تركيا تمنع مرور طائرة رئيس الإحتلال في أجوائها وتجبره على الغاء الرحلة طفل يموت بحكم قضائي.. سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه نقابة الصحفيين اليمنيين: نواجه حربًا واستهدافًا ممنهجًا من أطراف الصراع محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء
إن الأمة العربية مصابة بالثنائية في كل شيء ..ولذلك فإن من أسباب تأخرها سواء على المستوى المجموع أو على المستوى الفردي تلك الثنائية ،وللتدليل على ذلك أسوق لكم عدد من الأمثلة وعلى النحو الآتي: دول الخليج كل منها على هواها تشجع وتدعمُّ الثورات في خارجها – لكنها تمارس أقذر الديكتاتوريات في أوطانها وتقمع كل من يتعرض للذات ...وتحكم عليه بالسجن المؤبد إن لم يكن في بعضها بالإعدام!
ثورات الربيع العربي في المعظم خرجت من أجل إسقاط النظام- لكن بمجرد أن يسقط النظام ويختار شخص من المحسوبين على الثورة ، فإنه سرعان ما يتحوّل الى ديكتاتور، وملكي جديد أكثر من الذي رحل ، وقد يتذرع لتبرير عدم الانجاز عائد بسبب الفوضى والمسيرات والاعتصامات التي تهدد الأمن القومي وتعيق التنمية ، وترى كثير من الناس يصدمك وهو ايضا يبرر فيقول لك ان الرئيس لم يكمل سنته الأولى فامنحوه الفرصة مثلا فترة رئاسية ،فكيف تحملتم الرئيس السابق مدة طويلة ولم تحركوا ساكنا والان لما طلع الرئيس من لون معين تطلبون منه انجازات في فترة قياسية ..وهنا الجميع يتناسى الثورة ،وهكذا...!
كل منا يؤمن بتطبيق النظام والقانون عندما يكون على غيرنا – أما على أنفسنا فلا!
وكذلك القوى السياسية في بلادنا على سبيل المثال تؤمن بمشاركة المرأة ومن أنها نصف المجتمع – لكن نساء قادة القوى السياسية لا بد أن تبقى في البيت ، وتساهم في بناء الأسرة فمُهمتها في البيت أعظم وأجل من المشاركة خارج البيت ، وهذه الثنائية ستجدها عند اليساريين بشكل عام -وأخص منهم الاشتراكي ،الناصري ،البعث- أما الاسلامين فلا يجوز للمرأة أن تنال حصة في المجالس \"الكوتا\" فهي حرام ،على الرغم من أنهم مع اليساريين يصرون على وجوب مشاركة المرأة فقط في الزواج والمسيرات وطبعا في التصويت لأحزابهم أثناء الانتخابات ! ؛ أليست هذه ثنائية؟! كذلك في الحوار الوطني على سبيل المثال في اليمن : فإن الكل يعتقد ويُجزم بضرورة الحوار – لكنه في أروقة المؤتمر يقوم بتكتيكات قد تُفضي إلى أللا حوار ،ويعتقد أصحاب الرؤى الشريرة والمشككة دوما ، والمؤمنين بنظرية المؤامرات والمتبنين لها والرافضين لها في آن !؛لكنهم يقومون بتنفيذها على الواقع ! ؛أي أنهم في الخلاصة يؤمنون بالحوار شكلاً ،ومضموناًهم يستعدُّون باستيراد الأسلحة عبر التهريب والتي بإمكانهم استخدامها عند فشل الحوار لا سمح الله- لأنهم متأكدون ،ويعملون على أن لا يصل الحوار إلى نتائج حقيقية لأنها بالضرورة ستكون ضد مصالحهم الخاصة \"فيسعون لإفشاله بأي طريقة- من أجل إقصاء وإيذاء الآخرين ، و هكذا.. !
وثوارنا الكرام كانوا ضد المبادرة الخليجية ، ولكنهم طبقوها بحذافيرها من التصويت للرئيس هادي وحتى اشتراكهم في الحوار الوطني!
والرئيس هادي ذاته خُطبه تدّل على إيمانه العميق بالتغيير ولكنه لم يعترف بالثورة حتى الآن !؛ ولم يُمكن الثوار من الاشتراك في الحكم ،بل مكَّن بقايا النظام السابق وقيادات الأحزاب المشتركة في العملية السياسية ويا ليته اختار الأصلح والأنفع بل يختار ما تختاره الأحزاب، والأحزاب لا تختار غير المتنفذين والمعتقين والبارزين المُتحكمين في قرارات تلك الاحزاب منذ زمن بعيد والتي تُنظر وتُمارس عكس تلك التنظيرات البراقة!
