1 مايو عيد العمال ... فأين العمل!؟
بقلم/ جمال شيبان
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 01 مايو 2013 02:50 م

May day (يوم مايو) أو يوم الثماني ساعات؛ تعددت المسميات والمناسبة واحدة:

عيد العمال العالمي..

اختلفت الروايات حول هذه المناسبة متى، وكيف بدأت، ومن تبناها؟ إلا أن معظمها تشير إلى أحداث "هايماركت" شيكاغو عام 1886م، حين أعلن أكثر من 350 ألف عامل أمريكي في "1 مايو" الإضراب العام تحت شعار" ثماني ساعات عمل، ثمان ساعات راحة، وثمان ساعات نوم"، حينها تم محاكمة قادة العمال وإعدام مجموعة منهم، وحكم على آخرين بالسجن مدد طويلة، ومنذ ذلك التاريخ والعالم يحتفل بهذا اليوم تخليداً لذكرى من طالب بحقوق العمال، وتأمين حياة حرة كريمة لهم. ونحن بدورنا في هذه المناسبة نتساءل: تُرى كيف حال عمالنا؟ كيف أوضاعهم؟ وهل تم توفير فرص عمل لهم لكي نقول لهم ارتاحوا فهذا عيدكم ويوم عطلتكم؟.. في الحقيقة ما نراه ونشاهده يوميا هو: عمالاً بلا أعمال.. بطالة مستفحلة قضت على آمالهم في الحصول على فرصة عمل.. إذاً العامل في بلدنا الحبيب يحتفل طوال العام ويعمل فيما تبقى!!

وكلما مرت بنا هذه المناسبة نتمنى ونتفاءل، ونعلق الكثير من الآمال بأن تعود وقد تحسنت الظروف وتوفرت فرص العمل.. غير أنها بكل أسف تعود والظروف من سيء إلى أسوأ، وما العامين المنصرمين 2011م و2012 إلا أكبر دليل على ذلك، حيث أثرت الأزمة التي عصفت بالبلد على أوضاع الجميع، مضيفةً طابوراً جديداً من العاطلين عن العمل " ورحبي يا جنازة فوق الأموات"..

إذاً فهذه المناسبة تأتي في الأساس للراحة من عناء العمل، وإن كانت الراحة بالنسبة للعامل اليمني هي في العمل وتوفر فرصه؛ فهو يتميز بنشاطه وحبه للعمل، بالإضافة إلى إخلاصه وأمانته بشهادة الجميع؛ هذا العامل الذي قامت على أكتافه حضارات دول مجاورة؛ بناها من " ألفها إلى يائها"، وكان جزاؤه في الأخير هو نكران الجميل الذي صنعه !!..

فتحية ملؤها التقدير والاحترام لعمال اليمن الشرفاء في الداخل والخارج الذين نفتخر ونفاخر بمهاراتهم وأمانتهم أينما عملوا، وهنا أتقدم بمناشدة إلى وزارة الشئون الاجتماعية والعمل علي ألفت انتباههم إلى بعض ما يضيق فرص العامل اليمني في الحصول على عمل في بلده وهي ظاهرة استقدام العمالة الأجنبية، وإحلالها محل العمالة الوطنية، وخصوصاً في الأعمال العادية- كالبناء وغيرها- لاسيما العمالة الأسيوية "هنود، بنغال" في حين أن عمالنا ضاقت بهم الشوارع والأرصفة.. فيا اتحاد عمال اليمن، وقطاع العمل في الوزارة ما دوركم في هذا؟ وماذا أنتم فاعلون للحد من ذلك؟ وقبل هذا وذاك أين أخلاق من يقومون باستقدام العمالة؟ أين تكاتفنا ودعمنا وخوفنا على بعض؟ وهي رسالة عاجلة إلى حكومة الوفاق، هل تضمنت الموازنة العامة خلق فرص أكثر، من خلال التوسع في تبني المشروعات ذات العمالة الكثيفة؟ وهل تم تقليص الإنفاق الجاري لصالح الاستثماري؟ وهي أيضاً رسالة للقطاع الخاص لتبني المشاريع ذاتها لاستيعاب عمال أكثر.

كما أتوجه بالدعوة إلى كل رؤوس الأموال الوطنية المهاجرة لاستثمار أموالهم في الداخل والمساعدة في حل هذه المشكلة، والدفع بعجلة التنمية في البلد عموماً.. وهي في الأخير للأشقاء في دول الجوار لإعطاء العمالة اليمنية الأولوية، ومزيداً من الاهتمام؛ مراعاة لحقوق الأخوة وحسن الجوار، مع أملي أن يكون ما سمعناه عن إلغاء نظام الكفالة وعن استثناء اليمنيين من الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخراً حقيقة تعيد للعامل اليمني الاعتبار وتفتح أمامه فرص العمل، لما فيه مصلحة الجميع.

فيا كل عمال اليمن؛ يا أصحاب السواعد السمراء أتمنى لكم كل الخير أينما كنتم، وأن تعود هذه المناسبة وقد تحقق كل ما إليه تتطلعون.. وكل عام وأنتم تعلمون،،،

كاتب وباحث إعلامي

 

Jamal.sh2010@live.com