عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين
مأرب برس – خاص
السياسة فن الممكن كما يقال، ومبادرة الرئيس الأخيرة هي ما أمكنه عمله ازاء الوضع الحرج الآن، لكنها غير كافية للخروج منه, سبب ذلك هو تناقضات المبادرة، فبينما قيل ان الرئيس اراد اصطفافاً وطنياً لمواجهة الأزمة فإن المبادرة تثبت العكس.
فهي اولاً ادنى من مقترحات مشروع المشترك للإصلاح، مثلا فيما يتعلق بنظام الاقتراع، بالنظام البرلماني، وبالجانب الاقتصادي وبتحرير الإعلام وبتعرية الفساد، بينما الوضع الآن اكثر تعقيدا من الذي طرح فيه مشروع المشترك ويتطلب مقترحات اقوى تستجيب للاحتجاجات الشعبية المتزايدة. والمبادرة بطابعها هذا لاتترك للمشترك من خيار الا البقاء خارج الاصطفاف المطلوب الامر الذي سيجعلها سياسياً تفتقر للحشد البشري وللشرعية الكافيين امام الداخل والخارج وبالتالي ستفشل.
ثانيا، لايحدد الرئيس اية آجال او خطط عملية لتنفيذ مبادرته، ربما اريد لها ان تنفذ مع انتخابات ? و ?، لكن الوضع لن يتحمل اكثر من ثلاثة الى اربعة اشهر. معنى ذلك السير الى مجهول اسوأ يمكن ان يحدث قبل ان تنفذ المبادرة.
ثالثا، المبادرة جوفاء سياسياً، فبنودها المتعلقة باللامركزية والبرلمان غير كافية مع الابقاء على نفس نظام الاقتراع، وبندها المتعلق بتحويل النظام الى رئاسي هدفه التشبث بالسلطة وتوريثها لا الخروج من المأزق الراهن باعتبار أن منصب الرئيس ذهب في العادة الى العسكر ومقترح النظام الرئاسي يبقيه بيد الرئيس وورثته. بينما مقترح مشروع المشترك للنظام البرلماني سينقل السلطة الى المدنيين الذين ذهب اليهم عادة منصب رئيس الوزراء وذلك يفسر مناهضة الرئيس له.
رابعاً، رغم ان البعد الاقتصادي هو الاساس في الازمة فقد جاءت المبادرة جوفاء من الناحية الاقتصادية وذلك اسماً ومضموناً فهي لم تحتو اية معالجات اقتصادية، كما ان عدم صلاحيتها كمشروع انقاذي ستبدد اكثر آمال وثقة المستثمرين والمستهلكين ومن ثم ستبقى مستويات الاسعار والبطالة وندرة السلع كما هي او ستزداد سوءاً، الامر الذي سيزيد من الاحتجاحات ومن انهيار الوضع الاقتصادي.
المبادرة لا تنفع اذاً لانقاذ الوضع قبل فوات الاوان وتنفع فقط لتمهيد خط رجعة الى ج.ع.ي.. ولم لا في نهاية المطاف؟ فالوحدة من الناحية النفعية يمكن النظر لها كفسحة تم فيها اشباع رغبة الاثراء من الفيد وعندما تعقدت ظروفها وتطلبت تحمل المسئولية والتضحيات غدا من الافضل الانسحاب منها. وفعلا من وجهة نظر التضحيات، معالجة الوضع الراهن تتطلب اجراء عملية جراحية محورها، بدون اية مجاملة، استقالة الرئيس، لكن الرئيس كما تدل المبادرة يرفض التضحية ويتشبث بالمنصب ولو بثمن الانفصال. خيار الانفصال وارد اذاً شمالاً وسيتم تنفيذه سياسيا والاكتفاء بتحميل الطرف الجنوبي مسئوليته اعلامياً.
فعلاً، طغيان هدف الحفاظ على السلطة هو حصان العودة الى ج.ع.ي. فالمعارضة الحزبية قد تصبح اكثر ضعفاً بل وفي وضع اعادة بناء نفسها من الصفر لانها تراهن حاليا على الجماهير ولكن بخسارة الوحدة قد تخسر تلك الجماهير. لذلك لا خيار للمعارضة الآن الا الالتحام اكثر مع حركة الاحتجاجات الشعبية باعتبار ان تداعى الجماهير لتغيير وضع ما علامة كافية على نضوج شروط تغييرذلك الوضع وعلى القادة فقط السهر على ان يحقق التغيير افضل الثمار.
المعارضة القبلية بدورها تخضع لعملية استقطاب الى صف يساند الحفاظ على السلطة وتوريثها وآخر يعارض التشبث بالسلطة ويعتبره، وان بشكل غير معلن، سبباً لخسارة الجنوب. ملامح الاصطفاف القبلي بين حاشد وبكليل تعتمل منذ فترة لو اخذنا بعين الاعتبار تزعم حسين الاحمر لمجلس التضامن الوطني من جهة واستخدام الرئيس لبكيل من الجهة الاخرى من خلال استخدام الشايف ودمج حزبي ابو لحوم والقهالي في المؤتمر او من خلال كثرة الوزراء الشباب من اب وفي هيئات المؤتمر. توريث السلطة هو احد اهم محركات لعبة الاصطفاف القبلي هذا فالاستقطاب في بكيل هدفه توليف تحالف شاب يقبل بتوريث الرئاسة بدلا من ان ينافس عليها ويخلق توازنا جديداً تتحول فيه رئاسة البرلمان الى بكيل.
لكن حتى العودة الى ج.ع. ي. قد لاتجدي فتيلاً طالما وان الضائقة الاقتصادية ستبقى دون حل.