ومن الثنائيات في اليمن الكل يريد الوحدة ولكنه لا يوقف ضد من كرسّ الفرقة في النفوس نتيجة لغطرسته واستكباره ، بل مُنح حصانة من المسألة وأُشرك حزبه الذي أيده في تلك الغطرسة على جنوب الوطن في تقاسم السلطة، ومن الثنائية كذلك السلطة تُحذر وتُهدد من يقطع الكهرباء وأنابيب النفط ولكنها تذهب اليهم وتساومهم وتدفع لهم إتاوات مقابل عدم الاعتداء ،وتلبي مطالبهم حتى لو كانت إخراج محكومين بالإعدام ، فيقوم من تضرر من استجابة الحكومة للمعتدين فيضطر لممارسة نفس العملية لإذلال الحكومة وهو في الواقع يُذلُّ الشعب في حرمانه لهم من أهم الخدمات كالكهرباء ،وهناك عدد كبير يُنادون بدولة مدنية ، ولكنهم يُعسكرون الناس المتمدنين ويسلحونهم في المدن المتمدنة ، ويحولونها إلى مدن عصابات وهكذا .. فمن الثنائيات كذلك في يمن الحكمة تجد من يمثل دور الشيخ والسياسي والعالم والتاجر ليس ذلك فحسب بل وصاحب الثورة ومالكها ،وكمان يقدم نفسه محلل سياسي ومن الطراز الرفيع في آن واحد ،ألا ترون كم من شخصيات وتخصصات تتولدُ في الشخص الواحد؟!
فعلي عبد الله صالح سلّم الحكم، لكنه لم يستوعب ذلك فأنشأ له قنوات وإعلام وصولجان ليبقيه رئيسا وتراه في المناسبات يقوم كما الرئيس في الاستقبال وبعث البرقيات والتعازي ..إلخ !
الثوار في الميادين يُنادون الشعب يريد إسقاط النظام – لكن البعض منهم وأقول البعض وهذا البعض الذي أتاحت له الثورة البروز والشهرة فيتحوّل للبحث عن تحقيق الذات وتسجيل مواقف مع الحاكم الجديد لينال منصب ما ، أو يحاول إرضاء الحاكم الجديد وتقديسه وجعله صنما لا يُمس - بالرغم من أن احد أسباب الخروج هو إنهاء تصنيم الحكام والى الأبد بعد ان مارسوا الأبوية والتدخل في كل شيء ، حتى أنهم صاروا يفكرون بدلا عن البيوت ويعلمونهم كيف تدار البيت وكأنهم أرباب الأسر- وهكذا يتحول الحاكم إلى ديكتاتور بفعل تلك الصناعة المجتمعية المَقِيتة وبالأخص من قبل المثقفين وأشباه المثقفين ،والذين يقومون بتبرير كل فعل يقوم به ذلك الحاكم ، والذي في معظمه خطأ في خطأ !؛ فكل الأمة تصبح مساهمة في صناعة الأصنام !
فعندما خرجت الملايين في شوارع عواصم ومحافظات الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي ،فإن الحكام والعالم سلّما بأن هناك ثورات شعبية ،أدى إلى أن يرحل منهم من رحل ،فالبعض أدرك حجم الاحتجاج ورحل دون ان يسفك مزيدا من الدماء لكنه أبقى على نظامه متحكم في كافة مفاصل الدولة ليحافظ على مكتسباته الخاصة ! ؛والبعض الأخر اغتيل بدعم ومساندة مباشرة من الأجنبي كما في ليبيا وهي حالة خاصة، ولكنها تحمل من الثنائية ما يشير بوضوح إلى تخلف العقل العربي فالشعب العربي يكره التدخل الأجنبي والاحتلال لكن عندما يحقق هذا الأجنبي بعضاً من أهداف الشعب فإن بعض من تلك الشعوب والنخب والمفكرين والمثقفين يمتدحون التدخل الأجنبي ويعدونه ضامنا للتوافق وتنفيذ ما يتفق عليه في جلسات الحوار الوطني كون الثقة منعدمة بين الأطراف المتحاورة ،وأضحت وكأن ثورات الربيع العربي هي ثورات السفارات الأمريكية حيث صارت هي الأمر الناهي وبتأييد غريب وعجيب من شعوب تلك الدول !
وما حدث في العراق وليبيا وسوريا من تدخل سافر من قبل الدول الأخرى صار مرحب به مع كل أسف من اليسار واليمين على حد سوى !؛ وتستقبل الدبابات الأمريكية على سبيل المثال في العراق بإعطاء الورود للغزاة ،ولولا التدخل الأجنبي في ليبيا لما انتصر الثوار في ذلك البلد العزيز الذين يُحكمون اليوم ويرفضون التدخل الأجنبي في التدخل في شئونهم الداخلية اليوم ،وسوريا مازال التدخل الأجنبي للأطراف المتصارعة مع وضد قد أخر الحسم لأي من الطرفين النظام أو مخالفيه!
