طلابنا بين الثقافة والتعليم
بقلم/ عبدالله رمضان باجهام
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 17 يوماً
الإثنين 30 سبتمبر-أيلول 2013 04:37 م

واقع الثقافة والتعليم وجهان لعملة واحدة ، لا علم بدون ثقافة ولا ثقافة بغير علم . جناحان لطائر واحد لا قيمة لأحدهما دون الآخر فبهما النهوض والتقدم والازدهار لذلك المجتمع . ويجب التواصل التام بين ما يتلقاه المتعلم وما يحتاج إليه من معرفه بالحياة والواقع .

فيتعلم الطالب القراءة لكي يعرف الفرق بين المتعلم والجاهل وندرس التاريخ لنتعلم من تجارب أجدادنا ونتعلم الجغرافيا ليتعرف على مناخ وتضاريس بلاده والفرق بينها وبين غيرها من البلدان الأخرى .

ولا شك أن ما أصاب بعض مؤسسات التعليم من خلل انعكس مباشرة على كافة أنشطة الحياة وجوانبها بما فيها الثقافة, فالمتأمل في واقعنا وصل إلى جوانب مؤلمة صرنا إليها, حيث أن بعض أبناء وطننا يخربــــــون بلدهم بأيديهم يتصرف لا يعبر عن وعي أو ثقافة لأن ابن البلد ( المواطن ) لا يقدم على ما يؤذي وطنــــــــــه والسلوكيات الراقية لا بد لها من خلفية تعليمية ثقافية راقية والعكس كذلك.

ولذلك نقول أن ما نعانيه اليوم أحياناً من عبث وانفلات وتكسير وحرق هي حرب على الأملاك العامة وتعطيل لمصالح الناس ، وهو سلوك لا يعقل أبداً أن يأتي من متعلم مثقف يعرف أن ما يخرب من منشئات الوطن هو اعتداء على أملاك عامة له فيها حق ونصيب وإعادة أعمارها سيتم من ماله وعلى نفقته ومن عرق جبينه وهي حقيقة راسخة يجب أن يؤمن بها طلابنا بل كل فرد في المجتمع ويتعلموها لأن التعليم ليس الدروس والحصص اليومية التي يتعاطاها الطلاب يومياً في المدارس، بل هو سلوك قويم يساهم في الحصول على الثقافة التعليمية التي يجب أن تغرس في الطالب منذ الطفولة وتنمو معه ويلازمه ذلك السلوك في حياته بشكل عام .

فالتعليم هو الأساس الذي يمكن أن ينطلق بأمتنا وبلدنا في كافة مجالات الحياة ولذلك يجب أن يركـــــــــــز ويهدف إلى تطوير العقل والفكر لدى الطلاب ولن يكون تلقي العلم إلا بالربط بالواقع وتيسير المادة العلمية التي أصبح يعوق توصيلها ثقافياً معوقات داخل المؤسسة التعليمية وخارجها , فعلينا جميعا أن نتعاون في تذليل الصعاب أمام أبنائنا جيل المستقبل المنشود .

فالتعليم يصنع محيطاً مناسباً لنشر الثقافة عندما يتجه لغرس القيم والسلوك في نفوس التلامـــــــــــيذ في جميع المراحل التعليمية المختلفة .

فبالعلم والثقافة يصنع الطالب المثالي الصالح لمجتمعه والمساهم في نهضة أمته .