدين لأهاليهم لقضاء إجازة العيد " لحقة " ولكن يد الموت كانت حاضرة لتقوم بذبح الجنود الأبرياء بالسكاكيين والتمثيل بجثثهم أمام الجميع وبالتوثيق التلفزيوني حيث تم التقطع للباص وانتقاء الجنود من بين الركاب ومن ثم ذبحهم بالسكاكيين بطريقة وحشية ودموية تكشف ما يحمله هؤلاء المسلحين من فكر وتوجه وحشي ظلامي .

إن الظروف التي تمر بها اليمن والتحديات الكبيرة بسبب الانهيار في النظام السياسي والإقتصادي سمحت لهؤلاء الأفكار والجماعات المسلحة بالتوسع والانتشار في الكثير من المدن وذلك بسبب الأطماع الخارجية وسياسات بعض الدول التي رأت بأن اليمن هو المكان المناسب لتصفية خصوماتها وتنفيذ مخططاتها وأجنداتها لتكون اليوم ساحة حرب تتبارى فيها دول خارجية مخلفة الكثير من الضحايا من الشعب اليمني مواطنين وجنود ، وكل هذا بسبب الأموال والأفكار التي تتبناها دول خارجية وتعذي بها هذه الجماعات المسلحة .

إن المشهد الدموي الذي آلم الحجر والشجر بسبب فضاعة ووحشية تنفيذ الجريمة بحق الجنود الأبرياء والذي يستنكره كل إنسان في هذه الحياة ، لكنه مازال حتى اللحظة هناك أشخاص وجماعات تبرر هذه الجريمة بحجة الدفاع عن أهل السنية والدين الإسلامي في مواجهة الروافض كما يزعمون ، ليعبر بوضوح عن تحجر هذه العقليات وانحلالها من كل القيم والعادات الإسلامية والإنسانية ، كون الإسلام بريء مما يزعمون وينسبونه له .

الإسلام دين تسامح ووئام يدعو للتعايش والمحبة والإخاء ، وليس للقتل والذبح وإكراه البشر على اعتناقه ، وبالتالي فإن ما يحدث اليوم وما تمارسه جماعة " داعش " باليمن من أعمال شنيعة قتل للجنود وسطو على البنوك والمصارف والأموال العامة والخاصة ، وترويح لحياة الناس في بعض محافظات اليمن بحجة الدفاع ونصرة المسلمين أو السنة كما ينادون في خطاباتهم وشعاراتهم ، يجعل منا جميعاً الوقوف صف واحد وبحزم تجاه هؤلاء الخنازير ووقف توسعهم وتحركاتهم ، فكل جماعة مسلحة تقتل وتمارس التقطع والنهب والسطو يجب على الجميع صدها ورفضها كون هذه الجماعات تمارس أبشع الجرائم بحق الأبرياء في بلدنا الحبيب وحولت حياة الناس إلى خوف وقلق ودماء بسبب مظاهر القتل والنهب وتدمير المنشئات الحكومية والأمنية .

في هذا الظرف الخطير الذي يمر به اليمن لا بد من التركيز على ضرورة وحدة الجيش اليمني وإعادة الروح المعنوية له وتحفيزه وإعطائه الضوء الأخضر لضرب هذه الجماعات المسلحة دون أي تهاون أو تهدئة كما كان يحدث في السابق ، فالجيش اليوم يعيش مرحلة حرجة بسبب لغة التناحر والمكايدات السياسية والحزبية التي يمر بها الوطن والتي جعلت من الجيش ضريبة لكل هذه التباينات والإختلافات وعليه يجب على كل الجماعات الحزبية والدينية والتيارات السياسية والمثقفين وكل شرائح المجتمع اليمني إعلان موقفها من هذه الجماعات المسلحة ورفض افكارها وتوجهات ونبذ تصرفاتها وجرائمها حتى نحد من جرائمهم وتوسع ونقلل الفجوة بينهم وبين الأشخاص الذي يتبنون فكرهم أو يناصرونهم ويبررون أفعالهم وجرائمهم .

إن ما يحدث اليوم في حضرموت وأبين وشبوة ومدن أخرى من ممارسات لهذه الجماعات المسلحة لا يختلف عما تمارسه أخواتها في العراق وليبيا ولبنان وسوريا ، تحت راية الإسلام ونصرة الدين والسنة يذبحون الناس ويقتلون الجميع ، كل هذا فقط لتفكيك النسيج المجتمع وبث روح الخوف والهلع في صفوف المجتمع كي يتنسى لهم التوسع والسطيرة وإعلان الإمارة أو الخلافة الإسلامية المزعومة بينما الواقع يشكف بأن العملية تدار بعقلية ومخطط غربي أمريكي واضح للسيطرة على الدول العربية والإسلامية بعد تفكيك قواها وجلعها مقاطعات ودويلات سغيرة متناحرة يسهل مهمة الأطماع الخارجية في السيطرة عليها والتحكم بهذه الدول .

إنها دعوة لكل الأحزاب والمكونات والطوائف والجماعات الدينية والعرقية وكل أطياف اللون السياسي والمجتمعي في اليمن إلى الإصطفاف في وجه هذه الجماعات المسلحة ورفض تواجدها أو إيوائها ، حتى نضيق الخناق عليها ويتم القضاء عليها نهائيا لكي نجنب وطننا ويلات الصراعات والحروب التي ستنتج بسبب هذه الممارسات والأفكار المغلوطة التي لا تمت لديننا وإنسانيتنا بأي صلة .