مذكرات سجين سياسي (1)
بقلم/ احمد علي عبدالله
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 05 يونيو-حزيران 2013 06:49 م

حقيقة ما دار بين النائب العام بدر العارضة ود.طارق الحروي في سجن الشيخ مدير ووكيل إدارة المباحث الجنائية بتعز !!

تشير بعض المصادر شبه المطلعة إلى أن النائب العام بتعز بدر العارضة كان في زيارة تفقدية رسمية إلى الشيخ مدير ووكيل نيابة إدارة المباحث الجنائية يوم الثلاثاء الموافق 19-3-2013م الساعة العاشرة صباحا كجزء من سياق عام اعتمدته القيادة السياسية لتهيئة الأجواء اللازمة لدخول مؤتمر الحوار الوطني الشامل ورفع العبء عن كاهلها حتى ولو كان ذلك من الناحية الشكلية، وبحسب ما ورد إلينا فقد كان الموكب مهيبا وهو يعبر بوابة السجن يحيط به ضباط ومسئولي الإدارة ومرافقيه وحراسه حتى أن الكثيرين اعتبروها بشارة خير حيث كان أول مسئول رسمي بهذا المستوى يدخل ويزور نزلاء سجن الشيخ منذ مدة طويلة كما قيل وتناقلته الكثير من الروايات في ذلك اليوم.

وعند وصوله إلى الحيز الذي كان يجلس عنده د. الحروي في العنبر (2) الذي اعتاد في تلك الأوقات من كل يوم أن يقضي لحظات مع كتاب الله برغم كل الضجيج المحيط به في ذلك اليوم على وجه الخصوص انتصب واقفا وهو يحمل كتاب الله بين يديه ليستقبل ضيفه الكريم، ودار بينهما حديث مهم له دلالات وأبعاد عدة نحيطكم به للأهمية وبلادنا منذ فترة تستعد لولوج مرحلة هيكلة المؤسسة الأمنية على أسس وطنية ومهنية !!

وجه النائب العام بدر العارضة سؤاله له بقوله ما قضيتك !! لكن د. الحروي مد إليه يديه مصافحا ضيفه قائلا له دعني في البدء أعرفك بنفسي أنا كبير عتاة المجرمين في الجمهورية اليمنية قاطبة في نظر الفاسدين والمفسدين أخوك دكتور العلوم السياسية وعضو لجنة الخبراء الدولية لشئون الأمن والدفاع طارق الحروي !! عنده ظهرت علامات الدهشة والاستغراب مصحوبة بابتسامة شبه باهتة انطبعت على محياه ! وبعد صمت قصير تدارك الأمر ثم أردف قائلا إذا كان كنت كما قلت فإن بلادنا عادها بخير من باب تلطيف الجو... لا يوجد هنا سجناء سياسيين !! فقاطعة أحد عناصر الشيخ المكلفين باحتواء أية موقف خارج المرسوم والمخطط له كما هو معروف هذا لديه خلافات أسريه مع أبيه...!! فرد عليه د. الحروي مقاطعا وبصوت شديد أصمت فوقتك أنت ومن حولك في الحديث قد ولى واليوم سوف اخذ وقتي كاملا بعد أذن السيد النائب فأنا لم أوكلك بالحديث نيابة عني وكلامي موجه له فقد جاء للاستماع لنا، فصمت الجميع وطأطأ البعض منهم من المتواطئين والمتورطين بهذه المكيدة رؤوسهم إلى الأرض.

واستطرد الحروي قائلا أنا سجين سياسي وضعت هنا بسبب مكيدة شارك بها الكثيرين من أسرتي وأهلي وثلة من عناصر هذه الإدارة ومسئوليها وتقف ورائها أطرافا وجهات سياسية معروفة لدينا وإذا كان لديك متسعا من الوقت لسماعي، فإنني سأكشف لك حقيقة ما جري ويجري فأتح لي المجال للحديث معكم على انفراد....

