اليمن كما ينبغي لها ان تكون
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
السبت 24 ديسمبر-كانون الأول 2011 09:28 م

من تعز الى صنعاء تجلت صورة اليمن الباهيه وشعبها العريق. على مشارف صنعاء كان امس يوماً استثنائياً من ايام التاريخ .كان تتويجاً للمشهد الرائع , حيث ارادة لا تلين قررت المضي في مسيرة راجله لـ 250 كيلو متر بين البرد والصقيع . وفي محطات عبورها وجد اليمنيون فرصه للتعبير عن تلاحمهم واندماجهم واخوتهم.

في اب التحمت الجموع والتمعت العيون فرحاً بحلم اليمن المتوهج وثورتها الكبرى . وفي ذمار كانت الروح الوطنيه سامقه والكرم فائضاً في ضيافة قبائلها وناسها .

وفي الطريق من ذمار الى صنعاء كانت القبائل تتناوب على مرافقة المسيره وحمايتها والانظمام لموجها المتدفق من حلم اليميين الكبير في الامساك بزمام مستقبلهم وازاحة الكابوس الواقف في طريقهم .

كان صالح ومشايعيه واتباعه , والنخب المريضه معهم يحتقرون الشعب اليمني ، مرددين في بداية الثوره العربيه : لن يخرج اليمنيون ؟ وان خرجو فسيتفرقون ساعة الظهيره بحثا عن القات , واعتياد المقيل اليومي ؟؟

واذا باليمنيون , يخرجون , ويصمدون , ويرابطون في الساحات مفترشين الارض , محتملين البرد والصقيع والقنابل والرشاشات والقصف ,,... وبعد صمودهم لعشرة اشهر يتبدون وكانهم في فاتحة الربيع وفي اوج الحماس واتقاد العزيمه , بمسيرة حياة يقطعها عشرات الالاف من تعز الى صنعاء.

كان مختظف اليمن والته التدميريه يسخرون من اليمنيين مرددين ؛ حتى وان خرجو سيتفرقون ما ان يقتل احدهم , او يسمعون دوي الرصاص !!

واذا باليمن تتجلى اعلى من كل توقع , واذا باليمنيين ينتصرون على المجازر والمذابح والمدفعيه والصواريخ التي امطرت بها ساحاتهم ومدنهم .

لم تنكسر اليمن , لم تنكسر تعز ,لم تنكسر ارحب , لم تنكسر صنعاء وتعز وعدن واب وذمار وشبوه .

لم تنكسر تعز رغم كل ماقذف عليها من كتائب الموت واسلحته الثقيله على مدى عام كامل .

لقد هزم اليمنيون الاحرار الجنرال خوف , وانتصروا ولم يبقى الا شبح طاغيتهم الباهت يتوارى شياً فشياً ويختفي الى غير رجعه . انتصر ثوار تعز على الصقيع تماماً مثلما انتصروا على النظام المجرم الذي حاول جاهداً اخضاعهم بكل مالديه من الة تدميريه ومخزون عدائي لليمن وشعبها .

وفي محطات مسيرتهم من اجل الحياة من تعز الى صنعاء شاهد اليمنيون صورتهم الحقيقيه التي غيبت لعقود . التحمت الجموع في اب ويريم وذمار ومعبر وسرى دفئً حميمي للروح اليمنية في الجميع من التحموا في محطات العبور ومن تتبعوا اخبارهم في المدن والقرى والساحات والبيوت عبر المشاهد المؤثره التي بثتها قنوات التلفزه المختلفه .

توارات تعز طويلاً في سنوات الرده والقحط وغياب المشروع الوطني الجامع .

وعندما لاحت اليمن ومشروعها في التماع ثورتها الكبرى كانت تعز في الصداره لانها صمغ اليمن ولاصقها ومدماك هويتها ومشروعها الوطني .

وفي مسار الثوره اليمنية الكبرى شاهدنا اليمن تنبعث من جديد , واعدنا اكتشاف انفسنا واكتشاف كم هي اليمن عظيمة بتنوعها وقبائلها وجهاتها وجبالها وشمالها وجنوبها وشرقها وغربها ...وثورتها