الثوار في الساحات خرجوا ضد حكم العسكر وطالبو بحكم مدني ،لكننا في مصر اختلفنا لأننا نحمل الثنائية التي توارثناها نحن العرب كابراً عن كابر ، ولم يعد بمقدورنا تغييرها في زمن التغيير، فالإخوان وهم جزء أصيل من ثورات الربيع العربي كانوا ثورا في الميادين ومفاوضين في أروقة أنظمة الحكم السابقة أو لنقل المتنفذين والأقوياء في تلك الأنظمة فتحاورت قيادة الإخوان في مصر مع قيادات الجيش وتمكنت من الوصول الى رأس الحكم ،لكن رأس الحكم ألإخواني تأمر على قيادة الجيش فتم الإنقلاب على القادة المُتزنين والواعين والذين سلّموا الحكم بسلاسة ويسر طنطاوي مثلا ،وعينوا السيسي باعتباره شخص مُتدين وقريب من الإخوان ،لكنه قام باستغلال هيجان الشارع وأعلن تأييده لهذا الشارع الجديد ، وقام بِعزل الرئيس مرسي الذي قربه منه ،وعينه قائدا عاما للجيش ووزيرا للدفاع بل ورقاه الى رتبة فريق ،ولذلك حصل هذا الخلط في المواقف على الأقل في مصر و اليمن فالبعض وقف مع الإجراء الذي تم من قبل الجيش واعتبره ثورة كاملة ضد الإخوان الذين لم يحكم رئيسهم سوى عام واحد والبعض الأخر جنّ جنونه من هذا التحوّل لمن ادعوا أنهم ثوار كيف يجوز لهم الوقوف مع العسكر الذي خرجوا جميعا من أجل إزاحتهم من الحكم ، وهكذا أنقسم معسكر الثوار الى معسكرين وكل منهم يتهم الأخر بالعمالة للخارج والارتماء في أحضان الفلول وهكذا يتغير المشهد، وفي نظري أن الأمر طبيعي جداً ، لأن الذين نزلوا للثورة لم يكونوا بالصدق والإخلاص للثورة بقدر ما كانوا يُبطنون غير ما يُظهرون بسبب مرض الثنائية الذي ورثوه من تاريخ أمتهم عبر قرون عديدة ،بينما في اليمن أنقسم الجيش بقيادة اللواء على محسن الذي انضم الى الثورة وأيدها بعد جمعة الكرامة بعد أن كان في ساحة التغيير أسمه ضمن الأسماء التي يجب ان ترحل أو تحاكم باعتباره الرجل الثاني إن لم يكن الأول في نظام صالح ،لكن بعد الانضمام تغير المشهد في الساحة وأزيلت صوره التي كانت ترفع لإقالته أو محاكمته وأصبحت منصة التغيير بصنعاء ومن والاها تَمتدحُ هذا الانضمام بفعل تأثير طرف سياسي يُحسب محسن عليه وكان مسيطرا على المنصة، وإن كانت عديد المكونات استمرت تعتبره باستحياء جزء من النظام السابق وتطالب برحيله من السلطة ،فما أريد قوله لليمنيين الذين أيدوا علي محسن والآن يعترضون على السيسي: أليس في تفكيركم ثنائية أم أن الأمر طبيعي لهذا وغير طبيعي لذاك؟!
على مستوى الأفراد سأبدأ بنفسي أنا في اليوم الواحد أتبدل في أكثر من موقف بسبب الموجة الإعلامية المُدَارة من خلف الحدود فيما يُعرف بثقافة الصورة ، فمن متابعة الجزيرة إلى متابعة العربية والتعصب لها إلى ...إلى ... والمُنتج والمُخرج والممول والمُوجه في اعتقادي واحد، وهكذا أعتقد أن كثيرون غيري يعيشون في متاهات الإعلام والتضليل وصناعة الخبر الذي يجعلك تُصدقه والذي معظمه مصنوع بعناية لجذب الرأي العام سواء من حيث العدد بالملايين لمن هم مع ،أولمن هم ضد ! ؛ويحصل الاستقطاب جراء ذاك الإعلام الكاذب والمتحدثين المغالطين !؛والذي يجعل كل طرف يتمترس حول موقفه ويُعاند ولا يُفاوض ولا يتنازل ، وتعم الفوضى في البلدان التي اعتقدنا أنها خرجت من عُنق الزجاجة وصار الشعب هو صاحب القرار الأول والأخير في تقرير مصيره واختيار قادته ودستوره الذي يريد
alasaliali@yahoo.com