ثم أردف بعدها مستطردا في حديثه عندما يستغل المسئول الحكومي موارد الدولة وصلاحيات المنصب الذي عين فيه لخدمة هذه الأمة في تنفيذ رغبات ومصالح شخصية له ولغيره فنحن نقف أمام أسوء كارثة تسببها ظاهرة الفساد التي عانت منها ومازالت أمتنا...، بمعنى أخر كان يقصد بذلك أن التهم تكال وتلصق في هذه الإدارة بمن يشاءون لا بل وأحيانا يكفي الشيخ وعناصره أن يتلقى مكالمة هاتفية من أحد المسئولين والمعارف ليعمل له المستحيل مستنزفين موارد الدولة في قضايا كيدية ما انزل الله بها من سلطان.

-ثم استطرد بعدها قائلا بصوت جهوري موجها حديثه إلى النائب العام هذه السجون العفنة لم تبنى لرجال مثلنا ولا بمكانتنا أنا رجل دولة ومحسوب عليها وإن غدا لناظره قريب، سأله النائب العام مقاطعا من هو خصمك يا دكتور !! ردا عليه قائلا بصراحته المعروفة مدير إدارة المباحث ووكيل النيابة ورئيس قسم السرقات...، فقال أتعرف المدير !! رد عليه نعم ذاك الذي يقف إلى يسارك مطأطأ رأسه.

عندها أشهد لله كما سمعناها من د. الحروي شخصيا أنه أخرج هاتفه الخلوي وأجرى اتصالا سريعا بوكيل نيابة غرب تعز قائلا له بالحرف الواحد وبصوت مرتفع سمعه الجميع، سأرسل إليك الآن ملفات الدكتور طارق وأخيه د. عيسى !! وبمجرد وصولها إليك قوم بإطلاق سراحهما فورا بضمانة السكن ... ومما تجدر لفت الانتباه إليه إن هذا توجيه رسميا واضحا جاء للتكفير عن هذا الخطأ الجسيم الذي ارتكبته أيادي المسئولين في هذه المشيخة الذي لن يغتفر إلا بنيل جزائها.... وهو بالمثل موجها إلى مسئولي إدارة المباحث ونيابة المباحث...

وتشير هذه المصادر أيضا إلى أنه قبل خروج السيد النائب من العنبر (2) الذي كان مكان احتجاز الدكتور طارق الحروي طلب د. الحروي منه دقيقة من وقته على انفراد فوافق !! فقال له سيدي النائب إذا كنت بزيارتك هذه تقوم بتنفيذ إرادة القيادة السياسية كما تعرف ونعرف وهي تهيأ الأجواء لدخول مؤتمر الحوار الوطني الشامل قدر ما استطاعت إلى ذلك سبيلا فقد كفيت ووفيت بتواجدك معنا اليوم.... ولكن في حال كنت تعتبر إن ما يجري في هذه السجون على مستوى المحافظة هو من صلب مسئولياتك الرسمية المحاسب عليها دنيا وأخره فأعلم أنه بمجرد خروجك من هذا المكان سوف يبقى الوضع كما هو هذا إذا لم يزداد سوء ونزلاء هذه العنابر من أبنائك وإخوانك هم أمانة في عنقك.....! فرد عليه بابتسامة رضا قائلا أطمئن يا دكتور سأعمل على تحريك هذا الأمر من خلال متابعة ما يجري حتى لو اضطررت للعودة مرة أخرى.

ولعل السؤال الذي طرأ بعد ذلك في ذهن الكثيرين بعد ذلك هو هل تم تنفيذ توجيه السيد النائب من قبل وكيل نيابة غرب تعز والعضو المحقق المكلف أم لا !!!

وللإجابة عن ذلك من واقع أوراق القضية المعروضة حاليا في محكمة غرب تعز بالقول لا وألف لا !! فالتوجيه كان يوم الأربعاء الموافق 19-3 ، وتم التحقيق معهما من قبل عضو النيابة المكلف حمزة العاصمي بالتنسيق والتعاون والشراكة مع وكيل نيابة غرب المسئول الأول عن كل ما جرى كان يوم السبت الموافق 23-3 وتم أرسلهم إلى زنزانات السجن المركزي يوم الأحد الموافق 24-3، في حين أن الأمر الإداري بهذا الشأن الصادر من نيابة الغرب كان يقضي بحبسهما في السجن المركزي ستة أيام فقط من 20-3 إلى 26-3 أي قبل التحقيق معهما من قبل النيابة، في مهازل تهز كيان ومصداقية الأجهزة القضائية في عقر دارها !!

على خلفية ما تم تدوينه في محضر النيابة بعد التحقيق معهما أن التحقيق كان يوم الأربعاء الموافق 20-3 وقد أفاد د. الحروي بهذا الشأن أنه عندما طالب العضو المحقق بضرورة حضور المحامي فزع العضو المحقق وكاتبه ولم يكن د. الحروي يدرك عندها ما الذي يدور حوله في الخفاء بحكم منعه أثناء فترة احتجازه من استخدام التلفون ولا الأقلام ولا الحديث مع زواره... أما عن السبب فقد أصبح واضحا لديكم نوجزه بأن حضور المحامي سيكشف التلاعب بالتواريخ وبالتالي بالأوامر الصادرة مسبقا قبل التحقيق..... وسيحول دون بقائهما في سجن الشيخ أو دخولهما السجن المركزي بحسب ما كان مخططا ليس هذا فحسب

لا بل وسوف يلزمهم بتنفيذ توجيهات السيد النائب فورا، إلا أن عضو النيابة المحقق لم ييأس فقد حاول تدارك الأمر بطمأنة د. الحروي قائلا بأنه جاء بناء على توجيهات السيد النائب وعلينا مساعدته في استكمال هذا الإجراء الشكلي، وأكد له أيضا أن المحامي له الحق بالإطلاع على محضر التحقيق وإضافة ما يريد من أقوال وفي أية وقت يريد !! وهذا لم يحصل أبدا حتى 14-4 بسبب تهرب العضو المحقق منه ... !! فالتساؤل المثار هنا هل كان الأمر يتطلب إرسالهم إلى السجن في قضية كيدية فشلوا من إثباتها إلى اليوم، في ضوء قصر المدة ووجود عشرات من الحالات المماثلة في عهدة النيابة في سجن الشيخ البعض منها لها أكثر من خمسة أشهر !!!

هنا سوف يتضح لنا السبب الرئيس من ضرورة احتجازهما في السجن المركزي ليس بقصد الإذلال والمهانة.. فحسب لا بل وبقصد تشويه سجلهما الناصع البياض داخل البلاد وخارجها بما يؤثر على مستقبلهما السياسي والمهني، بحيث يصبح لديهما سجلا جنائيا رسميا بصمه وصورة.... ومن يقف وراء هكذا نوايا خبيثة هي أطراف وجهات أصبحت معروفة للكثيرين هذا بغض النظر عن انكشاف الحقيقة فيما بعد!! سيما ثقتهم بعدم تجرأ أية شخص أو جهة على محاسبتهم في كل ما يقومون بارتكابه من انتهاكات وجرائم بحق هذه الأمة !! فالهدف كان معروفا من ضرورة أرسلهما بسرعة البرق إلى السجن المركزي متجاوزين القانون وتوجيهات النائب العام هو وضعهما بالسجن المركزي حتى لو كان ذلك ليوم واحد فقط، وهذا ما اتضحت معالمه بعدها مباشرة في المدة التي اقترحها العضو المحقق 45 يوما على ذمة قضية أتحداهم أن يثبتوا وجودها من الأساس بعد قراءتي وتدقيقي لملف القضية.